مقبرة طاسو .. إسرائيل تهود رفات الموتى!
تسود حالة من الغليان مدينة يافا بعد أن عادت شركات صهيونية استثمارية لرفع دعويين قضائيتين تطالبان بمنع المسلمين من دفن موتاهم في مقبرة طاسو بالمدينة، وطالبت بدفع 15 مليون شيكل لاستعمالهم جزءًا من المقبرة لمدة 44 عامًا، التي تزعم هذه الشركات أنها اشترت نصف أرض المقبرة من لجنة معينة من وزارة المالية الصهيونية في العام 1973، علمًا أن الأرض وقف إسلامي لا تباع.
وقال عضو المجلس البلدي السابق أحمد مشهراوي: “نحن فوجئنا بتقديم دعويين من شركة استثمار يهودية ضخمة مكونة من 3 شركاء، تقدم بهما المستثمرون اليهود الأسبوع الماضي إلى المحكمة المركزية في تل أبيب”، مؤكدًا أن أهالي يافا شكلوا لجنة جماهيرية تضم أبناء المدينة العربية للتصدي لأي مس أو انتهاك بحق مقبرة طاسو أو أي عقارات أو أوقاف إسلامية في المدينة”.
ولفت مشهراوي إلى أن اتفاقية بيع 40 دونمًا من أراضي مقبرة طاسو بيافا، والتي تمت على مرحلتين عامي 1973 – 1977 باطلة من لجنة معينة من سلطات الاحتلال.
يشار إلى أن مقبرة طاسو هي المقبرة الوحيدة التي تخدم المسلمين في مدينة يافا، ومساحتها الكاملة 80 دونمًا.
وأوضح المشهراوي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن مدينة يافا تخوض في هذه الأيام نضالات شعبية كبرى للتصدي للمحاولات الصهيونية للمس بمقبرة “طاسو”، كونها المقبرة الإسلامية الوحيدة، وتجريفها تمهيدًا لبناء أبراج تجارية عليها، وكذلك سكان المدينة العرب يتعرضون لمحنة كبيرة باستهداف المقبرة الوحيدة، واستهداف للصيادين في يافا ومينائها القديمة قدم التاريخ، باستهداف الصيادين في مصدر رزقهم الوحيد؛ حيث يتعرضون للعديد من المضايقات في الفترة الأخيرة.
مؤامرة واستهداف
وأكد مشهرواي أن أهالي يافا اليوم يدركون هذه المؤامرة وهذا الاستهداف لوجودهم ولأوقافهم ومقبرتهم الوحيدة، وقال إن المئات من أهالي يافا على استعداد للاستشهاد دفاعًا عن هذه المقبرة ومن فيها من الأموات.
ودعا مشهراوي سلطات الاحتلال إلى ألا تغامر وتجرب المساس بالمقبرة؛ لأن في ذلك مسًّا خطيرًا لكرامة وقدسية آلاف الموتى والأحياء في يافا وخارجها “وأهالي المدينة لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون الجرافات تقتلع وتدوس أمواتهم”.
وأضاف أن الحل معروف، ومن عين لجنة أمناء هي دولة “إسرائيل” والذي “حرر أرض المقبرة من الوقف لتتم صفقة البيع هي دولة “إسرائيل”، وهذه الصفقة تمت بسرية وفي أجواء تعتيم شاملة لتمريرها على أهالي يافا، من شخصيات مرتبطة بهذه الدولة، مؤكداً أن الأهالي لن يقفوا ولن يصمتوا على هذه المؤامرة”.
بدوره قال قاضي محكمة الاستئناف السابق البروفيسور أحمد ناطور إن تقديم جهات صهيونية دعوى إلى محاكمهم تطالب بإخلاء مقبرة طاسو من القبور الإسلامية وتسليمها أرضها المقدسة إنما هو مغالاة في السقوط الذي بلغته هذه المؤسسات في الانحدار والتدهور الأخلاقي، مستهجنًا صمت العالم على هذه الانتهاكات الصهيونية.
طرق ملتوية للسيطرة
وبين لمراسلنا أن “(إسرائيل) استهدفت منذ البدء هذه المقدسات وسيطرت عليها وقد استخدمت في سبيل ذلك كل السبل الملتوية لتحقيق أهدافها، فحرثت المقابر وهدمت وأغلقت المساجد والعالم ينظر دون أن يرى وينصت دون أن يسمع، وأنا لا أرجو خيرًا من الجهاز القضائي الصهيوني ولدينا تجربة مرة معه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأراضي والأوقاف العربية مع أنها مقابر مقدسة ووقف إسلامي”.
القاضي البروفيسور أحمد ناطور
وأكد القاضى الناطور أن السبيل الوحيد لقطع الطريق على هذه المخططات الشيطانية إنما هي بالنضال الجماهيري المشروع، وقال إن قضية مقابر يافا ليست محلية تخص أهل المدينة فقط، وإنما تخص العرب والمسلمين عامة والدفاع عن حرمتها هو فرض عين على كل عربي ومسلم مكلف في البلاد وخارجها.
وأضاف أن “مقبرة طاسو كغيرها من مقابر فلسطين بنفس الحرمة والكرامة إلى أن تقوم الساعة، وحرمتها دائمة لا تزول ولا تزال مهما جهدوا في استصدار القرارات والأوامر”.
لجنة دفاع دائمة
ودعا القاضي الناطور إلى إقامة لجنة قطرية دائمة للدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين كافة، تكون قادرة على نقل المعاناة، ووقف هذا الظلم الغاشم من قبل كل صاحب ضمير في العالم أجمع وتدافع عن هذه المقبرة في هذا الوقت العصيب.
وأكد القاضي الناطور أن مقبرة طاسو هي المقبرة الوحيدة التي يقبر فيها كل سكان يافا لأن سائر المقابر الأخرى أغلقت، أما التي في القرى المحيطة ليافا فقد تم الاستيلاء عليها منذ عقود من قبل الأجهزة الصهيونية المختلفة.
القاضي الشرعي ليافا محمد زبدة
أما قاضي محكمة يافا الشرعية محمد رشيد زبدة فقال: “إن مقبرة طاسو الإسلامية لم تسلم من مؤمرات البيع ومحاولات الاستيلاء كمثيلتها من المقابر الإسلامية، أمثال مقبرة “عبد النبي” شمال يافا وعلى عظام موتاها أقيم فندق هيلتون وحديقة عامة وموقف سيارات لسفارة بريطانية ومقبرتي اجليل الشرقية واجليل الغربية “مباني وعمارات في هرتسليا” ومقبرة الشيخ مونس “مواقف لسيارات جامعة تل أبيب ومباني حكومية؛ ومقبرتي قرية سلمة “مباني سكنية” وغيرها الكثير من المقابر الإسلامية في شتى أنحاء البلاد”.
وأوضح أن الله تعالى كشف للمسلمين أمر هذه المؤامرة فهبوا لمنع تنفيذ هذه الصفقة بكل ما أوتوا من قوة وهمة، على الصعيدين الشعبي والقضائي فتقدموا بالدعاوى القضائية وبنوا الأسوار حول أرض المقبرة وخرجوا بتظاهرات محلية وقطرية وأبوا إلا أن يدفنوا موتاهم في الجزء الذي تعرض للبيع إجهاضًا لصفقة البيع المشؤومة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابة 8 عسكريين سوريين في عدوان إسرائيلي محيط دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب ثمانية عسكريين سوريين، الليلة الماضية، جراء قصف إسرائيلي استهدف موقعا في محيط دمشق. وذكر مصدر عسكري في تصريح...
أوروبيون لأجل القدس: 685 انتهاكا للاحتلال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت مؤسسة أوروبيون لأجل القدس إنها وثقت (685) انتهاكا ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة القدس...
المقاومة الإسلامية ف العراق تقصف 3 أهداف للاحتلال الصهيوني
بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، أنها استهدفت فجر اليوم وأمس، ثلاثة أهداف للاحتلال الصهيوني. وقالت المقاومة في...
بالتعذيب الوحشي .. 18 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أكد نادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء 18 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيليّ ومعسكراته جرّاء جرائم التّعذيب والجرائم...
عدنان البرش.. الطبيب الإنسان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...
شهيدان من غزة بسجون الاحتلال أحدهما الطبيب عدنان البرش
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من معتقلي غزة، أحدهما رئيس قسم...
هنية: وفد حماس إلى القاهرة لإنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام اتفق إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن...