الإثنين 17/يونيو/2024

أبو الأسيرات الثلاث يروي معاناة الأسرة المنكوبة

أبو الأسيرات الثلاث يروي معاناة الأسرة المنكوبة

في وسط مخيم العروب شمال الخليل، وبالقرب من مقر اللجنة الشعبية ينزوي بيت بائس صغير، مسقوف بألواح من (الزينغو)، لا مرافق فيه ولا أثاث، سوى بساط أكل الدهر عليه وشرب، وتزوره الأمطار مع كل منخفض جوي.. إنه بيت المهاجر مسلم أبو سل (أبو كريم) البالغ من العمر 54 عاما.

هاجرت أسرة أبو سل من عراق المنشية التي نكبت بالاحتلال الصهيوني عام 1948م حيث ألقت بهم رياح سموم النكبة في بطن هذا المخيم.

اعتقال البنات

أبو كريم أبو سل يعيش كتلة من الهموم في مقدمتها الفقر وسوء الدخل؛ فهو عامل ينقل الحجارة في مصنع ومنشار للحجر، وما يجنيه من دخل متواضع لا يفي بمتطلبات الأسرة المكونة من ثماني بنات وولدين وهو ووالدتهم، والهم الآخر هو اعتقال بناته (رزان ونيفين ورؤى)، وشقيقهن سامح الملقب كريم، والمحكوم 28 شهرا وغرامة مالية مقدارها 4000 شيكل، والقابع في سجن النقب الصحراوي.

وعن ظروف اعتقال بناته الثلاث قال أبو كريم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “كانت أم كريم قد خرجت منذ ساعات الفجر إلى زيارة ابني كريم في معتقل النقب الصحراوي، فيما خرجت بناتي الثلاث يتسوقن في مدينة الخليل، وبعد ذلك هممن بزيارة المسجد الإبراهيمي والصلاة فيه”.


null

وأضاف “خلال دخولهن من إحدى الحواجز استوقفهن جيش الاحتلال واعتدى عليهن، ونكّل بهن، وشتمهن بالكلام البذيء مما دفعهن للدفاع عن أنفسهن، فما كان من جنود الاحتلال إلا القيام باعتقالهن وتكبيلهن ونقلهن إلى معتقل هشارون الخاص بالنساء”.

وتابع “زعم جنود الاحتلال أنهن حاولن طعن جنود صهاينة، وكان معهن حقيبة بداخلها مجموعة من السكاكين، وهذا افتراء وكذب علما بأن بناتي خرجن من المنزل ولا يحملن أية حقيبة، والحقيبة التي عرضها الإعلام الصهيوني ليست لبناتي، ولا يوجد في بيتنا مثلها قط”.

وأردف أبو كريم قائلا: “فوجئنا بعملية الاعتقال، وتألمنا كثيرا، وخاصة أمهن، والمفاجئة الكبرى والمؤلمة ما وصلنا من أخبار أنهن تعرضن للتعذيب والضرب فيما سارعت قوات الاحتلال إلى محاكمة رزان البالغة من العمر 13 عاما بعد أربعة أيام من اعتقالها وهي طفلة بريئة”.

مؤامرة الاحتلال

وأشار أبو كريم والألم يعتصره إلى أن رزان طفلة صغيرة لا تعرف عن الحياة شيئا، ولا يمكن أن تقوى على طعن الجنود كما ادعى الإعلام العبري، قائلا: “رزان بريئة لم تقترف أي ذنب ومحاكمتها باطلة”.


null

وأكد أبو كريم أن مؤامرة سلطات الاحتلال على ابنته ظهرت بعد تسارع محاكمتها حتى لا تتمكن من الدفاع عن نفسها أو نتمكن نحن من توقيف محام لها، فيقول: “اعتقلت رزان وأخواتها يوم الخميس الماضي فيما تم محاكمتها يوم الأحد، وحكمت ظلما وزرا وبهتانا أربعة أشهر سجنا فعليا وغرامة مالية قدرها 2500 شيكل، فيما تم تأجيل محاكمات أخواتها نيفين ورؤى إلى نهاية الشهر ولم يحضر المحكمة أحد من الأسرة”.

ويضيف رب الأسرة الفقير بكل ألم وحسرة: “اجتمع علي مرارة السجن ومرارة الغرامات الباهظة والمرهقة.. من أين لي أن أحضرها سواء لرزان أو كريم”.

وناشد أبو كريم مؤسسات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية التدخل لإنقاذ أبنائه والإفراج عنهم من سجون الاحتلال، لكونهم مظلومين لم يرتكبوا أي جرم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات