كانون النار.. أنيس الغزيين في ليالي الشتاء
وسط أجواء الشتاء الباردة وزخات المطر التي تتساقط على أرض أرهقها الجدب والفقر، يلتف العديد من الغزيين في ساعات المساء حول النار علهم يدفئون أجسادهم التى أنهكها البرد طيلة النهار؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي والذي يصل لأكثر من 16 ساعة متواصلة.
وفي أجواء من السمر يتبادل الحضور الحديث عن أحداث من الماضي لا تزال عالقة في أذهانهم، أو عن ما يحدث معهم من قصص ونوادر في النهار؛ ليتزين المكان ب”كانون النار” (مجسم مستطيل أو مربع مصنوع من الصفيح) الذي يشعلون فيه بعضا من الحطب ومن ثم يضيفون عليه بعضا من جفت الزيتون.
جلسات السمر
ما إن يسمع الغزيون بقدوم منخفض أو كتلة باردة حتى تبدأ الاستعدادات بتجهيز الأدوات التي تحميهم من البرد، أبرزها كانون النار والحطب.
ويُعد “كانون النار” في غزة، ملاذا للكثير من الشباب العاطلين عن العمل؛ علهم يخففون بعضا من الألم الذي يعتصر قلوبهم بسبب قلة العمل وارتفاع نسب البطالة.
وفي إحدى العرائش المنتشرة في منطقة معن شرق محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، يبدأ أبو ياسر، المعني باستقبال أصدقائه وأقربائه بعد صلاة العشاء؛ حيث يتجمعون حول كانون النار للدفء في أجواء باردة.
وحسب أبو ياسر؛ فإن جلسة السمر لا تكتمل بدون كانون النار، وبراد الشاي الذي “يعدل مزاج الحضور”، وسط أجواء لا تخلو من الدعابة والنكتة.
ولا يعاني أبو ياسر من توفير الحطب اللازم للجلسة، خاصة أنه جهز نفسه لهذا الموسم بتجفيف الحطب الزائد عن موسم الزيتون وتخزينه في مكان بعيد عن المطر والبلل.
وبات كانون النار ذو الأرجل الأربعة صاحب “اللمة العائلية” والشهرة الواسعة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة عن منازل القطاع.
ويعتمد العديد من المواطنين في إشعال النار على ما يعرف بـ” جفت الزيتون”، بعد تجفيفه وتعريضه لأشعة الشمس، وعمله على شكل كرات صغيرة يتم رصها بعناية.
رفيق الفقراء والأغنياء
الخمسيني محمود النجار، يرى أن “كانون النار” وفق قوله “رفيق الفقراء والأغنياء” في غزة التي تحاصرها “إسرائيل”.
ويُضيف “الأسر الفقيرة والمحتاجة ليس باستطاعتها أن تشتري المدافئ الحديثة، والأسر الغنية، والتي بإمكانها أن تنال أي مدفأة تريدها، لا تستفيد منها في ظل انقطاع التيار الكهربائي”.
ولا تخلو جلسة أبو محمد من وضع بعض الباذنجان والبندورة على النار، لعمل سلطة الباذنجان المشهورة والشكشوكة (بندورة مع البيض)، مستغلا النار في إعداد هذه الأكلات المشهورة في فصل الشتاء.
وتعدّ النار من أقدم وسائل التدفئة التي استخدمها الإنسان في العصر الحجري، وقد جرى استخدامها أيضًا لأهداف مختلفة مثل: طهي الطعام، والحماية من الحيوانات المفترسة، والإتصال.
ومنذ11 عاما يعاني قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من 2 مليون نسمة، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف “إسرائيل” لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف العام 2006، ما دفع السكان إلى العيش وفقا لجدول توزيع يومي، بواقع 8 ساعات توافر للتيار الكهربائي و8 ساعات غياب، وفي أغلب الأوقات تصل لـ6 ساعات وصل و12 ساعة قطع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...
برنامج الأغذية العالمي يحذر: مخزونات الغذاء بغزة تكفي ليوم بعد إغلاق المعابر
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام أعرب برنامج الأغذية العالمي (تابع للأمم المتحدة)، الثلاثاء، عن "قلقه البالغ بسبب إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم...