الحرب الرابعة على غزة
تعرضت غزة خلال العقد الأخير لثلاثة حروب شنها الاحتلال بمشاركة أطراف إقليمية، بشكل مباشر أو عبر الصمت على الحصار الذي أصبح اليوم بوكالة الحكومة الفلسطينية.
ليس بالضرورة أن يشن الاحتلال حربا جديدة بقصف الطائرات أو دوي المدافع، وليس صحيحا أن الحرب تنتهي بوقف إطلاق النار، فواقع غزة المعيشي والإنساني اليوم إعلان لحرب رابعة لا تستهدف المقاومة وسلاحها بل الإنسان الذي يحمل السلاح وحاضنته الشعبية.
في تجارب التاريخ ما يصلح للمقارنة على ان للحروب وجوهًا أخرى ومنها استخدام سلاح الفقر، واستنزاف القدرات البشرية.
فخلال الحرب العالمية الثانية وحتى عقب هزيمة ألمانيا لم تتوقف الخطط التي لا تقل خطورة عن الحرب التقليدية، ومنها “خطة كاوفمان” التي عرضها ثيودو كاوفمان -رجل أعمال يهودي له وزنه في أمريكا- في كتابه «ألمانيا يجب أن تُسحق” والذي نشره عام 1941 وعرض فيه خطته لقطع نسل الألمان من خلال عمليات تعقيم (جعلهم عُقما) حيث اقترح تجنيد 20 ألف طبيب لتعقيم 45 مليون ألماني على ان يتم الانتهاء من الخطة خلال شهر واحد فقط، وبالتالي سينتهي الألمان من الوجود.
البرنامج لم ينفذ لكن الخطط استمرت وفي عام 1944 مع إشراف الحرب على الانتهاء، كان هنري مورجينتاو يشغل منصب وزير المالية الأمريكي، وكان مثله مثل كثيرين من الساسة يُفكرون: كيف يُمكن أن نمنع ألمانيا من القيام بأي حرب قادمة؟ بالنسبة لمورجينتاو كانت الإجابة واضحة: نُحول ألمانيا إلى بلد زراعي، مع استئصال كُل ما له علاقة بالصناعة فيه، وبحسب الخطة فإن هذا سيجعل ألمانيا بلدا غير مؤذٍ؛ لأنه لن يكون قادرا على صناعة أي شيء.
لكنه وبعد نهاية الحرب بهزيمة ألمانيا، بدأت تظهر مشاكل الفقر والبطالة في ألمانيا عام 1946 وقرر كثير من الساسة الأمريكان بأنه لا يجب تكرار الخطأ الذي حصل بعد الحرب العالمية الأولى، حيث فرضت على ألمانيا شروط مُهينة جعلتهم ينتقمون، وبالتالي فإن خطة مورجينتاو تجعل ألمانيا أشبه بقنبلة موقوتة يُمكن أن تنفجر في أي وقت، ولهذا رُفضت.
من حُسن حظ الألمان، أن أمريكا خافت من ثأر ألماني قادم، ولذلك غيّرت كُل سياستها لتبدأ المساعدات الأمريكية تتدفق على غرب أوروبا، التي وصلت إلى 13 مليار دولار، وذلك بموجب برنامج التعافي الأوروبي الذي اشتهر باسم خطة المارشال.
الكرم الأمريكي لم يكن لزرقة عيون الألمان، بل لأن الفقر والبطالة هي الأرضية الأكثر خصوبة لانتشار الشيوعية حينها، وهو ما كانت تُحاربه أمريكا الرأسمالية وقد نجحت.
المصدر: الرسالة
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
خطيب الأقصى يحذر من عواقب اعتداءات المستوطنين ويدعو لحمايته والدفاع عنه
القدس المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامدعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، اليوم الجمعة، إلى حماية المسجد المبارك والدفاع عنه أمام مخططات...
3 مجازر و26 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 26 شهيدا و51 إصابة خلال...
انتفاضة الطلاب تصل إلى المكسيك.. خيام أمام أكبر جامعات البلاد دعماً لفلسطين
مكسيكو - المركز الفلسطيني للإعلام في إطار الاحتجاجات الطلابية في الجامعات تضامناً مع غزة، أقام عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في...
أنصار الله: نحضر لجولة تصعيد رابعة إذا تواصل العدوان على غزة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الخميس، أنّهم يحضرون لجولة رابعة من التصعيد، إذا استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي...
انتفاضة الجامعات الأمريكية.. انكشاف زيف الديمقراطية وتهاوي سردية الاحتلال
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام يبدو أن الحراك في الجامعات الأمريكية الداعي لوقف الإبادة الجماعية بغزة أصاب السياسة الأمريكية بمقتل، وكشف زيف...
هنية يختتم زيارته إلى تركيا بعد سلسلة لقاءات رسمية وحزبية ووطنية
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام اختتم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس زيارته إلى الجمهورية التركية، وعاد إلى العاصمة القطرية الدوحة...
في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. تنديد بواسع باستهداف الاحتلال لصحفيي فلسطين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وجدت جهات حكومية وحزبية وإعلامية في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو كا عام، مناسبة للتنديد بعدوان...