الثلاثاء 07/مايو/2024

سامح تؤجر.. في غزة يتجاوزون عن الديون رغم الفقر

سامح تؤجر.. في غزة يتجاوزون عن الديون رغم الفقر

لم يكن أمام الأرملة أم محمد (55 عاماً) حلاًّ في ظل ما تواجهه من فقر وحرمان وديون كثيرة لصالح “السوبر ماركت”، إلا أن ترفع أكف الضراعة إلى الله، ولم تتأخر الاستجابة الربانية، إذ أعفى التاجر كل أصحاب الديون لوجه الله، فلقد انخرط الأخير في حملة “سامح تؤجر” التي انطلقت مؤخراً في غزة.

ورغم مرور أيامٍ قليلة على انطلاقها، إلا أنّ الحملة وجدت رواجاً كبيرة من أصحاب المحال التجارية والتجار، لتساهم فيها بعض المؤسسات والشركات.

ونظراً للحملة العفوية، فقد خصصت وزارة الأوقاف بغزة خطبة الجمعة الماضي (12-1)، للحديث عن الحملة وفضل التسامح والتسديد عن الناس في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها قطاع غزة.

كما أعلنت الوزارة عن البدء بـ”حملات التكافل الكبرى”، داعيةً الأئمة والخطباء، وبالتعاون مع أسر المساجد وأهل الخير كل في مسجده، لإطلاق هذه الحملات على غرار حملات الفجر الكبرى.

وثمن مدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد يوسف فرحات، المبادرات التي قام بها بعض التجار من التخفيف عن المدينين كل حسب استطاعته، داعياً الجميع للمسامحة والعفو حتى يعفو الله عنا يوم القيامة.

نماذج جديدة

وانسجاماً مع الحملة وتوافقاً مع عفويتها، فإنّها لم تقتصر على التجار ميسوري الحال، بل ساهم بعض أصحاب الدخل المحدود فيها، فقد أعلن السائق “محمد الشوربجي” من مدينة غزة، انضمامه لحملة “سامح تؤجر” بنقل الركاب مجانًا.

كما ساهم المدرس عبد الحميد عبد الله دلول، إذ نشر بوستا على صفحته عبر الـ”فيسبوك”، قائلاً: “قمت بجرد أسماء المتعسرين من طلاب مركز الزيتون التعليمي، وقد سامحتهم لوجه الله تعالى، مساهمة مني في حملة سامح تؤجر”.

وفي الوقت ذاته، أعلن طارق سليمان عاشور صاحب محل “عاشور للمفاتيح”، عن مسامحته في ديون محله، وقال: “نظراً لما يمر به أهل قطاع غزة من تضييق وحصار أُعلن مسامحتي وتجاوزي عن جميع ديون زبائن المحل، ومساعدة أي شخص بتصليح وطباعه مفاتيح”.

ولم تتوقف الحملة عن المسامحة بالديون،  فقد تعدتها وصولا إلى المسامحة العامة، ليعلن الشاب محمد نبيل أبو العمرين، عن عفوه عمن أطلق النار عليه، وأصابه في قدمه، خلال أحداث الانقسام التي وقعت عام 2007.

ويقول عبر صفحته على فيسبوك: “بعد تفكير عميق، وبعد 12 عاما، أعلن أنا محمد نبيل عن العفو والصفح عن الشخص الذي أطلق النار علي في عهد السلطة السابقة، أثناء أحداث الانقسام، وأصابني بقدمي، لوجه الله خالصا، عسى الله أن يدخلني الجنة، ويغفر ذنبي، ويستر عيبي، ويرفع الهم عني ويسد ديني”.

ودعا أبو العمرين، أنّ يأخذ التسامح منعطفا غير المال، ويكون في الخلافات والحقوق.

وشجعت الحملة الكثير من النشطاء للانخراط فيها على مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوة كبرى الشركات والمؤسسات إلى أن تحذو حذو التجار الذين انطلقوا في الحملة، واستجابت لذلك بلدية خزاعة شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأعلنت عن منح خصم بنسبة 25% من نسبة فاتورة المياه على المواطنين.


null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات