الأحد 07/يوليو/2024

ترميم الزخارف الفسيفسائية في الأقصى.. 8 سنوات من العمل

ترميم الزخارف الفسيفسائية في الأقصى.. 8 سنوات من العمل

يعدّ مشروع ترميم الزخارف الفسيفسائية في المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، الذي اختتم العمل فيه مؤخرا، شاهدا على روعة وجمال الفن الإسلامي.

وتم خلال المشروع، الذي استغرق العمل فيه 8 سنوات، بكلفة أربعة ملايين دينار أردني، توثيق وترميم ما يقارب من (1270) مترا مربعا من الزخارف الفسيفسائية في قبة الصخرة، ونحو (225) مترا مربعا في المسجد القبلي المبارك، أي ما مجموعه (1495) مترا مربعا في كامل الحرم.

ولإنجاز المشروع تم استقطاب كادر إيطالي متخصص بالترميم، للعمل جنباً الى جنب مع كادر لجنة الإعمار في المسجد الأقصى الذي تم تدريبه  مسبقا، بإشراف الدكتور محمد أبو عيشة، خبير ترميم المواد الحجرية والزخارف الفسيفسائية.

العلاج والترميم
ويقول أبو عيشة، لمراسلنا، “كانت البداية صعبة بسبب عدم وجود أي مخططات أو رسومات أو أرشيف يوثق هذه الزخارف الفسيفسائية، سواء في قبة الصخرة أو المسجد القبلي، الأمر الذي شكل تحديًّا لنا لتوثيق ورسم وتصوير 1495 مترا مربعا من الزخارف الفسيفسائية، وحفظها في مديرية المسجد الأقصى في عمان، وفي دائرة الأوقاف الأردنية بالقدس”.

وأضاف: “الآن إذا وقع أي اعتداء أو ضرر للمسجد، أو تضررت الزخارف الفسيفسائية، لدينا كل اللوحات موثقة فوتوغرافيا وخطيا، وبالتالي نحن قادرون على إعادة عمل أي لوحة أو أي زخرفة كما كانت بفضل التوثيق والرسم الدقيق المحفوظ لدينا”.

وأردف قائلا: “إنه بعد وضع برنامج العمل، بدأنا أولا بالأمور العاجلة وذات الأولوية، إذ شرعنا بتدعيم الورقة المعدنية للمكعبات الزجاجية الذهبية والفضية، من أجل ثباتها وعدم تعرضها للسقوط خلال عمليات الترميم المختلفة؛ ومن ثم تم حقن المناطق المنفصلة بواسطة حقن ملاط جيري سائل في الداخل؛ ومعالجة الفجوات باستخدام المكعبات الفسيفسائية والملاط الجيري”.

وتابع: “وفي النهاية إجراء التنظيف الكيميائي بواسطة كمادات للورق المفروم المشبع بمواد خاصة لإزالة الترسبات الكلسية عن الأسطح الفسيفسائية، وبالتالي كشف الجمال والرونق الفعلي والحقيقي لألوان المكعبات الفسيفسائية الزجاجية”.

وأوضح خبير الترميم، بأن جميع المكعبات الزجاجية ذات الورقة الذهبية جميعها موضوعة بشكل مائل ٣٠ درجة نحو الأسفل، من أجل انعكاس الضوء الذي يتسلل من خلال النوافذ لداخل قبة الصخرة والمسجد القبلي، بحيث ينعكس هذا الضوء نحو أعين المصلي داخل المسجد.

مراحل الترميم
وعن مراحل الترميم، يقول أبو عيشة: “بدأ العمل في رقبة قبة الصخرة المشرفة في الشريطين العلوي والسفلي، ثم دخلنا للمثمن الداخلي للقبة، وتم أيضاً الانتهاء من ترميمه بأضلعه الثمانية، وحاليا نعمل على الدائرة التي تحمل رقبة القبة حيث أنهينا ٣ أرباعها، وبقي الربع الجنوبي والأخير من هذه الدائرة”.

وأضاف أنه بعد الانتهاء من الدائرة التي تحمل “رقبة القبة”، سننتقل إلى ترميم الفسيفساء في المدخلين الشرقي والغربي لمسجد قبة الصخرة، وبذلك نكون قد انتهينا من ترميم جميع الزخارف الفسيفسائية في القبة”.

وبخصوص ترميم الزخارف الفسيفسائية في المسجد القبلي المبارك، يقول أبو عيشة: “إنه تم ترميم الواجهة الرئيسة للرواق الأوسط، وهي فسيفساء يعود جزء منها للفترة الفاطمية، وما تبقى تم إعادة إنجازه في الثلاثينيات من العقد المنصرم بعد الزلزال الذي ضرب القدس في العام ١٩٢٧”.

المواد المستخدمة
وبين أن المادة الأساسية المستخدمة في الترميم وصيانة الزخارف الفسيفسائية هي مادة الشيد أو الجير، مؤكدا أنه لا يتم استخدام الإسمنت ولا الجبصين في عمليات الترميم والصيانة، كما كان يستخدم في السنوات الماضية.

وأضاف: “أن الفسيفساء كلها يتم تثبيتها بالجير الذي هو عبارة عن حجر كلسي محروق، يتم إطفائه وخلطه بالماء ليصبح مثل اللبنة”، ويستعمل بعد ذلك؛ فالفسيفساء البيزنطية والرومانية الذي يزيد عمره على ٢٠٠٠ عام كله مثبت على ملاط جيري.

وبين أبو عيشة أن جميع المكعبات الفسيفسائية زجاجية ملونة، وهناك مكعبات ذات ورقة فضية وأخرى ذات ورقة ذهبية، (ذهب ٢٤ قيراط)، وهي تقنية بيزنطية لإنتاج المكعبات الفسيفسائية أخذها الأمويون، تكون على شكل “الساندويش” وتوجد قاعدة زجاجية، وورقة ذهبية أو فضية وطبقة زجاجية رقيقة حافظة للورقة الذهبية .

وأشار إلى الاستخدام الكبير للصدف الأبيض في رقبة قبة الصخرة، وقال إنه صدف بحري طبيعي مشغول، ومقطع على شكل دوائر وأشكال أخرى، يستخدم بكثرة في زخرفة فسيفساء قبة الصخرة والمسجد القبلي، وهي تقنية موجودة ومستخدمة ايضا في الماضي في الكنائس البيزنطية.


null

null

null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات