عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

السّباخي .. موظف الأونروا الشهير قتله الفحص الأمني

السّباخي .. موظف الأونروا الشهير قتله الفحص الأمني

بطريقة غير مباشرة قتل الاحتلال الصهيوني موظف “الأونروا” الشهير عبد الفتاح السّباخي (65 عامًا) بعد أن حرمه اجتياز معبر بيت حانون وهو في منتصف مرحلة العلاج من سرطان الرئة.

وكان السّباخي قد التحق بالعمل منذ (30 عامًا)، في وحدة  المشتريات والمخازن التابعة لرئاسة (الأونروا) في القدس المحتلة حتى أصبح مديراً مشهوراً نال الإقامة شبه الدائمة في القدس والضفة.

وتوفي السّباخي قبل أيام بعد حرمانه من اجتياز معبر (بيت حانون) الذي يسيطر عليه الاحتلال للحصول على علاج الكيماوي والفحوصات الطبّية العاجلة بذريعة الفحص الأمني.

دائم السفر

آخر ما كانت تتوقعه أسرة السّباخي أن يعجز عن الوصول لمدينة القدس المحتلة التي عمل فيها أكثر من (28) سنة موظفاً في رئاسة (الأونروا) فجنود الاحتلال ألفوا تنقله بين غزة والقدس كموظف في مؤسسة إنسانية.

طوال عام من المرض رافق جمال السّباخي شقيقه عبد الفتاح في رحلة المرض في غزة والقدس حتى شهد لحظاته الأخيرة في غزة عاجزاً عن اجتياز معبر بيت حانون.

يقول جمال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “أخي معطاء جداً في عمله بالأونروا، ويخدم الجميع، وقد تقاعد قبل سنوات لكن الأونروا جددت عقده مرتين لخبرته وتفانيه حتى أصيب قبل شهور بالسرطان”.

في البداية فزع جمال من نبأ إصابة عبد الفتاح بالسرطان؛ لكنه قرر ملازمته في المهمات كافة، وسافر معه سبع مرات للقدس بعد عناء طويل من الرفض الأمني.

ويتابع: “بعد 3 شهور قرروا المرة الأولى لنا لندخل ونعالجه في القدس رغم أنه يعرفون عمله في “الأونروا” طوال 30 سنة، حتى أنه كان قد استأجر في أحد المرات شقةً سكنية في القدس لعام كامل ولم يزر غزة”.

تعمّدت مخابرات الاحتلال حرمان السّباخي من العلاج في مرحلة خطيرة، وعندما أصبحت جرعة الكيماوي وبعض العلاجات الخاصّة مهمة جداً ولا يستطيع تلقيها إلا في القدس.

بلغ مرضه ثمانية شهور وساءت أحواله أكثر، وحاولت (الأونروا) ومؤسسات حقوق الإنسان العاملة داخل الكيان، والسلطة الفلسطينية التدخل لموظف (الأونروا) الشهير كي يستكمل علاجه لكن الاحتلال كان يرفض.

يقول جمال السّباخي:”لم يجد عمله الطويل، ولم تتمكن الأونروا من التدخل، وكنا نصل المعبر ويدخلوه للتحقيق 3-4 ساعات، ويتعرض لأسئلة روتينية طويلة، وكان عاجزاً عن الجلوس أو الحديث لكن المحقق كان يصرّ على إرهاقه”.

في جولات التحقيق كان السّباخي يتحامل على عجزه ويبادر بمخاطبة المحقق (إن كان علي تهمة احبسني، لماذا تفعلوا بي هذا ؟!) وعندما يعود بعد الرفض يردد لأسرته قوله: “لن يحدث شيء إلا بأمر الله”. 

قتل بطيء

عاش محمد السّباخي نجل عبد الفتاح 10 شهور في حالة من القلق الدائم على والده الذي تلقى جواباً برفض السفر للعلاج (9) مرات، وتمكن من اجتياز المعبر (7) مرات بعد عناء شديد.

يقول محمد لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “عشنا معه تجربة صعبة شعرنا فيها بمرارة الحصار، فعندما تجد نفسك عاجزاً عن اجتياز معبر بيت حانون وكذلك معبر رفح تشعر بواقع الحصار”.

لم يدع محمد فرصةً للاتصال أو التواصل مع مؤسسات حقوق الإنسان “الإسرائيلية” والفلسطينية لمساعدة والده باجتياز معبر بيت حانون إلا وفعلها، لكنه دوماً كان يحصل على رد محبط من كلمتين تخطهما المخابرات “الإسرائيلية” على تحويلة العلاج نصهما (تحت الفحص).

ويبدي تعجّبه من همجية الاحتلال التي تعرف جيّداً أن والده موظف قديم في (الأونروا) اجتاز معبر بيت حانون مئات المرات لكنه تعمّد قتله وهو في مرحلة متطورة من المرض.

ويصف المختار جوهر السّباخي شقيق عبد الفتاح ما جرى بأنه (قتل متعمّد بالبطيء) لأن الاحتلال يعلم كامل التفاصيل عن المريض، ويتابع ملفه الطّبي، وقد قصد حرمانه في نقطة اللاعودة.

ويتابع: “يعرفونه عن ظهر قلب، وهو موظف دائم في القدس والضفة لسنوات طويلة، لكنهم قتلوه بشكل غير مباشر، وهدفهم فقط القتل العمد رغم امتلاكه جميع الأوراق الطبيّة والتحويلات العاجلة”.

ويمتلك السيّد (أبو داود تمراز) جار السّباخي تفاصيل عن لمسات وقيم إنسانية عرفها منذ سنوات طويلة تبدأ من التزامه الديني وتصل لحد الرفق بالحيوان.

ويضيف: “عرفته كجار بار بكل من حوله من أهل وجيران، دائم الصدقة على الفقراء والمارّة، وفي الليل يعطف على الحيوانات الضالّة”.

وفي آخر يوم من حياته فقد السّباخي كامل طاقته وعجز عن تناول الطعام؛ لكنه كان يوصي أبناءه بالحفاظ على علاقتهم الطيّبة بالأقارب والجيران حتى فارق الحياة . 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات