مهرجان انطلاقة حماس بنابلس.. جيل جديد يحمل الراية

“رشوا المية على الصفصاف.. حمساوية وما بنخاف.. هينا طلعنا بالآلاف.. وهَيْ طلوا الحمساوية”، على وقع هذه الأنشودة تفاعل آلاف المحتشدين في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، ظهر يوم الجمعة (15-12) للاحتفال، بذكرى انطلاقة حركتهم الثلاثين.

وكانت كلمات هذه الأنشودة تلخص المشهد في مجمع الكراجات الشرقي بنابلس، والذي اكتسى لأول مرة منذ ثلاث سنوات باللون الأخضر، منذ آخر مهرجان للحركة، بمناسبة انتصار المقاومة بمعركة “العصف المأكول” في حينه.

وفيما اختار الآلاف أداء صلاة الجمعة في موقع المهرجان، توافد آلاف آخرون من مساجد المدينة والقرى والمخيمات ومن المحافظات المجاورة.

null
القدس و”القسام”

إبداعات “القسام” كانت حاضرة مع انطلاق فعاليات المهرجان؛ حيث أدى شبان يافعون عرضا بالزيّ العسكري لـ”الكتائب”، عرضوا فيه مجسمات لطائرة أبابيل وصاروخ M75 ، كما أحرقوا دمية تمثل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

ولم تكن القدس غائبة عن احتفال أبناء حماس بذكرى انطلاقتهم؛ فقد احتل مجسم ضخم لقبة الصخرة مكانا بارزا إلى جانب المنصة، وأكدت هتافاتهم استعدادهم للتضحية من أجل القدس والأقصى.

أبناء حماس الذين توافدوا من كل حدب وصوب، تميزوا بتوزعهم على مختلف الفئات العمرية، ورغم أن الأطفال منهم لم يشهدوا مهرجانات الانطلاقة السابقة، إلا أن حماسهم وتفاعلهم لم يكن بأقل من تفاعل آبائهم وأمهاتهم ممن عاصروا الحركة منذ انطلاقتها الأولى.

ورصدت عدسة “المركز الفلسطيني للإعلام” مئات الأطفال الذين توشحوا الأوشحة والعصبات الخضراء، وتسابقوا على حمل الرايات والتلويح بها، متفاعلين مع النشيد الحماسي، فيما حضر بعضهم بالزي العسكري، حاملين أسلحتهم البلاستيكية.

وفي الصف الأمامي قبالة المنصة، كان العشرات من قادة ورموز حركة حماس، الذين أفنوا سنوات من عمرهم في سجون الاحتلال والإبعاد، يتقدمهم النائب الشيخ أحمد الحاج علي.

صور قادة ورموز الحركة الشهداء كانت حاضرة بشكل لافت في المهرجان، خاصة الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وحامد البيتاوي، وأحمد الجعبري، والجمالين، وصلاح دروزة، وغيرهم.

وفي القسم المخصص للنساء، كانت حناجر آلاف النسوة والفتيات خلال ترديدهنّ الهتافات، توازي مكبرات الصوت بقوتها، وبدت الحاجة الثمانينية “أم جمال اشتية” في عز شبابها، وهي تلوح بالراية الخضراء وتهتف لكتائب القسام والمقاومة.

null
كلمة هنية
وتركت كلمات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، التي ألقاها عبر الهاتف، أثرا طيبا في نفوس المحتشدين، ورفعت من معنوياتهم.

وقد خاطب “هنية” أهل نابلس قائلا: “أنتم الذين صنتم هذه الانطلاقة، وفجرتم هذا البركان، ورفعتم هذا اللواء، مع كل أهلكم وإخوانكم في الضفة وغزة والقدس والمنافي والشتات”.

وأكبَرَ هنية فيهم خروجهم لإحياء هذه المناسبة، رغم الظروف الصعبة والملاحقات وسياسات الاحتلال التي تهدف لثنيهم عن المشاركة، ليؤكدوا بذلك أن حركتهم أكبر من محاولات الاحتلال ومؤامراته.

وأكد الدور الكبير الذي يضطلع به أهل الضفة، قائلا: “إليكم ترنو عيون الأمة، فأنتم تيرمومتر الشعب والأمة، وعلى وقع انتفاضتكم وثباتكم وصمودكم ستتحرك الملايين الثائرة في كل العالم الإسلامي، بل وكل أحرار العالم”.

null
الوحدة الوطنية
الوحدة الوطنية كانت حاضرة كذلك وبقوة في كلمات عريفي المهرجان وفي الشعارات المرفوعة، وحملت المنصة صور أبرز شهداء الشعب الفلسطيني، كأبي عمار والشقاقي وأبي علي مصطفى.

وقدم الفنان الشعبي حسنين المصري أغنية تفاعل معها الحضور، إذ عبرت كلماتها عن روح الوحدة بين أبناء الشعب الواحد، ووحدة قوى المقاومة في وجه الاحتلال، ووجه فيها التهنئة لأبناء حماس بذكرى انطلاقة حركتهم.

تكمل حركة حماس عقدها الثالث، وفي احتفالها هذا العام، عكست وجوه الحاضرين ثلاثة أجيال واكبت نشأة الحركة؛ فمن الأجداد إلى الآباء إلى الأبناء تنتقل الراية، ومع كل ذكرى انطلاقة يخرج جيل جديد يحمل راية التحرير.

null
null