نقاط التماس بنابلس.. لا فرار من الزحف

منذ انسحاب قوات الاحتلال من المدن الفلسطينية قبل أكثر من 20 عاما ضمن اتفاق أوسلو، أضحت نقاط التماس والاشتباك في مدينة نابلس بعيدة عن المناطق السكانية، بخلاف الكثير من المدن الفلسطينية التي فيها التحام وتماس يومي.

وتحيط مدينة نابلس عدة نقطة اشتباك، وهي حاجز حوارة والذي يبعد خمسة كيلومترات عن مركز مدينة نابلس من مدخلها الجنوبي، وقرابة 2 كيلو متر من مخيم بلاطة، فيما يقع حاجز بيت فوريك شرقي المدينة مسافة 4 كيلومترات، ومستوطنة شافي شمرون من الجهة الشمالية الغربية قرابة 10 كيلومترات.

حشود تزحف

وشهد حاجز حوارة يومي الخميس والجمعة أعنف المواجهات عقب المسيرات الكبيرة التي شهدتها المدينة، وأوقعت عشرات الإصابات بينها إصابات بالرصاص والأخرى بالعيارات المطاطية والاختناق بالغاز المدمع.

وسار زهاء خمسة آلاف مواطن من وسط مدينة نابلس يوم الخميس الماضي مشيا على الأقدام، بعد مسيرة ضخمة احتجاجا على خطاب ترمب، شارك فيها شخصيات ونساء ورجال كبار بالسن على غير العادة، حتى وصلوا حاجز حوارة بعد ساعة ونصف ثم جرت اشتباكات استمرت لأكثر من أربع ساعات، وانتهت مع حلول الظلام.

وقالت ميسر عطياني الناشطة النسوية لمراسلنا، إن الحشود التي زحفت ومشت مسافات طويلة إلى حاجز حوارة أعادت إلى نابلس قوتها ومساهمتها في العملية النضالية بعد حالة من الترهل، وهذا يثبت أن الجماهير تمتلك زمام الأمور، ولديها طاقة للعطاء والبذل والتضحية.

ويقول مصورون فلسطينيون إن مواجهات حاجز حوارة كانت عنيفة، ولم تسجل منذ أكثر من عام، بسبب حجم المشاركة الكبيرة وكثافة إطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المشاركين. تم خلالها إغلاق الحاجز أمام حركة المرور، وفتح معبر عورتا الموازي طريقا بديلا للتنقل بين نابلس ورام الله ومحيطها الجنوبي.

ويعد حاجز حوارة نقطة التنقل الوحيدة بين نابلس ومناطق شمال الضفة الغربية ووسطها، وشهد في جنباته استشهاد عشرات الشبان خلال المواجهات، أو خلال محاولتهم تنفيذ عمليات طعن أو دهس، وأحيانا كثيرة تصفية بدم بارد دون مبرر.

الأسلاك الشائكة

والمحطة الأخرى التي تعد نقطة اشتباك حول نابلس من الجهة الشرقية هي حاجز بيت فوريك، والذي يفصل المدينة عن بلدتي بيت فوريك وبيت دجن، حيث شهد في سنوات سابقة انطلاق مسيرات صوبه من وسط نابلس ومخيماتها، وبالمقابل انطلاق مسيرات من البلدات الواقعة شرقه، والالتحام مع الجنود المتواجدين فيه.

ويختار شبان غاضبون من مخيم عسكر وبلدات عزموط ودير الحطب، في بعض الأحيان التوجه إلى الأسلاك الشائكة المحيطة بمستوطنة آلون موريه، والاشتباك مع حراس أمن المستوطنة في مناسبات عديدة، كما يشير عماد اشتيوي عضو لجنة التنسيق الفصائلي، كما جرى إبان هبة الأقصى العام الفائت.

وخلال العام الفائت توجه نشطاء فلسطينيون إلى محيط مستوطنة شافي شمرون المقامة على أراضي بلدة دير سرف شمال غرب نابلس، ومنطقة حومش المخلاة المقامة على أراضي بلدة برقة شمال نابلس، واشتبكوا مع جنود الاحتلال والمستوطنين.

ويعد مقام قبر يوسف في قلب خاصرة نابلس الشرقية أحد نقاط الاشتباك الليلية لدى دخول المستوطنين إليه لأداء طقوسهم التلمودية، والتي تتكرر فيها المواجهات مرتين في الشهر تقريبا وتمتد إلى مناطق محيطة به.