الأحد 05/مايو/2024

ردود فعل عربية ودولية رافضة لقرار ترمب بشأن القدس

ردود فعل عربية ودولية رافضة لقرار ترمب بشأن القدس

توالت ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية عقب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الأربعاء، بمدينة القدس الفلسطينية عاصمة لـ”إسرائيل”.

واعترف ترمب بذلك في خطاب ألقاه من واشنطن، تزامن مع حراكات شعبية ومظاهرات جابت شوارع عواصم عربية وإسلامية.

وأكد أنه سيوجه وزارة الخارجية الأمريكية “للمباشرة بإجراءات نقل السفارة إلى مدينة القدس”، لكنّه وقع على تأجيل البدء بالإجراء الفعلي مدة 6 أشهر.

وحذر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ترمب، من التداعيات الخطيرة لخطوة نقل سفارة واشنطن للقدس، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستزيد الوضع في الشرق الأوسط تعقيدا، وتؤثر سلباً على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي وقت سابق، عبرت دولة قطر عن رفضها التام لأي إجراءات تدعو للاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، عادّةً أن مثل هذه الإجراءات تقوّض الجهود الرامية لتنفيذ حل الدولتين.

كما أعربت مصر عن استنكارها للقرار، وأكدت القاهرة في بيان أصدرته الخارجية المصرية “أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال، وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة”.

وأشار البيان، إلى العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس، ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي نصّ على الانسحاب من الأراضي التي احتلت في عام 1967، ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار حكومة الاحتلال بضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأي تغييرات تجريها “إسرائيل” على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات.

وأعرب بيان وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرًا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي.

 من جهتها أكدت الخارجية الكويتية أنها تابعت بأسف بالغ قرار الولايات المتحدة الأمريكية الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن مصدر مسؤول في الخارجية الكويتية، تأكيده “أن اتخاذ مثل هذا القرار الاحادي يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية بشأن الوضع القانوني والإنساني والسياسي والتاريخي لمدينة القدس ‏وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن إضافة إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية”

وأعرب المصدر “عن قلقه من التداعيات الخطيرة لهذا القرار بما يؤديه من تقويض ‏لتلك المسيرة فضلا عما يمثله من تهديد مباشر للأمن والاستقرار في المنطقة التي تعيش وضعا أمنيا صعبا ودقيقا”.

وأعرب المصدر عن تطلعه إلى أن “تراجع الولايات المتحدة الأمريكية ذلك القرار و تعمل على تكريس الجهود لإيجاد حل نهائي لعملية السلام في الشرق الاوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين”، على حد تعبيره.

وكانت المغرب قد استدعت القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالرباط، وسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا).

وأكدت الخارجية المغربية “انشغال الملك محمد السادس العميق” إزاء الإجراء الذي تنوي الإدارة الأمريكية اتخاذه، مشدداً على محورية قضية القدس ورفض كل مساس بمركزها القانوني والسياسي.

وشدد الرئيسان؛ التونسي الباجي قايد السبسي، والتركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي أجرياه، على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للقدس، واحترام القرارات الدولية ذات الصلة.

أما تونس فقد أعربت تونس عن عميق انشغالها إثر إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها، لما “يمثله ذلك من مساس جوهري بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة وخرق لقرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة وللاتّفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي تمت برعاية أمريكية والتي تنص على أنّ وضع مدينة القدس يتمّ تقريره في مفاوضات الحل النهائي”.

وعدت الخارجية التونسية في بيان لها، “أنّ هذا القرار يهدد جديا بتقويض أسس عملية السلام وجهود استئناف مفاوضات السلام، ويدفع بالمنطقة نحو مزيد من التوتّر وعدم الاستقرار، فضلا عمّا يمثله من استفزاز لمشاعر الأمة العربية والإسلامية باعتبار رمزية القدس ومكانتها في المنطقة والعالم”.

وأكدت الخارجية التونسية، أنها “إذ تجدّد تأكيد موقفها المبدئي الثابت الداعم القضية الفلسطينية العادلة والمساند لها، تهيب تونس بجميع أطراف المجموعة الدولية الامتناع عن اتخاذ أية خطوات أو إجراءات من شأنها أن تمثل اعترافا علنيا أو ضمنيا بضم إسرائيل للقدس التي تعدّ جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967″، وفق البيان.

السودان: تهديد للسلم الدولي
وأدان السودان قرار الرئيس الأميركي، وعده تعديّا سافرا علي حقوق الشعب الفلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها: إن القرار يمثل استفزازاً لجميع أهل الديانات ويشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، محذرة بأنه سيكون له تداعيات خطيرة علي أمن واستقرار المنطقة.

وأكدت رفض السودان بشكل قاطع المساس بالوضع القانوني والسياسى لهذه المدينة المقدسة مهبط الديانات .

اجتماعات وقمة

وقرّر مجلس جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية، السبت المقبل؛ لمناقشة التحرّكات العربية إزاء الخطوة الأمريكية.

ودعا الرئيس التركي إلى عقد قمة طارئة في مدينة إسطنبول، تضم دول مجلس التعاون الإسلامي، الأربعاء المقبل، لمناقشة خطة الإدارة الأمريكية المتعلقة بالقدس.

وفي تركيا أيضاً، شهدت ثلاث مدن انطلاق مجموعة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية للتنديد بالخطوة الأمريكية.

بدوره أدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش، اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة للاحتلال، كما عبّرت أحزاب البرلمان التركي مجتمعة عن رفض الخطوة الأمريكية.

أما في الأردن، فقد دعا مجلس النواب الأردني البرلمانات العربية والإسلامية إلى اجتماع طارئ لبحث التطوّرات المتعلّقة بالقدس.

وبدورهم اعتصم 17 نائباً أردنياً أمام السفارة الأمريكية بعمان ضد قرار ترمب بنقل السفارة للقدس.

وقال الأردن: إن “الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق للشرعية الدولية والميثاق الأممي”.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، في بيان، إنَّ المملكة ترفض القرار الذي يزيد التوتر، ويكرس الاحتلال.

وأضاف أن القرار الذي يستبق نتائج مفاوضات الوضع النهائي يؤجج الغضب ويستفز مشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

هبة وغضب

وفي الشأن ذاته، دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الشعوب الإسلامية، ومن ضمنهم الشعب الفلسطيني، إلى “هبّة ضد مؤامرة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

كما دعا “ائتلاف غرب أفريقيا لنصرة القدس وفلسطين”، الشعوب الأفريقية إلى إعلان “أسابيع غضب”؛ من أجل حماية المدينة المقدّسة.

وبدوره حذّر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، من أن إقدام أمريكا على نقل سفارتها من تل أبيب للقدس، والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لـ”إسرائيل”، “يحوّل المنطقة إلى كرة لهب من الصراعات”.

ووصف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون موقف ترمب، بـ “أنه خطير ويهدد صدقية الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام في المنطقة، وينسف الوضع الخاص الذي اكتسبته القدس على مدى التاريخ”.

ولفت عون في تصريحات له أوردتها وكالة الأنباء اللبنانية، الى “ان هذا القرار، اعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى الوراء عشرات السنين وقضى على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم”، محذرا “مما يمكن ان يحدثه القرار الامريكي من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة وربما العالم اجمع”.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أي “خطوات أحادية” من شأنها تقويض جهود حلّ القضية الفلسطينية انطلاقاً من حل الدولتين، في إشارة لخطوة ترمب.

وعدّ غوتيريش أن مدينة القدس المحتلة “لا بد أن تكون جزءاً من حلّ نهائي للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

بدورها قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي: إن وضع القدس يجب أن يتحدد في إطار تسوية بين الطرفين.

ودعا البابا فرنسيس إلى احترام “الوضع الراهن” في المدينة المقدسة، قائلاً: إن “أي توتّر جديد في الشرق الأوسط سيلهب الصراعات في العالم”.

أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فقد حذّر نظيره ترمب من الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وفقاً لما ذكره متحدث باسم قصر الإليزيه.

واحتلت “تل أبيب” شرق القدس عام 1967، وأعلنت لاحقاً ضمها إلى “إسرائيل” وتوحيدها مع الجزء الغربي، عادّة إياها “عاصمة موحدة وأبدية لها”، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...