الثلاثاء 30/أبريل/2024

أمي وفلسطين.. الزعبي يروي سر العلاقة

أمي وفلسطين.. الزعبي يروي سر العلاقة

“لا أستطيع أن أتجاوز هذه الذاكرة، فإذا أردت أن أنسى فلسطين فسأنسي أمي، لأنها هي من ربطتني بفلسطين، فأنا عندما أكتب عن فلسطين أكتب عن قضية يجب أن تبقى حية”، هكذا استهل الكاتب الأردني أحمد الزعبي، والدموع لا تفارق عينيه، حديثه عن سر العلاقة مع فلسطين.

وعن تلك العلاقة الوجدانية يتحدث زعبي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، بالقول: “أنا كاتب شرق أردني، تربيت على اسم فلسطين، ليس بالصدفة، وليس تنظيرا، وليس مجاملة، وليس ادعاء للوطنية والقومية”، بباسطة وأنا طفل صغير، عندما كانت أمي تغسل، كانت تضع الراديو على الشباك، للاستماع تحديدا إلى برنامج “رسائل شوق”، للمذيعة القديرة كوثر نشاشيبي (رحمها الله).

 

رسائل شوق

إذًا “رسائل شوق” كانت حلقة الوصل الأولى لـ”الزعبي” مع فلسطين، وعلى أنغام الشوق، وصوت “النشاشيبي”، ارتبط بعلاقة عضوية مع الأرض المحتلة.

تلك المعادلة الكيمائية، يقول عنها، لقد تربيت على اسم فلسطين، عندما كانت النشاشيبي تصدح: “رزق محمد بمولود سماه أحمد”، فنسمع زغاريد الفرح من جيرانينا، أو “خالتي هاجر سوف تذهب للجسر فانتظروها هناك”، فيعم الفرح بـ”الحارة”، وترتسم تلك الابتسامة الساحرة على وجه أمي، (التي كانت ترى القدس كعمان)، تلك الذاكرة التفصيلية التي يتمتع بها “الزعبي” زادت من ارتباطه وتعلقه بفلسطين.

يحاول الزعبي أن يركز على الجانب الإنساني في كتاباته عن فلسطين، “تلك الأم التي تنظر ابنها الأسير”، أو”الرسائل بين الأسرى وأهاليهم”، أو “الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في فلسطين، ولم يعيشوا الطفولة كما يجب”.

رمز إنساني

يقول الزعبي: “فلسطين رمز إنساني، وليس مجرد خطاب ديني، فمكة أقدس منها، لكن لديها رمزية إنسانية لا يمكن أن ندير ظهورنا لها، وفي العلاقات الإنسانية هناك حق وهناك ظلم، ولو كان هذا الشعب موجودا بأمريكا اللاتينية لانتصرت له، كما انتصرت لفلسطين”.

صاحب أشهر برنامج يوتيوب في الأردن “منسف بلدي”، التقيناه، بـ“المركز الفلسطيني للإعلام” على هامش ملتقى الإعلام الرقمي لأجل فلسطين، يقول: “لأول مرة أشارك بملتقى من هذا النوع، فيما يتعلق بفلسطين تحديدا”.

وعن ما أسماها “معركة الإعلام الرقمي”، يرى الزعبي: “أن الظروف تغيرت، وبالتالي المعركة يجب أن تتغير أدواتها وأسلحتها، فلا بد من مقاومة أخرى توازي تلك المقاومة على الأرض، وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي والانتشار الرقمي، لكسب التأييد للقضية الفلسطينية والدفاع عنها، ونشر كل ما يجري داخل الأرض الفلسطينية”.

“لذلك فالإعلام الرقمي مهم جدا، في الزمن الحديث، ويضيف الزعبي، الكثير من الناس كانوا لا يعرفون شيئا عن القضية الفلسطينية، وحتى ما يجري بالداخل الفلسطيني”، مستذكرا هبة المقدسيين وحصار الأقصى الأخير، والتفاعل غير المسبوق مع منصات التواصل الاجتماعي، فمنصات التواصل سلطت الضوء على القضية الفلسطينية، “وهي خطوة جيدة وبالاتجاه الصحيح”، قبل أن يستدرك، “لكن الإعلام الرقمي وحده لا يكفي للانتصار القضية الفلسطينية”.

الإنتاج المرئي
صاحب أشهر فيديو عن حرب غزة الأخيرة، (حققت مشاهدات غير مسبوقة تجاوزت الملايين)، يقول “علينا أن نهتم بإنتاجنا المرئي عن فلسطين بالنوع وليس بالكم، ويجب أن نكون محترفين، وأن نوصل رسالة فلسطين، بإحساسنا، بعيدا عن هاجس الشهرة، والنجاح السريع”، يؤكد: “يجب أن نعيش الوجع الفلسطيني من داخلنا ونبدع بإيصال الرسالة”.

هل نجحنا كعرب وفلسطينيين تحديدا بالتعبير عن قضايانا، يرى الزعبي: “أننا ما زلنا نتحدث مع أنفسنا، ولم نصل للغرب بالشكل الصحيح، فالخطاب العربي، غير مدروس تماما، باللغة التي لا يحببها الغرب بالتخاطب معه، فنحن نتكلم بين أنفسنا باللغة العربية، وننشر المحتوى باللغة العربية، فلا يوجد لدينا زخم عالمي بلغات مختلفة حتى نستطيع أن نصل للبيت الآخر”.

قبل أن يتنهد، قال: “لو كنا محترفين بشتم أنفسنا وصراعتنا الإقليمية، كما نواجه إسرائيل، لتفوقنا عليها منذ زمن”.

 

وعن بداياته مع الكتابة الساخرة، “في أيام الجامعة كنت أكتب مقالا أسبوعيا (يوميات طالب جامعي)، وأعلقة على لوحة الإعلانات، وكانت تلقى استحسانا لدى الطلبة، والكثير من الإشادات، قبل أن أتحول للقصة القصيرة لمدة أربع سنوات، وثم تكثفت معي القصص، وأصبحت مقالا ساخرا.

دخلتها بالصدفة، يتحدث عن بداياته الحقيقية مع الكتابة الساخرة في صحيفة الرأي، يسرد التفاصيل، كنت أتواصل مع مديرة التحرير، وأبعث لها مقالات من خلال مشاهدتي بالغربة، (مجرد تنفيس ولم أكن أتوقع أن تنشر)، فسألها رئيس التحرير عن هذا الكاتب؟ فأجابته، “بأنه شاب صغير يعمل بالإمارات”، فطلب منها أن يستمر بالكاتبة لأن مقالاتي آنذاك لاقت ردودا جيدة.

يضيف: “تكونت لدي قاعدة جماهيرية كبيرة، لأنني خاطبت الناس بالشيء الذي يحبونه ويلامس همومهم، ويفتقدونه بنفس الوقت، على المستوى المعيشي والاجتماعي عن أيام زمان، عن البساطة والعفوية والكوميديا السوداء العميقة الموجودة بيننا كشعب ولا نستطيع التعبير عنها”.

هموم الناس

وعن كيفية نجاح الكاتب، “ضروري أن يترصد الكاتب الساخر، ويبحث هموم الناس ويلامس أوجاعهم، فالقارئ المعاصر أصبح ذكيا وملما، ولا يقبل منك أن تنظر عليه، فعليك أن ترتقي لذائقة القارئ، وتخاطبه من واقعه”.

“هم سقفهم منخفض”، في سياق إجابته عن أسباب كثرة مقالاته الممنوعة من النشر، ويقول: “سقف الحرية واحد، سواء كان الكاتب جادا أو ساخرا، فنحن نستفيد من كل المساحات الممنوحة لدينا، أما الجاد فقد يستغل 10%”.

لم يجد الزعبي تفسيرا لسبب منع مقالاته من النشر، لكنه يخمن، قد تكون خاضعة للمزاج الرسمي أكثر، فالظرف يختلف أحيانا، فالمقال القوي يخرج أحيانا والمتوسط لا يخرج، كاشفا عن اتفاق مبطن بينه وبين صحفيته: “لها الحق أن تمنع ما تريد، ولي الحق بكتابة ما أريد”، قبل أن يستدرك، “لم يبق هناك معنى للمنع في ظل الفضاء المفتوح”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقال في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقال في الضفة

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة...

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...