الإثنين 20/مايو/2024

معبر رفح.. ازدحام وقهر على بوابة الأمل

معبر رفح..  ازدحام وقهر على بوابة الأمل

على بلاط صالة أبو يوسف النجار، في خان يونس جنوب قطاع غزة، استلقت الحاجة أم محمد السواركة، بعدما أرهقتها فترة الوقوف في انتظار سماع اسمها، للسفر؛ بين آلاف العالقين.

ودخلت السواركة، وهي مصرية مقيمة في سيناء، شمال مصر، قبل عام إلى غزة لزيارة ابنتها المريضة، لتجد نفسها عالقة وعاجزة عن السفر في ضوء الإغلاق المتواصل للمعبر الذي لم يفتح سوى 14 يومًا منذ بداية العام.


null

وبين شد وجذب مع موظف التسجيل، سقط المسنة السواركة على الأرض، بعد أن أرهقها التعقب والشوق إلى بيتها وعائلتها.

طواقم الإسعاف سارعت باتجاه الحاجة السبعينية التي ترتجف يداها بسبب كبر سنها، فيما الجميع ينظر إليها بشفقة ويرددون إلى متى تستمر معاناتنا؟ ولماذا نحرم من السفر بشكل طبيعي مثل باقي العالم؟.


null

حالة المسنة، تكاد تلخص معاناة المسافرين من أبناء قطاع غزة، الذين أرهقهم الانتظار الطويل بعد حصار مطبق لم يراع أدنى الحقوق الإنسانية لمليوني شخص.

وفتح معبر رفح اليوم لأول مرة منذ استلام طواقم السلطة معابر غزة، وبعد إغلاق استمر عدة أشهر ارتفعت معه أعداد المسلجين الراغبين بالسفر إلى أكثر من 30 ألف مسفر.

وفي طابور مكتظ للصعود إلى الباص الموجود خارج الصالة، يقف الشاب محمد النجار بوجهه الشاحب ورأسه الذي يكاد يخلو من الشعر بعد أن حرقته جرعات من الكيماوي بعد أن أصيب بمرض السرطان.


null

عام ونصف مرت على تسجيل الشاب النجار الذي يرغب بالسفر للعلاج في جمهورية مصر العربية دون قدرة على الخروج.

وبكلمات خرجت من بين شفتيه، لتسبقها دموع القهر على حالته وما وصل اليه يقول: “ما بدنا غير يعاملونا زي باقي العالم، بدي حقي في العلاج اللي بتكفله جميع القوانين والشرائع الدولية”.

وتكاد تتشابه القصص لدى المئات من الحالات، فهذا يرغب بالخروج لزراعة الكلي، وآخر ضاعت عليه السنة الدراسية، وأخرى تريد الخروج لتكمل حياتها وتدخل قفص الزوجية بعد أن تعبت من القفص الكبير الذي يحيط بغزة.


null

14 يوماً فقط هي الأيام التي فتح فيها معبر رفح منذ بداية عام 2017 الذي يوشك على الانقضاء، وهو المعدل الأقل لأيام فتح المعبر خلال السنوات الأخيرة.

ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة المحاصر، ويقع جنوب قطاع غزة على الحدود الفلسطينية المصرية، وهو المعبر الوحيد بغزة الخالي من أي تواجد أو سيطرة “إسرائيلية” عليه.


null

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة: إن معبر رفح فُتح اليوم لأول مرة بعد عملية نقل المسؤوليات للإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية ضمن اتفاق المصالحة وتوحيد المؤسسات الرسمية الفلسطينية بين الضفة وغزة.

وأكد البزم في تصريح له مساء اليوم أن الأجهزة الأمنية وطواقم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة تبذل جهوداً كبيرة منذ مساء أمس من أجل أن يعمل المعبر بأفضل صورة ويجري ذلك بالتنسيق مع إدارة المعابر والحدود.

وتطلَّع البزم أن يكون اليوم هو بداية مرحلة جديدة من عمل معبر رفح على أساس الفتح الدائم وإنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة، ونقدم في سبيل ذلك كل ما نستطيعه.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات