عاجل

الجمعة 17/مايو/2024

معاداة العرب طريقا لرئاسة الوزراء في إسرائيل

الأسير عبد الناصر عيسى

بات من المعلوم في السياسة الإسرائيلية الداخلية بالضرورة أن إظهار المواقف المتطرفة المعادية للقضايا وحقوق الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، ولو بحدها الأدنى، وصفة معهودة للحفاظ أو للوصول إلى سدة رئاسة الوزارة في “إسرائيل”.

فلقد أصبح اليسار في “إسرائيل” شتيمة وعارًا يوصف به كل من يؤيد حق الفلسطينيين في دولة ولو كانت منزوعة السلاح أو في إعطاء العرب الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة منذ عام 1948، حقوقهم المشروعة وفق جميع المواثيق والأعراف الديموقراطية والدولية، يعاقب عليها الناخب الإسرائيلي ممثليه بالحرمان من صوته في صندوق الاقتراع، وليستبدله بشخصيات قد توصف أحيانا بالحمقى والمغفلين أمثال اورين حزان وغيره بدلا من علماء ومفكرين أمثال ترختنبرغ ويوسي فريد ويوسي بيلن وغيرهم.

ولتصبح معاداة اليسار في “إسرائيل” -وهو مؤسس الدولة- أمرا شائعا لا تخجل الشخصيات الرسمية أمثال نتنياهو من جعله أحد أهم الاتهامات التي يصف بها خصومه السياسيين، لدرجة جعلت آبي جباي، رئيس عمل الإسرائيلي والذي يعد بالعادة ممثلا لمعسكر الوسط واليسار يصرح في 13-11 تصريحا قد بدا قمة في التناقض والسخافة المتنامية في السياسة الإسرائيلية الداخلية حينما تخلى عن جلده لأسباب شعبوية قائلا ومرددا عن قصد أو عن غير قصد مقولة بنيامين نتنياهو الشهيرة في عام 1997 (إن اليسار قد نسي كيف يكون يهوديا)، وذلك بناء على مواقف هذا اليسار من قضايا العرب والفلسطينيين وقضية الديمقراطية في (إسرائيل).

لا بد من الإشارة أن آبي جباي كان قد أعلن رفضه لمشاركة الفلسطينيين في “القائمة العربية المشتركة” وفي أي حكومة يشكلها أو يشارك فيها، كما عمل على إبعاد أو طرد عضو الكنيست العربي وهو زهير بهلول من قائمة حزبه، وليكون بهلول بهذا مثالا يعتبر، ونذيرا لكل من يحث ويرضى أن يكون عضوًا في حزب صهيوني داخل (إسرائيل)، فالعربي سيبقى عربيا، ولن ترضى عنه الأحزاب الصهيونية حتى لو اتبع دينهم وانضم إلى قوائمهم.

لقد استمر نتنياهو في إظهار معاداته للعرب في مواقف عديدة، ومن أهمها وأشهرها اتهامه للعرب بإشعال نيران الحرائق التي ثبت لاحقا وبشكل قطعي أنها بسبب ظروف البيئة الطبيعية، فهو يعتقد أو يروج أو يلامس عواطف مؤيديه: إن وراء كل مصيبة عربيًّا.

يستمر نتنياهو ورغم كل قضايا الفساد التي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم بدءا من ملف قضية رقم 1000 ثم 2000 ثم 3000، والمتعلقة بقضايا خطيرة تمس بالأمن القومي الإسرائيلي (الغواصات)، يستمر نتنياهو بالتألق في استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، ويبدو أن المعادلة بالشارع الإسرائيلي هي: كن معاديا للعرب، رافضا لمنظمات حقوق الإنسان، وافعل بعدها ما تشاء، فاليمين الشعبوي في “إسرائيل” قد بلغ قمة لم يبلغها من قبل، الأمر الذي يزيد حدة التناقضات داخل المجتمع والدولة في “إسرائيل”، ويؤكد تدهور “إسرائيل” كدولة ديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط، كما تزعم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى حي الشيخ جراح ونشر مئات الجنود...