هل تعرف كيف تهود الخليل.. عتنائيل بن قنز مثالا
في بداية الطريق إلى مدينة الخليل (طريق بئر السبع)، ينزرع بيت عربي قديم، لا تزيد مساحته عن (130) مترا مربعا، على جانب الشارع الرئيس يعود للعصر المملوكي، مكون من طابقين، وتعود ملكيته (لآل زاهدة) في الخليل.
تسكن الطابق العلوي من المنزل عائلة “الزرد”، (هجرت من بلدة الفالوجة عام 1948م، وسكنت هذا المنزل بعد النكبة)، فيما بقي الطابق الأول، وهو على شكل مغارة صغيرة ولا يصلح للسكن، ملاذا للدواب والأغنام، قبل أن يستولي عليه مستوطنون، زاعمين أنه موقع تراثي يهودي.
يقول خليل الزرد، في حديث خاص، لمراسلنا: “ولدت في هذا المنزل وترعرعت فيه، ولم أعلم في يوم من الأيام أن لليهود فيه أي أثر”، ويتابع: “بعد اجتياح الصهاينة لمدينة الخليل عام 1967م، اقتحموا الطابق الأول الذي كان شبه إسطبل للحيوانات، ونظفوه وأضاؤوا فيه الشموع، ونصبوا لوحة بالعربية والعبرية على جانب الشارع الرئيس كتبوا عليها، هذا قبر (عتنائيل بن قنز)”، ومنذ ذاك الوقت بدأ المستوطنون يترددون على المكان في الأعياد يقيمون ترانيمهم الخاصة، تحت حماية الجيش.
وقد حرص الصهاينة منذ احتلال الخليل، على اتخاذ عدة مواقع أثرية في أماكن متفرقة، وعدّها مواقع تراث يهودية، إذ يزورونها ويقيمون طقوسا تلمودية داخلها.
“القبر المفترى”
الدكتور عدنان أبو تبانة، المتخصص في تاريخ الخليل، والمحاضر السابق في جامعة القدس المفتوحة، يؤكد أن مدينة الخليل مدينة عربية إسلامية وليست يهودية، وأن الأماكن التي يدعي المستوطنون اليهود أنها مواقع تراثية لهم وقبور وكنس، كلام عار عن الصحة لا أصل له وهو ادعاء مفترى.
ويضيف أبو تبانة في حديث خاص، لمراسلنا: “هذا القبر المفترى (عتنائيل بن قنبز) لا أصل له في التراث اليهودي، ولا يوجد أي مؤشرات تاريخية أن هذا المكان سكنه من قبل أية عائلة يهودية، بل هذا البيت يبعد كثيرا عن الحارة التي سكنها اليهود داخل مدينة الخليل في العهد العثماني، لذلك هذا الافتراء جزء من المخطط الاستيطاني اليهودي الذي يهدف إلى تهويد المدينة”.
تهويد الخليل
بدوره، عدّ خبير الاستيطان عبد الهادي حنتش، أن بدايات الاستيطان في الخليل، اعتمدت على أسس توراتية مفتراة، حيث ادعى المستوطنون، أن الكثير من مواقع المدينة مواقع تاريخية يهودية.
ويقول، لمراسلنا: “بعد احتلال المدينة عام 1967، هيمن اليهود الصهاينة على مواقع عديدة في الخليل، ووضعوا عليها لوحات تزعم أنها مواقع تراثية دينية لليهود”، ويسرد “حنتش” بعض الأماكن التي هودت في المدينة: “كانت البداية في المسجد الإبراهيمي، ومقبرة اليهود في جبل الرحمة، وقبر عتنائيل بن قنبز، ومنطقة عين سارة، وحرم الرامة، وعين الذروة في حلحول، ومقام في خربة جالا في بيت أمر، وقصر المورق غربي دورا”.
ويوضح: “أماكن كثيرة افتري عليها، أنها من التراث اليهودي وهذه مغالطات عنصرية، وما يجري مشروع استيطاني مبرمج لتهويد محافظة الخليل، تحت حجج تراتية دينية مفتراه”.
null
null
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 228.. القسام يجهز على جنود العدوّ من مسافة صفر ويفجّر دباباته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 228 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
حماس: تقييد عمل أسوشيتد برس سلوكٌ فاشيٌ ليحجب الاحتلال جرائمه عن العالم
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن مصادرة سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم لمعدات البث الخاصة بوكالة أسوشيتد برس هو...
الاحتلال يواصل خنق الحقيقة.. إيقاف بث أسوشيتد برس ومصادرة معداتها
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كاميرا ومعدات بث تابعة لوكالة أسوشيتد برس، اليوم الثلاثاء، بزعم انتهاك قانون جديد...
الإعلام الحكومي بغزة: الشمال يعاني المجاعة وتسهيلات الاحتلال وهمية مخادعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مما وصفه محاولات الاحتلال بالالتفاف على مطالب المنظمات والهيئات الدولية...
الاحتلال يعتقل وفاء جرار في جنين بعد اقتحام منزلها وتكسيره
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، المرشحة عن انتخابات المجلس التشريعي وفاء جرار (٤٨عاماً) بعد...
صحة غزة تطالب بوقف العدوان على القطاع الصحي
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية وكافة المنظمات...
قذارة العدوان تفاقم أزمة النفايات وتهدد حياة النازحين بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام مع تواصل العدوان الصهيوني على غزة منذ ثمانية أشهر وما تسبب به من دمارٍ واسعٍ للبنية التحتية ولجميع الجهات المختصة في...