الأربعاء 22/مايو/2024

الجفت.. من مخلفات عصر الزيتون إلى مصدر رزق وتدفئة

الجفت.. من مخلفات عصر الزيتون إلى مصدر رزق وتدفئة

على مشارف انتهاء موسم الزيتون في أغلب مناطق الضفة الغربية، شرع المزارعون بتخزين مخلفات عصر الزيتون من مادة “الجفت”، كونها تشكل مادة للتدفئة والطبخ خلال فصل الشتاء في البرد القارس.

مصدر رزق

ورغم أن الجفت مادة للتدفئة إلا أنها أيضًا مصدر رزق وفير لأصحاب الجرارات الزراعية الذين يبيعون الجرار الواحد منها حتى 150 شيكلا، وهو ما عدّه السائق محمود مصطفى من سلفيت مصدر وموسم رزق ودخل وفير خلال كل موسم زيتون.

يقول مصطفى لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنا سائق جرار زراعي أقوم بتعبئته من الجفت من معاصر الزيتون، ومن ثم أبيعه لمن عندهم صوبات تعمل على الحطب خلال فصل الشتاء، بسعر يتراوح بين 120 : 150 شيكلا لكل جرار واحد ممتلئ من مادة الجفت”.

وشهدت مادة جفت الزيتون المستخرجة من مخلفات الزيتون، إقبالاً كبيرًا من المزارعين وبعض المواطنين، الذين استخدموها للتدفئة بديلاً عن وسائل التدفئة الأخرى للتخفيف من الأعباء المالية لزهد أسعارها.

 أرخص من الحطب

وعن مادة الجفت يقول هادي العلي من قراوة بني زيد شمال الله، لمراسلنا: “جرار من الحطب يصل ثمنه حتى ألف شيكل بينما جرار جفت بـ 150 شيكلا، ويجب تخفيف المصاريف خاصة في الشتاء وأفضل وسيلة هي تخزين مادة الجفت الرخيصة، وأنا ألجأ إلى مادة الجفت كوسيلة للتدفئة كونها لا تقارن مع المواد الأخرى للتدفئة من ناحية الرخص”.

وأشار إلى أنه كان يحصل على مادة الجفت في الأعوام الماضية مجانًا؛ حيث كانت تعدّ نفايات ومخلفات لا يمكن الاستفادة منها.

بلا ضرر
وعن مضار وفوائد استخدام مادة الجفت مضى يقول: “مادة الجفت أثبتت فعاليتها في التدفئة والتي تتمثل بسرعة اشتعالها وارتفاع حرارتها، كونها تحتوي على مادة زيت الزيتون، وهي لا تطلق روائح كريهة، وتتميز بأن مدة حرارتها تدوم أطول من الخشب، وهي متوفرة في قرى وبلدات الضفة الغربية كافة”.

ويعقب ناصر حساينة، صاحب “تراكتور”، من بلدة عقربا جنوب نابلس على الإقبال على شراء الجفت بقوله: “الجفت مادة مرغوبة حتى لمن هم أثرياء، والموسم الحالي شهد إقبالاً كبيرًا على شراء مادة الجفت، خاصة بعد الإقبال على شراء صوبات الحطب وانتشارها، بعد أن بدأ المواطنون يعزفون عن استخدام صوبات الغاز والكاز بسبب ارتفاع ثمن المحروقات، وبسبب مضارها أيضًا”.

 وأضاف لمراسلنا: “حتى إن هناك من المزارعين ومن مربي الماشية من يطعم الماشية من مادة الجفت وذلك بخلطها بالشعير والتبن، وهناك من يخلطها بورق الزيتون أيضًا، وهناك من يجمعها في قوالب ويبيعها بأسعار أعلى نوعًا ما”.

شجرة مباركة

ويهتم المزارع تامر صبيحات بتخزين أكبر كمية من الجفت في مخزن منزله؛ حيث يقول إن الجفت مادة أساسية لديه في الشتاء خاصة، ومهم جدًّا أن تتوفر، وهي توفر الكثير من المصاريف من ناحية الوقود”.

ويؤكد فايز نصر الله لمراسلنا أن مادة الجفت لا تنتهي مدتها، ولا تخرب مع الزمن؛ لأن مادة الزيتون حباها الله بكل الصفات الجيدة، فهي شجرة مباركة، وكل ما ينتج عنها مبارك، ولا يوجد ما يخسره المزارع منها أبدًا، فخشبها مفيد، وزيتها ورصيصها ومملوحها وجفتها وأوراقها التي تستخدم في علف الحيوانات والوقود أيضًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات