الجفت.. من مخلفات عصر الزيتون إلى مصدر رزق وتدفئة
على مشارف انتهاء موسم الزيتون في أغلب مناطق الضفة الغربية، شرع المزارعون بتخزين مخلفات عصر الزيتون من مادة “الجفت”، كونها تشكل مادة للتدفئة والطبخ خلال فصل الشتاء في البرد القارس.
مصدر رزق
ورغم أن الجفت مادة للتدفئة إلا أنها أيضًا مصدر رزق وفير لأصحاب الجرارات الزراعية الذين يبيعون الجرار الواحد منها حتى 150 شيكلا، وهو ما عدّه السائق محمود مصطفى من سلفيت مصدر وموسم رزق ودخل وفير خلال كل موسم زيتون.
يقول مصطفى لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنا سائق جرار زراعي أقوم بتعبئته من الجفت من معاصر الزيتون، ومن ثم أبيعه لمن عندهم صوبات تعمل على الحطب خلال فصل الشتاء، بسعر يتراوح بين 120 : 150 شيكلا لكل جرار واحد ممتلئ من مادة الجفت”.
وشهدت مادة جفت الزيتون المستخرجة من مخلفات الزيتون، إقبالاً كبيرًا من المزارعين وبعض المواطنين، الذين استخدموها للتدفئة بديلاً عن وسائل التدفئة الأخرى للتخفيف من الأعباء المالية لزهد أسعارها.
أرخص من الحطب
وعن مادة الجفت يقول هادي العلي من قراوة بني زيد شمال الله، لمراسلنا: “جرار من الحطب يصل ثمنه حتى ألف شيكل بينما جرار جفت بـ 150 شيكلا، ويجب تخفيف المصاريف خاصة في الشتاء وأفضل وسيلة هي تخزين مادة الجفت الرخيصة، وأنا ألجأ إلى مادة الجفت كوسيلة للتدفئة كونها لا تقارن مع المواد الأخرى للتدفئة من ناحية الرخص”.
وأشار إلى أنه كان يحصل على مادة الجفت في الأعوام الماضية مجانًا؛ حيث كانت تعدّ نفايات ومخلفات لا يمكن الاستفادة منها.
بلا ضرر
وعن مضار وفوائد استخدام مادة الجفت مضى يقول: “مادة الجفت أثبتت فعاليتها في التدفئة والتي تتمثل بسرعة اشتعالها وارتفاع حرارتها، كونها تحتوي على مادة زيت الزيتون، وهي لا تطلق روائح كريهة، وتتميز بأن مدة حرارتها تدوم أطول من الخشب، وهي متوفرة في قرى وبلدات الضفة الغربية كافة”.
ويعقب ناصر حساينة، صاحب “تراكتور”، من بلدة عقربا جنوب نابلس على الإقبال على شراء الجفت بقوله: “الجفت مادة مرغوبة حتى لمن هم أثرياء، والموسم الحالي شهد إقبالاً كبيرًا على شراء مادة الجفت، خاصة بعد الإقبال على شراء صوبات الحطب وانتشارها، بعد أن بدأ المواطنون يعزفون عن استخدام صوبات الغاز والكاز بسبب ارتفاع ثمن المحروقات، وبسبب مضارها أيضًا”.
وأضاف لمراسلنا: “حتى إن هناك من المزارعين ومن مربي الماشية من يطعم الماشية من مادة الجفت وذلك بخلطها بالشعير والتبن، وهناك من يخلطها بورق الزيتون أيضًا، وهناك من يجمعها في قوالب ويبيعها بأسعار أعلى نوعًا ما”.
شجرة مباركة
ويهتم المزارع تامر صبيحات بتخزين أكبر كمية من الجفت في مخزن منزله؛ حيث يقول إن الجفت مادة أساسية لديه في الشتاء خاصة، ومهم جدًّا أن تتوفر، وهي توفر الكثير من المصاريف من ناحية الوقود”.
ويؤكد فايز نصر الله لمراسلنا أن مادة الجفت لا تنتهي مدتها، ولا تخرب مع الزمن؛ لأن مادة الزيتون حباها الله بكل الصفات الجيدة، فهي شجرة مباركة، وكل ما ينتج عنها مبارك، ولا يوجد ما يخسره المزارع منها أبدًا، فخشبها مفيد، وزيتها ورصيصها ومملوحها وجفتها وأوراقها التي تستخدم في علف الحيوانات والوقود أيضًا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
استمرار عدوان الاحتلال على جنين وارتفاع عدد الشهداء إلى ثمانية
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام ارتفعت حصيلة عدوان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصل منذ صباح الثلاثاء على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية...
الرشق: دولة الاحتلال لا تخشى شيئا كالمقاومة والحقيقة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق، اليوم الثلاثاء، ان دولة الاحتلال لا تخشى شيئا...
الأمم المتحدة تعلق توزيع المواد الغذائية في رفح
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تعليق توزيع المواد الغذائية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، "بسبب نقص الإمدادات...
لليوم الـ 228.. القسام يجهز على جنود العدوّ من مسافة صفر ويفجّر دباباته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 228 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
حماس: تقييد عمل أسوشيتد برس سلوكٌ فاشيٌ ليحجب الاحتلال جرائمه عن العالم
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن مصادرة سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم لمعدات البث الخاصة بوكالة أسوشيتد برس هو...
الاحتلال يواصل خنق الحقيقة.. إيقاف بث أسوشيتد برس ومصادرة معداتها
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كاميرا ومعدات بث تابعة لوكالة أسوشيتد برس، اليوم الثلاثاء، بزعم انتهاك قانون جديد...
الإعلام الحكومي بغزة: الشمال يعاني المجاعة وتسهيلات الاحتلال وهمية مخادعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مما وصفه محاولات الاحتلال بالالتفاف على مطالب المنظمات والهيئات الدولية...