الإثنين 13/مايو/2024

إجنسينا.. طبيعة خلابة من عبق التاريخ

إجنسينا..  طبيعة خلابة من عبق التاريخ

بين وديان وسفوح مخضرة على مدار العام، تتربع بلدة “إجنِسِنيا” إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس.. تنعم بأجواء خلابة من حيث طقسها وجمال أراضيها واحتضانها تراثًا وتاريخًا خلابًا.. تحيط بها بلدات سبسطية التاريخية، ونص اجبيل، وبيت أمرين، والناقورة، ولا تبعد عن وسط مدينة نابلس سوى عشر دقائق بالمركبات، ودقائق معدودة عن بلدة عصيرة الشمالية.

حسب رئيس مجلس قروي “إجنسنيا” محمود أسعد، فإن عدد سكانها يبلغ نهاية العام الحالي 800 نسمة، فيما تشتهر بزراعة الزيتون بدرجة أولى، ومن ثم اللوزيات، والقرية فيها آثارقديمة، يدل على ذلك ما تم العثور عليه فيها من عملة قديمة جدًّا وهي “تلي درخما”، كما أن بها جبلاً اسمه “الصلعة”، وجبلاً آخر، وهو “الشيخ شعلة”.

ويشير أسعد إلى أن في البلدة مدرسة مختلطة وحيدة يتم الدراسة فيها للصف الثامن، وتستوعب 130 طالبًا، ثم يكمل الطلبة دراستهم في بلدة سبسطية المجاورة.


null

اسم وتاريخ

سبب تسمية “إجنسنيا” بهذا الاسم -كما جاء على لسان أحد أبرز باحثيها، وهو المؤرخ”باسل كيوان”- أن “إجنسنيا” وهي كلمة أرامية تعني “الجنس أوالعرق ذاته، أي أن سكانها ليسوا غرباء عن المنطقة، مضيفًا أنه ورد لفظ إجنسنيا في أحد المراجع التاريخية “جنسانيا” ككلمة أرامية تعني ثمر العليق، وهذا يدل على خصوبة الإنتاج في القرية.

وينقل رواية أخرى أن الاسم جاء مركبًا من اسمين “جنة النساء”؛ حيث كان فيها الكثير من ينابيع المياه وكانت الملكة هيلانا تأتي من سبسطية هي وجوارها للاستحمام فيها، “وجنة”، بسبب كثرة أشجار اللوزيات والزيتون فيها والينابيع الوفيرة.

ومن آثار القرية المشهورة “دير حميد” تابعة لأراضي إجنسنيا، وتعود لفترة 14 ق.م، وهو يرجع للعهد اليوناني، وفيها آثار تدل على حقبة العهد الفاطمي.

وأكد كيوان أن في البلدة أربع عائلات هي: (كيوان، وحجة، والشايب، وكايد)، وترجع تسمية العائلات للدولة العثمانية، وهذا يظهر أيضًا بباقي البلدة القديمة وشكل البناء فيها.


null

من تراث البلدة

أما مقام الشيخ شعلة فيعود تاريخ البناء إلى الحكم اليوناني الذي كان في الأصل معبدًا يونانيًّا تمارس فيه الطقوس الوثنية لما يسمون بالإلهين (زيوس وأفروديت)، وشهد عمليات تطوير وترميم في فترات لاحقة تعود للعهد الإسلامي، وتم استخدام حجارة المعبد لأساسات البناء المحلي نظرًا لضخامة حجمها. كما يشير الباحث كيوان.

وشهد البناء عمليات ترميم تمت على مرحلتين، يوضح كيوان صاحب كتاب “إجنسنيا بين الماضي والحاضر” فيقول: “مر البناء لاحقًا بمرحلتين، الأولى زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي في حروبه للفرنجة نظرًا لقربه من قرية سبسطية أصبح البناء أشبه بقلعة عسكرية تقوم بوظيفة رصد حركة الاتصال وتبادل المعلومات، وكانت النار هي وسيلة الاتصال المعتمدة لهذا جاءت التسمية (الشيخ شعلة)”.

ويضيف كيوان أن “المرحلة الثانية  تمت في فترة الدولة العثمانية إبان صراع كل من (الحفاة/ سيف) على زعامة وادي الشعير، فنتيجة لذلك الصراع خرج الحفاة مهزومين إلى المقام، وأعادوا ترميمه وأضافوا عليه، ليأخذ شكله الحالي الذي هو عليه الآن”.

ولا يقتصر المقام على غرفة صغيرة، إنما يوجد بجانبه عدد كبير من الآبار بالإضافة إلى وجود مزار صغير من الجهة الغريبة، هدم قبل عقدين من الزمان، وكان يتسع لعشرة مصلين.

يذكر أن الأراضي التي يقوم عليها البناء تعود ملكيتها لآل كايد من القرية، وأما الأراضي المحيطة بالدير فتعود لآل غزال من سبسطية، فحسب ما جاء في كتاب “إجنسنيا بين الماضي والحاضر فقد وُجدت حجج عثمانية مؤرخة عام 1912 تثبت ملكية عائلة الكايد لأراضي الشيخ شعلة.


null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات