الخميس 02/مايو/2024

مراقبون: بين خطابي شي وترمب يظهر مستقبل التفوق الصيني

مراقبون: بين خطابي شي وترمب يظهر مستقبل التفوق الصيني

قبل أيام، ألقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خطابًا أمام المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي، الذي أعيد فيه انتخابه لفترة رئاسية ثانية، واجتذب اهتمام المراقبين في جميع أنحاء العالم، وخصوصًا في الغرب، المتخوف من إزاحة النهضة الصينية لهيمنته على الساحة الدولية.

وما زاد من أهمية خطاب الرئيس الصيني، تزامنه مع تصريحات لنظيره الأمريكي، دونالد ترمب، رأى الكثير من الأمريكيين أنها معيبة بحق أقوى دولة في العالم، فيما ذهب تقرير لمجلة “ستراتيجيك كالتشر”، نشر الاثنين الماضي، إلى وصف المفارقة بين الخطابين بأنها تمثل تحول “النسر” الأمريكي إلى “ديك رومي”، مقابل نهضة “التنين” الصيني.

ففي إجابته عن سؤال حول مقتل 4 جنود أمريكيين في النيجر، وما إذا كان قد قدم التعازي لأهاليهم، فضّل ترمب مهاجمة وسائل الإعلام وأعضاء في الكونغرس، والادعاء بأنه أفضل من الرؤساء السابقين، دون إبداء أي تعاطف مع أهالي الضحايا أو معلومات حول ظروف مقتلهم، أو حتى عن المهمة التي كانوا يؤدونها في البلد الإفريقي، ما أثار موجة من السخرية والاستهجان والغضب إزاء المستوى المتردي الذي وصل إليه أداء المؤسسات الأمريكية الرسمية.

في المقابل، فإن “شي”، في كلمته أمام مؤتمر الحزب الشيوعي، أظهر مستوى عاليًا من الثقة والوضوح، علّق عليه تقرير لـ”مجلس العلاقات الخارجية” الأمريكي بالقول: إن الرئيس الصيني أكد من خلاله دخول العالم في حقبة القيادة الصينية، وهو ما توافق مع تقرير لـ”بي بي سي” البريطانية.

من جانبها، لفتت وكالة “رويترز” إلى تعهد الزعيم الصيني بالتعاون مع جميع دول العالم في مختلف الملفات، بما فيها أزمة المناخ، وذلك مقابل إقدام ترمب على الانسحاب من معاهدة “باريس” للمناخ، لصالح استراتيجيته “أمريكا أولًا”، التي لم تنعكس حتى الآن على سياساته وتصريحاته، بما فيها قضية الجنود الأربعة الأخيرة.

وبالرغم من وعود “شي” الكثيرة والطموحة، التي تحدث عنها في خطابه، والتي تجاوزت تحقيق مصالح بلاده وصولًا إلى تحقيق “نهضة اشتراكية” في العالم، فإنه لم يتضمن، كما هي السياسة الصينية بشكل عام، أي تهديدات محرجة، كتلك التي أطلقها ترمب تجاه الإعلام، أو سابقًا تجاه كوريا الشمالية عندما توعدها بـ”التدمير الكامل”، في خطابه أمام الأمم المتحدة، الشهر الماضي، بالرغم من وجود العديد من الأعداء والخصوم للصين في محيطها وحول العالم.

ويزعم تقرير “ستراتيجيك كالتشر” أن ما يُنتقد في تصرفات ومواقف وتصريحات ترامب لا يتوقف عنده، فالرجل يمثل الحالة التي وصلت إليها المنظومة الحاكمة في بلاده من “انحطاط” أخلاقي، وما هو إلا “ثمرة التسوس الناخر في النظام”، بحسب التقرير.

ويختم التقرير بالقول: “إنها دولة يقودها مساومون ودجالون.. هذا ليس نسرًا، بل مجرد حبش غاضب ممتلئ الجسم مفتخر بنفسه”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات