الإثنين 20/مايو/2024

الاتفاق النووي يتحول إلى إخفاق دولي جديد لترمب

الاتفاق النووي يتحول إلى إخفاق دولي جديد لترمب

مثّل قدوم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خارج مؤسسة الحكم في واشنطن، أحد أهم أسباب تعليق الكثير من الأمريكيين آمالهم عليه بإحداث تغيير حقيقي، وخصوصًا إزاء التدخلات العسكرية في الخارج، والتي لطالما انتقدها في تغريداته الشهيرة على “تويتر”.

إلا أن أشهرًا قليلة لم تمر حتى أطلق ترامب موجة جديدة لتلك التدخلات، هي الأخطر والأعلى وتيرة منذ سنوات، فقد ضرب للمرة الأولى موقعًا للنظام السوري، وأرسل المزيد من الجنود إلى أفغانستان، وصادق على عمليات عسكرية في اليمن والصومال، وأرسل تعزيزات كبيرة إلى شبه الجزيرة الكورية.

ويرى مراقبون في تلك الممارسات سعيًا منه لتحقيق انتصارات حقيقية يغطي بها على إخفاقاته المتتالية في إدارة بلاده، واستجداء دعم عدد من اللوبيات بواشنطن، ومنها اللوبي الصهيوني والمجمع الصناعي-العسكري، في وجه مساعي إسقاطه.

وقد ظهر ذلك جليًا في موقفه التصعيدي الأخير تجاه إيران، من خلال التهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي، الموقع عام 2015، ووضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، إلا أن تقريرًا نشرته صحيفة “هافينغتون بوست” الأمريكية، الخميس الماضي، أشار أن ترامب “بجهله” لن يتمكن من الحصول على مكاسب من تلك السياسة، وإنما سيقود بلاده إلى حرب مع طهران، لطالما حاولت تجنبها، لآثارها المدمرة على المنطقة بأسرها.

فإلغاء الاتفاق النووي يعني أن واشنطن ستعود لتطبيق عقوبات واسعة ضد طهران، إلا أن ذلك يعني أيضًا أن الأخيرة في حل من التزامها بتجميد برنامجها النووي، وستعود في رد على سياسات واشنطن إلى مساعي امتلاك قنبلة نووية، وهو ما سيصعد الموقف بشكل كبير.

كما أن ترامب يعتقد أن نبرته التصعيدية كفيلة بإجبار طهران على حل الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي تحقيق ما عجز عنه سلفاه، أوباما وبوش، كما لفت تقرير لمجلة “ذي سايفر” الأمريكية، في 11 أكتوبر/تشرين أول الجاري، موضحًا أن الرئيس الأمريكي يجهل أهمية ورمزية الحرس الثوري بالنسبة لإيران، وقوته كذلك، وأن الإدارات الأمريكية السابقة تعاملت بحذر مع الملف لإدراكها ذلك.

والأخطر في كل ذلك، هو جهل الرجل بالدبلوماسية، وفقدانه لطرق التواصل مع مختلف الأطراف لتفادي أزمات كان بالإمكان تفاديها.

والأكيد أنه يتعرض لضغوط من حلفائه في المنطقة، وخصوصًا من الكيان الصهيوني، كما اعترف بذلك رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، في يوليو/تموز الماضي.

إلا أن قدرته على التعاطي مع تلك الضغوط تبقى مثار شك، وترجمته للتوجهات التي يتبناها في قراراته وتصريحاته قد تأخذ منحى متطرفًا، كما حدث في خطابه أمام الأمم المتحدة، الشهر الماضي، عندما تعهد بتدمير كوريا الشمالية بالكامل، متناسيًا ما يعنيه ذلك من تهديد باقتراف جرائم حرب من داخل المنظمة الأممية.

يشار أن تصعيد ترامب ضد إيران جاء عقب إشادة المنظمة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير نشرته نهاية أغسطس/آب الماضي، بالتزام طهران بالاتفاق النووي، وقد سارعت أطراف الاتفاق الأخرى (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، والاتحاد الأوروبي) إلى استنكار موقف الرئيس الأمريكي وتحذيره من عواقب التصعيد، وحثه على الالتزام بالدبلوماسية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات