تركيا وإيران تتقاربان.. وإسرائيل تراقب بحذر
شهدت العلاقات التركية الإيرانية، في الأشهر الأخيرة، تقاربًا كبيرًا، بالتوازي مع تسارع خطوات أكراد العراق الانفصال بإقليمهم، توّجها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بزيارة إلى طهران، الأربعاء الماضي، ما يبشر بتطور التفاهمات بين الجانبين إلى تحالف حقيقي.
فإقدام إقليم كردستان العراق، في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، على إجراء استفتاء للانفصال، دفع أنقرة وطهران وبغداد لوضع جميع خلافاتهما جانبًا، والتفكير في سبل مواجهة مشروع انفصال كردستان العراق، والمشروع المشابه في سوريا، المدعوم أمريكيًّا، كما لفت تقرير نشره موقع قناة الجزيرة الإنجليزية، منتصف الشهر الماضي.
المصالح الاقتصادية
وإلى جانب الملف الكردي، فإن الجانبين تجمعهما العديد من المصالح الاقتصادية، من بينها حاجة تركيا إلى موارد الطاقة الإيرانية، وحاجة إيران إلى أنقرة لتصدير النفط والغاز إلى أوروبا، وهي ملفات طالما عرقلتها الخلافات السياسية، خصوصًا في ملفي العراق وسوريا.
ومن بعيد، يراقب الاحتلال “الإسرائيلي” بتخوف ذلك التحالف في طور التشكل، وهو الذي كان يأمل بطي صفحة التوتر مع أنقرة، الذي استمر منذ عام 2010 إلى نهاية 2016، على خلفية قضية الاعتداء على أسطول الحرية.
وبشكل مباشر وواضح، يقول تقرير لمعهد دراسات الأمن القومي “الإسرائيلي”، صدر نهاية سبتمبر الماضي: إن أي تقارب إيراني تركي لن يكون في صالح الكيان، فهو سيبعد أنقرة عنه، ويعمل على تعزيز استقرار النظام الإيراني وقبوله في المنطقة.
من جانب آخر، فإن ذلك التقارب، في حال اتخذ أبعادًا اقتصادية، سيربط إيران بأوروبا عبر تركيا، ما يعني وصول الغاز الإيراني إلى أوروبا، ووصول الصادرات الأوروبية إلى السوق الإيرانية الكبيرة، وبالتالي خلق اعتمادية اقتصادية متبادلة ستعمل على تطبيع موقع طهران في الساحة الدولية، بغض النظر عن موقفها تجاه “إسرائيل”.
عقبات التقارب
أهم العقبات في طريق التقارب التركي الإيراني تتمثل في ورقة العقوبات الدولية والتراجع عن الاتفاق النووي، التي يلوح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، من وقت لآخر، بتشجيع من “إسرائيل”.
فتركيا لن تتمكن من تحدي أيٍّ من الخطوات الأمريكية، خصوصًا إذا لاقت تلك الخطوات دعمًا أوروبيًّا، ما سيوقف التعاون التركي الإيراني عند حدود التصدي لتشكل دولة كردية في المنطقة، دون أن يتطور إلى تحالف اقتصادي استراتيجي.
وقد نشرت وكالة رويترز للأنباء، أمس الخميس، عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن ترمب سيعلن في غضون أيام عدم تصديقه على الاتفاق النووي، ما يعني تخلي واشنطن عنه.
من جانب آخر، فإن تطورات الأزمة السورية قد تلقي بظلالها على العلاقات التركية الإيرانية، بالرغم من التنسيق الحالي بينهما، خصوصًا لدى الوصول إلى الترتيبات النهائية.
وقد انتشرت تقارير في الآونة الأخيرة حول تنسيق تركي إيراني روسي غير مسبوق في سوريا، وخصوصًا في منطقة إدلب، قد تمتد إلى مناطق أخرى في شمالي سوريا، لمواجهة اتساع رقعة سيطرة المجموعات الكردية، وتثبيت وقف دائم لإطلاق النار.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
30 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أدى نحو 30 ألف مواطن، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة في مدينة...
جيش الاحتلال يعلن إصابة 12 جنديًّا بلسع دبابير في رفح
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إصابة 12 جنديًّا، أحدهم بجروح متوسطة، بـ"لسع دبابير" في...
لجنة المتابعة تحمل تل أبيب وواشنطن مسؤولية العدوان على رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الإسناد والدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية، ودعتها لفعل كل ما يلزم دون...
منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار النظام الصحي بقطاع غزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، من أن النظام الصحي بقطاع غزة "سينهار تماما" بحال توقف تدفق الوقود إثر إغلاق معبري...
الاحتلال يعلن مقتل 4 من جنوده وإصابة آخرين بمعارك في مدينة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل 4 جنود صهاينة وإصابة آخرين، بعضهم بجروح خطيرة في مواجهات مع المقاومة الفلسطينية في...
الأورومتوسطي: إعلان الإدارة الأمريكية أن عملية رفح “محدودة” تضليل
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن المدنيين الفلسطينيين يدفعون ثمنًا باهظًا—قتلًا وتجويعًا وتهجيرًا- للهجوم...
الإعلامي الحكومي: نفاد الوقود عن مستشفى شهداء الأقصى خلال 48 ساعة ينذر بوقوع أزمة إنسانية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت إدارة مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى أنّ الوقود في مستشفى شهداء الأقصى يوشك على النفاد، الأمر الذي يُهدد...