الأربعاء 08/مايو/2024

بعثات الحج.. هل تتناغم المعايير مع المحسوبيات؟!

بعثات الحج.. هل تتناغم المعايير مع المحسوبيات؟!

غادر نحو 7200 حاج فلسطيني هذا العام إلى الديار الحجازية، بينهم 600 حاج ضمن ما يعرف ببعثة الحج من الطواقم الطبية والإعلامية والمرشدين والوعاظ.

وكشفت مصادر مطلعة لمراسلنا عن تجاوزات كبيرة ومحسوبيات في اختيار أفراد البعثة المرافقة للحجيج من هيئة شئون الحج ووزارة الأوقاف برام الله بشكل بات محطّ تساؤلات عديدة حول معايير اختيار أفراد تلك البعثات.

وتشير المصادر إلى أن رقم 600 مبتعث يؤدون مناسك الحج مجانا وبالتكاليف كاملة بما فيها مخصصات ومكافآت إضافية عن كل يوم سفر، هو عدد كبير مقارنة بعدد الحجاج في فلسطين، علما بأن عدد الحجاج لهذا العام ارتفع (20%) عن العام السابق بعد أن أنهت المملكة العربية السعودية مشاريع توسعة الحرم.

“هدر للمال العام”

ويلاحظ أن هناك أسماء بعينها تتكرر كل عام من موظفي الأوقاف والمحسوبين على فتح والمتنفذين ممن يتقاسمون مقاعد البعثة سنويا، فيما يحاول جاهدا كثيرٌ من الأكفاء أن يكونوا ضمن البعثات دون طائل.

وبحسب تفاصيل ما يدفعه الحاج من رسوم للحج، فإن (120) دينارًا منها تذهب لشركة الحج وأخرى لوزارة الأوقاف تخصص لتغطية نفقات البعثات، عدا عن بدل المياومة والذي يختلف حسب الشخص وموقعه الإداري، ويتراوح بين 100 دولار يوميا إلى 300 دولار.

ويرى مراقبون لمراسلنا، أن أفراد البعثة ينفقون ويدخرون من المال العام، ما يجعل من المطالبة بتوضيح إجراءات اختيارهم وفق معايير شفافة حقًّا للمواطنين.

ويؤكد متابعون لمراسلنا أن اختيار أفراد بعثة الحج لا يخضع لأي معايير، وهم قسمان: الأول يعدّه بابا للاسترزاق، ومنهم من اعتاد الحج كل سنة بهذه الطريقة، ومنهم من يعدّها فرصة للحج دون أن يدفع.

لا ضوابط أو معايير

ويشير المواطنون بالبنان إلى أشخاص بعينهم يتقاضون مخصصات عالية لدى انتدابهم في بعثة الحج، إضافة إلى عملهم بالتجارة خلال هذا الموسم، ومنهم من يتقاضى مبالغ من شخص ما مقابل الحج عنه، وفي المحصلة النهائية هو خرج مبتعثًا ضمن بعثة وزارة الأوقاف.

كما تشير المصادر لمراسلنا إلى أنه يتم بشكل غير رسمي اختيار وزير الأوقاف قسمًا من أفراد البعثة ضمن ما يعرف بـ” كوتة الوزير”، وهؤلاء يخضع اختيارهم للمزاجية أكثر منه للمهنية.

ولا يقتصر غياب المعايير في اختيار مبتعثي الحج على وزارة الأوقاف؛ فالإشكالية ذاتها تكمن في وزارتي الصحة والإعلام.

وبحسب مصادر لمراسلنا؛ فإن الاختيار في الوزارتين كلتيهما يتم بناء على الولاءات والمحسوبيات من وكلاء الوزارات والمدراء العامين دون أي معايير أو ضوابط تحكم هذه العملية.

 قطاع غزة

في قطاع غزة لم يختلف الأمر كثيراً؛ فقد توجهت أصابع الاتهام لوزارة الأوقاف بالمحسوبيات وانتداب الأشخاص أنفسهم لبعثة الحج في كل عام، وهو ما أظهره حجم النقد الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار المطالبة بتوضيح المعايير التي اختيرت من خلالها البعثات لهذا العام.

ورغم إصدار وزارة الأوقاف بغزة، بياناً توضيحياً حول موسم الحج والبعثات المنتدبة إلا أنّ ذلك لم يقنع الكثيرين الذين رأوا أنّ معظم مبعوثي الوزارات والمؤسسات والفصائل المختلفة لم تتغير وجوههم منذ أعوامٍ عديدة.

ووسط هذه الصخب الذي يصاحب موسم الحج كل عامٍ؛ فإنّ أصواتًا عديدة خرجت تنادي وزارة الأوقاف بمزيد من الوضوح والشفافية في اختيار البعثات ونشر الأسماء في كل عام، حتى لا يكون هناك ظلم واقع على كثير ممن لم يتمكنوا من الحج على مدار سنوات عمرهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات