الثلاثاء 30/أبريل/2024

أزمة الوطن … لا أحد معفي من المسؤولية!

د. حسن أبو حشيش

تعيش القضية الفلسطينية في أصعب مراحلها، وأضيق أُفقها، سواء فيما يخص العلاقة مع الاحتلال ومقاومته ومشاريع إجهاض هذه المقاومة، أم على صعيد العلاقات الوطنية الداخلية بما فيها أزمة الشرعية والتغول على القرار الوطني واستمرار الهيمنة عليه والبقاء عليه مسلوبا من قبل الفريق المتنفذ، وبما فيها الإجراءات العقابية غير المسبوقة ضد 2 مليون فلسطيني يقطنون في غزة … والتي يتولى كبرها محمود عباس رئيس حركة فتح والمُهيمن على السلطة والمنظمة.

يعلم الجميع أن عباس دخل في العقد التسعين من عمره، وتصرفاته الوطنية والإنسانية والقانونية لا تبدو طبيعية، ولا تنسجم مع أدنى قيم الوطن والدين والبشرية، ولا تنسجم مع العقل والوعي، بل منسجمة مع الروح الانتقامية والمزاجية والخبل العقلي والهطل السياسي… الأمر الذي يجعل كل الشعب الفلسطيني شاخصا لأسهمه المميتة والمسمومة، وهذا يعني أن البلاء عام والمصيبة طامة والنتائج قاتلة على كل الإنسان وكل الأرض، مما يتطلب التداعي السريع والتكاتف الفوري لوقف النزيف أولا ثم لوضع أُسس المعالجة الجذرية لضمان حركة شعب واعية لما تريد نحو الاستقلال والدولة وإعادة الحقوق.

ورغم أن النتائج السيئة وصلت إلى كل بيت، وكل ساحة، وكل إنسان فلسطيني… في غزة والضفة والقدس والشتات، إلا أن الواقع للأسف ما زال معيبا، وما زال هناك قصور في التشخيص، وعجز في الحلول، وما قيل قبل عشر سنين يتردد هو هو رغم كل المتغيرات السلبية والخطيرة واضحة التوجه والفاعل والدافع، فالخطاب الإعلامي الفصائلي مستمر في رفض أي تحرك بحجة عدم تكريس الانقسام، وهم من أكثر من استغلوا الانقسام، وعبارات “طرفي الانقسام ” حاضرة بقوة. 

ومؤسسات المجتمع الأهلي مكبلة في غالبيتها بجهات الدعم وبتلويح عباس ضدها … ولسان حال الجميع يقول: على حماس أن تتحرك وتنقذ غزة ونحن ها هنا قاعدون ننتظر النتائج والامتيازات، وبمجرد أن تناقلت وسائل الإعلام خبر رفع الغطاء الأمني عن غزة قامت الدنيا ولم تقعد بحجة البعد الإنساني وحقوق المجتمع …

يا سادة يا كرام : الوطن للجميع، والنجاح في شيء للجميع ، كما أن الفشل والمصيبة الحالية هي كارثة على الجميع، ولا أحد منكم في الفصائل والقوى والمجتمع الأهلي وفيما يقولون عن أنفسهم ” مستقلون ” …. معافى من المسؤولية . 

لا أطلب منكم المستحيل ، بل أطلب منكم حق الوطن عليكم، وأن يُساهم كل من موقعه في إنقاذ الوطن، وأن تتركوا “حزب الكنبة” أو “فصيل الولولة” أو “تنظيم الانتهازية والمنفعة” …ابرحوا سلبيتكم وخمولكم وكونوا جبهة وطنية عامة لتفرضوا الشراكة الحقيقية فيا بينكم لأجلكم ولأجل أجيالكم ولأجل فلسطينكم !!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...