عاجل

الجمعة 17/مايو/2024

انتصار القدس.. دلالات وواجبات

محمد سليمان الفرا *

لا يليقُ بمُنصِفٍ تقزيمُ ما حقّقه المرابطونَ حولَ أبوابِ المسجدِ الأقصَى في الأيامِ القليلةِ الماضيةِ، فقد انتصرت إرادتُهم – بفضلِ اللهِ – على إرادةِ المحتلِّ الذي أراد إحكامَ سيطرتِه على المسجدِ الأقصَى، تمهيداً لتقسيمِه زمانياً ومكانياً، كما استطاع المقدسيونَ إذلالَ حكومةِ الاحتلالِ سياسياً عندما تراجعتْ عَن كلِّ إجراءاتها دفعةً واحدةً، إضافةً لما أشعلُوه مِن روحٍ ثائرةٍ في الضفة والقدس والداخل المحتل، آذنت بانطلاقِ انتفاضةٍ عارمة،ٍ خافَ المحتلُّ من تداعياتها، فراح يسحب فتيلَ الأزمةِ، ولو على حسابِ كرامتهِ، وحظهِ في الشارعِ الصهيوني.

إنَّ الانتصارَ في هذه الجولةِ يُعطي الفلسطينيينَ، والثائرينَ في وجه الظلمِ على امتدادِ هذا الكوكبِ درساً في الكفاحِ، يتمثَّلُ في أن من أهم أسبابِ نجاحِ الثوراتِ: وضوح أهدافِها، والاجتماع عليها، وعدم أدلجتِها، والاصطفاف خلفَ المرجعياتِ الموثوقةِ؛ كما كانَ حالُ المقدسيِّينَ خلفَ مرجعياتهم الشرعيّة، التي أفتت بحرمةِ دخولِ المسجدِ عبر البواباتِ الإلكترونيةِ، فانصاعَ الجميعُ، ولم تظهرْ فيهم الفتاوى الشاذة، والآراءُ المخالِفة التي تقضي على روح الاعتصام والوحدة.

وفِي الوقتِ نفسه، ينبغي ألا نهوِّلَ في وصفِ مجرياتِ هذه الجولةِ، بحيثُ نجعلها أمَّ المعاركِ، وكأنَّ الأقصَى قد تحرَّر وتطهَّر، فالمقدسيون يدركون تماماً أنَّ المسجدَ الأقصى لا زال محاصراً، وأن الاحتلالَ لازال قائماً، وأن باب المغاربة لا زال مغلقاً، وحائط البراق يتسلط عليه المستوطنون منذ عقودٍ، يُضاف إلى ذلك أن عدونا خائنٌ غادرٌ ماكرٌ، لا يرقب فينا إلاًّ ولا ذمةً.

وهذا كله يوجِبُ على المرابطينَ الانتباهَ والنفيرَ، والاستعدادَ لجولاتٍ قادمةٍ، قد تكون أشرسَ من تلكَ التي مضَت، وألا تنحرفَ بوصلتهم عن الهدفِ الأكبرِ المتمثِّلِ في خوضِ معركةِ التحريرِ الشاملِ بإذن الله.

* رئيس رابطة علماء فلسطين – فرع خان يونس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى حي الشيخ جراح ونشر مئات الجنود...