الأربعاء 12/يونيو/2024

جهاد بني جامع.. أسير محرر يواجه المرض وقطع الراتب

جهاد بني جامع.. أسير محرر يواجه المرض وقطع الراتب

على كرسي أمام مقر الحكومة برام الله يجلس الأسير المحرر جهاد بني جامع متكئا على عصا، بينما يقف حوله محررون آخرون جاؤوا من كل أنحاء الضفة المحتلة للاحتجاج على قطع رواتبهم استجابة من السلطة لإملاءات أمريكية وصهيونية.

بني جامع (49 عاما) القادم من بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس شمال الضفة، لم يختر الجلوس على كرسيه طلبا للراحة، بل نتيجة لإصابته بمرض الشلل الرعاشي “باركنسون”، والذي ورثه من ما يزيد عن 22 سنة أمضاها في سجون الاحتلال.

رواد العمل المقاوم

وبني جامع الذي كان يعرف في سجون الاحتلال بأنه من رواد العمل المقاوم في منطقة نابلس، بات الآن واحدا من 277 أسيرا ومحررا في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011 طالهم قرار الحكومة برام الله قطع رواتبهم.

ولم يتوقع بني جامع الذي أمضى نصف عمره في سجون الاحتلال، أن يأتي اليوم الذي يقف فيه أمام مقر الحكومة، مطالبا بحقه براتب يؤمن حياة كريمة له ولعائلته، تجد فيه تلك الحكومة أداة ابتزاز لمن يعارض سياساتها.

فقد اعتقل بني جامع عام 1988 وأمضى 6 شهور في الاعتقال الإداري، وكان حينها طالبا بقسم الفيزياء في جامعة النجاح، وتمكن من إنجاز دراسته الجامعية في الأسر.

واعتقل للمرة الثانية عام 1990 وحكم بالسجن الفعلي 25 عاما على خلفية نشاطه المقاوم إبان الانتفاضة الأولى تحت لواء حركة حماس، وأمضى 21 عاما، قبل أن يفرج عنه في صفقة “وفاء الأحرار”.

أصيب بني جامع خلال اعتقاله الثاني بمرض “باركنسون” وهو خلل عصبي أدى إلى إصابته بنوع من الشلل، بالإضافة إلى صعوبة في الكلام، ويعاني مؤخرا من تطور في مرضه.

وبعد الإفراج عنه عام 2011، تزوج وأنجب طفلين، ثم أعيد اعتقاله في الحملة التي استهدفت محرري الصفقة بعد عملية الخليل عام 2014، لكن الاحتلال أفرج عنه بعد ستة شهور بسبب سوء وضعه الصحي.
 
قرار غريب ومفاجئ

قرار قطع رواتب محرري الصفقة كان غريبا ومفاجئا في آن واحد، بالنسبة للمحررين وذويهم، ومنهم المحرر بني جامع.

وقالت زوجته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “فوجئنا بقطع راتبه بدون سابق إنذار أو توضيح”.

وبينت أنها توجهت مع بداية شهر حزيران (يونيو) الحالي لاستلام راتب زوجها عبر الصراف الآلي، وتفاجأت بأن الراتب لم يرصّد بحسابه، وتم إيقافه من المصدر.

وأضافت أن قطع راتب زوجها ينذر بكارثة ستحل بوضعه الصحي المتردي أصلا، ويعني حرمان عائلته وطفليه من مصدر رزقهم الوحيد.

وأشارت إلى أن زوجها يحتاج لعلاج مستمر تصل تكاليفه إلى 2000 شيكل شهريا، وهو في الوقت ذاته لا يستطيع ممارسة أي عمل بسبب مرضه.

وشددت على أن هذا الراتب ليس منّة من الحكومة، بل هو حق مكتسب للأسرى الذين يجب أن يعيشوا حياة كريمة بعد أن ضحوا بزهرة شبابهم في سجون الاحتلال.

ومع استمرار الحكومة بتجاهل مطالبهم العادلة، يستمر بني جامع وعدد من المحررين اعتصامهم أمام مقر الحكومة بشكل يومي إلى تتراجع عن قرارها المجحف.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات