الأربعاء 08/مايو/2024

عقربا.. التاريخ المنسي

عقربا.. التاريخ المنسي

تظل بيوت بلدات القرى والمدن القديمة خير شاهد على تاريخ هذه الأماكن وحضارتها، وخير شاهد على ماضٍ عتيق عاشه الآباء والأجداد وتمتعوا به، لكن الحال مع بيوت البلدة القديمة في بلدة عقربا جنوب شرق نابلس مختلف تماماً؛ فهناك إهمال كبير من الجهات المختصة.

موقع البلدة

وتقع بلدة عقربا إلى الجنوب الشرقي من نابلس شمال الضفة الغربية، على بعد 18 كم، وترتفع عن سطح البحر 670 متراً.

ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني؛ فإن عدد سكان بلدة عقربا يبلغ 15000 نسمة.

وتعد عقربا واحدة من كبريات البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية؛ إذ تترامى على مساحة 144 ألف دونم، وتحيط بها العديد من القرى والبلدات الفلسطينية، تطل من خلالها على الأغوار، وتمتد أراضيها شرقاً حتى نهر الأردن.


null

شواهد وحضارات

ويقول الباحث والحكواتي حمزة العقرباوي لمراسلنا إن عقربا ورثت شواهد معمارية من حضارات عظيمة أقيمت قبلها بدءًا من العصر البرونزي المتقدم (3300) سنة قبل الميلاد، مروراً بالكنعانيين ومن تلاهم، ثم الفرس والرومان، وأخيراً الدولة البيزنطية، لتحل بعدها حضارة الإسلام، ويتواصل ركب الحضارة في عقربا حاضرة الإسلام وإحدى بلداته، مؤكداً أن الشواهد الحضارية الموروثة امتزجت بكل هؤلاء.

وذكر العقرباوي أن للبلدة أهمية تاريخية؛ حيث شكلت عقربا في العصر الكنعاني وما بعده مقاطعة عرفت بـ”عقربتا”، وكان يحيط بها عدد من التجمعات والبلدات، وكانت عقربا هي العاصمة لهذه التجمعات.

وأكد العقرباوي أن عقربا من أقدم البلدات العربية حضارة وتاريخا، وكانت عامرة في عصور ما قبل التاريخ، ولا تزال فيها معالم كثيرة تدل على تلك الحضارات؛ فهي تحتوي على عشرات من المواقع الأثرية والخرب والمقامات المحيطة بها.

ويضيف العقرباوي أن في محيط البلدة معاصرَ وآبارًا ومدافن محفورة في الصخر، وبقايا آثار، وخربًا متهدمة، وأكوامًا متراكمة، وكلها تنتمي للحضارات السابقة، حيث تحتوي البلدة على 18 مسجداً ممتدة على المساحة الواسعة لعقربا.


null

الإهمال

وأشار العقرباوي إلى أن “الآثار هي ملك عام، ولا يحق ولا يقبل من أحد تملكها، وبسط السيطرة عليها وادعاء أنها ملك له أو من حقه، فالآثار ملك إنساني عام”.

وأكد أن هناك إهمالًا كبيرًا من وزارة السياحة والجهات المختصة وأهالي البلدة، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بترميم الآثار والحفاظ عليها قبل اندثارها.

ونبه العقرباوي في ختام حديثه إلى أن كل الخرب والمواقع الأثرية سُجّلت في البلدة بأسماء المخاتير سابقاً، وذلك كما كان معمولا به في العهد العثماني وما بعده.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات