الأحد 05/مايو/2024

أنيس قاسم: العودة تبدأ ببناء قيادة فلسطينية جديدة

أنيس قاسم: العودة تبدأ ببناء قيادة فلسطينية جديدة

“علينا أن نتمسك بحق عودتنا تمسكنا بحدقات أعيننا، لا مناص لا مناص، قد يستمر الوضع الحالي مائة أو مائتي سنة، إلا أنه لن يدوم، هذه أرض لنا مكثنا فيها قرونا”، هكذا يلخص أنيس فوزي قاسم، رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، الحق الفلسطيني بالعودة إلى الأرض التي هجر منها.

التقاه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، في عمان، فلم تفتّ سنوات التهجير من عضده، وهو المهجر من قرية قلقيلية في العام 1965م، يعج مكتبه بمئات المراجع القانونية، التي تؤكد على هوية فلسطين وعروبتها وحق العودة، وهو الخبير في القانون الدولي.   

 أنيس قاسم، أكد غير مرة على ضرورة بناء القوة الذاتية، وقال “نحن لدينا أدوات مهمة، لو كان لدينا “قيادة واعية”، ووصف حال القيادات الفلسطينية بقيادات النظام العربي، “ما زالت ترجو المعونة من الغرب”، وشدد بأن الحال لن يتغير إلا ببناء قيادة فلسطينية جديدة واستراتيجية جديدة.    

ويسهب قائلا: “صحيح بنينا ثورة وحركة تحرر وطني، احتلت أسماع واهتمام العالم، إلا أننا أجهزنا عليها، بتركنا العمل المسلح، ومراكز الأبحاث، والقدرات الكامنة لدى الشعب الفلسطيني، وعولنا على الغرب، سبعون عاما ونحن بنفس العقلية”. 

وفيما يلي نص الحوار:

– ما هي رؤيتكم المستقبلية لتعزيز حق العودة، في ظل حالة اللامبالاة السياسية دوليا، وسعي الاحتلال لفرض واقع جديد على الأرض؟
مشكلة القضية الفلسطينية منذ نشأتها حتى الآن، ومنذ مؤتمر أنشاص في العام 1946م، أنه لم يتغير المنهج العربي والفلسطيني، عما كان عليه قبل سبعة عقود، فهما ما زالا ينتظران العون من الغرب، طالبوا بريطانيا بصفتها الدولة الصديقة، والآن يطالبون أمريكا، وبعد سبعة عقود لم يتعلم القادة العرب والفلسطينيون أن هذا الأمر مستحيل، بأن تقوم أوروبا وأمريكا بمساعدتنا باسترجاع حقوقنا، والسبب بسيط وواضح، الذي خلق “إسرائيل” هو الغرب، وهم من يمولها ويدعمها، لذلك يجب علينا أن لا نخدع أنفسنا، ونتوقع  بأن الغرب سيعيد لنا حقوقنا.

رؤيتنا، إعادة ترتيب وهيكلة منظمة التحرير، وبناء قوانا الذاتية على مختلف الأصعدة، لبدء عملية مقاومة جدية للاحتلال 

وللأسف لم يقم نظام عربي واحد بتصحيح هذا المسار، “بمعنى عدم الركون إلى الغرب وتعاطفه”، يجب علينا الاعتماد على الذات وتفعيل القوى الذاتية العربية، وهذا الشيء لم يحصل إلا مرة واحدة في التاريخ العربي الحديث، وذلك حين قام الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بإعادة هيكلة الجيش المصري وبناء قوة ذاتية، والتعاون مع الملك فيصل باستخدام النفط كسلاح في المعركة، ثم جاء السادات يكمل المشوار، حين تمت هذه العملية تقدم العرب خطوة ووقعت حرب 73، والتي أحرز فيها تقدم هائل في المعركة مع العدو، طبعا فيما بعد حدثت انتكاسات (كامب ديفيد في العام 1978).

للأسف لم نجرب الاعتماد على ذاتنا لو لمرة واحدة، إلا في تلك الواقعة، وعدا ذلك، ما زلنا نستجدي من الغرب أن يترحم علينا، وهذا لن يتم، وستظل القضية الفلسطينية بتراجع.

– وماذا عن رؤيتكم؟
رؤيتنا، إعادة ترتيب وهيكلة منظمة التحرير، وبناء قوانا الذاتية على مختلف الأصعدة، لبدء عملية مقاومة جدية للاحتلال، الآن “إسرائيل” معروف دوليا أنها ليست دولة احتلال فقط، إنما هي دول “ابارتهيد”، وهذه معركة ثمينة جدا، وعلى العرب والفلسطينيين أن يخوضونها بكفاءة، ونسب النصر فيها مرتفعة، لأننا حين نقول أن “إسرائيل” هي دولة “ابارتهيد”، نحن لا نتهم، بل نأخذ (54) قانونا إسرائيليا من تشريعات الكنيست ونعرضها على العالم.

ولذلك، المعركة بالنسبة لنا بغاية الجدية والسهولة بنفس الوقت، وعديمة التكلفة، نحن لا نطالب بشراء طائرات حربية أو مدرعات ولا أسلحة، نحن نطالب بإجراء حرب عقائدية دعائية إعلامية، على المستوى العالمي لفضح دولة “الابارتهيد” الجديدة.
 
– فلسطين أصبحت عضوا في العديد من الهيئات والمؤسسات الدولية، هل من الممكن الاستفادة من هذه المساحة في تعزيز الحق الفلسطيني بالعودة؟
انضمام فلسطين إلى هذه المنظمات والاتفاقيات الدولية عمل جيد، لا يمكن الانتقاص من أهميته، إلا أنه ليس العامل الحاسم في خدمة القضية الفلسطينية، والسبب في ذلك، أن العالم كله قبل الانضمام وبعد الانضمام، لم يغير موقفه بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، تنطبق عليها اتفاقيات جنيف الرابعة، ووضع أسرانا تنطبق عليهم اتفاقيات جنيف الثالثة، وأن قواعد القانون الدولي الإنساني، تنطبق علينا، وأن القدس من التراث الإنساني، وتنطبق عليه اتفاقية 1954، وقرارات اليونسكو، الفتوى القانونية من محكمة العدل الدولية، جميع فحواها  تقول بما سعت إليه القيادة الفلسطينية من اتفاقيات دولية جديدة.

– كيف يمكن تحويل مشاريع العودة من مجرد نظريات إلى مشاريع تطبيق على أرض الواقع؟
يجب علينا بناء القوة الذاتية، وأن لا نعتمد على الآخرين، إذا أرادوا مساعدتنا بها ونعمت، لكنهم لن يساعدونا إذا لم نساعد أنفسنا. 

– هناك جوانب عدة يتطلب تكاملها في تعزيز حق العودة، الثقافي، السياسي، الاقتصادي، أين نحن من هذه الحالة التكاملية؟
هذه حالات معدومة في الوسط الفلسطيني إلا ما ندر، لا يوجد هناك سياسة تعليمية فلسطينية اختطتها منظمة التحرير، لمواصلة تثقيف وبث الوعي بالشتات أو بالداخل، ولذلك يجب إنشاء مركز لدى منظمة التحرير، يعيد تثقيف وشحن الأجيال الجديدة الفلسطينية، حتى نتمكن من إبقاء مشروع حق العودة، ونواصل العمل من خلال استراتيجيتنا الجديدة في الاقتراب من هذا الحق.

يجب علينا بناء القوة الذاتية، وأن لا نعتمد على الآخرين، إذا أرادوا مساعدتنا بها ونعمت، لكنهم لن يساعدونا إذا لم نساعد أنفسنا. 

وهناك وسائل أخرى، ليست على المستوى الداخلي، وإنما على المستوى الدولي، فمنظمة التحرير لها وزن دولي هائل في المنظمة الدولية بهيئة الأمم، فهي تحتل موقعا لم تحتله أي حركة تحرير وطني لا سابقا ولا لاحقا. 

هذا الوضع المتميز يعطيها الحق أن تطلب من الجمعية العامة، نزع الشرعية عن “إسرائيل”، إذا لم تلتزم بالقرار (194)، والذي تم تجديده وتأكيده (130) مرة، حان الوقت أن نقول للهيئة العامة، يجب اتخاذ الإجراءات بوقف عضوية “إسرائيل” في المنظمة الدولية، ومقاطعتها سياسيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا، ووضعها على لائحة الدول الموقوفة، كما حدث مع جنوب إفريقيا.

نحن لدينا أدوات مهمة، لو كان لدينا قيادة واعية، تعتمد على ذاتها، قيادتنا ما زالت تستجدي وتتوسل الدول بالعطف علينا، وأؤكد هنا أن يجب إعادة ترتيب المنظمة وهيكلتها، بإجراء انتخابات مباشرة وفرز قيادة جديدة، ترسم استراتيجيات جديدة، وتبدأ بالعمل بعد أن تطلّق جميع ما سبق وتورطنا به من اتفاقيات أوسلو.  
 
– بصفتكم رئيس المؤتمر الشعبي الفلسطيني بالخارج، هل تواصل أحد معكم من قيادات المنظمة.
لم يصلنا من المنظمة غير الهجوم، ولا زالت اللجان التي أفرزت في مؤتمر إسطنبول تبحث وتناقش الخطوات التالية، ونأمل أن يتم ذلك قريبا، فنحن نرسم الطريق، ونحدد خطواتنا من أجل إنجاز مهمتنا.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...