الثلاثاء 30/أبريل/2024

المهم في انتخابات جامعة النجاح

ساري عرابي

لا جديد يمكن تسجيله بخصوص انتخابات اتحاد مجلس طلبة جامعة النجاح، سوى انعقاد الانتخابات نفسها، ومشاركة الكتلة الإسلامية فيها، وما سوى ذلك من ظروف لابست العملية الانتخابية، أو ظللت الأجواء والأوضاع العامة، إن في الجامعة أو في الضفة، فهي اعتيادية ومتوقعة، وإن لم تكن صحية وسليمة.

دعونا بداية نعترف، أن الاحتلال يستهدف أطرافًا في الحركة الوطنية أكثر من غيرها، وهذا يعني أن ثمة اختلالاً عامًّا تعاني منه الحركة الوطنية، هذا الاختلال بالتأكيد ينعكس على مثل هذه الانتخابات، فمطاردة الاحتلال لعناصر الكتلة الإسلامية تؤثّر بالضرورة على الظروف التي تتحرك فيها الكتل الطلابية وتجري فيها الانتخابات، وللأسف يمكن القول إن هذا السلوك الذي يُفترض أنه جزء من عملية الصراع مع الاحتلال، يحمل وجهًا إضافيًّا وهو التدخل في مسألة فلسطينية صرفة، إلى جانب وجهه الأول المتمثل في أساسه العدواني والاستعماري.

ثمة ما هو أهم من الانتخابات وظروفها ونتائجها، فالحديث الآن ليس عن تدخل السلطة السياسية لصالح طرف يمثّلها نقابيًّا وطلابيًّا، وإنما عن أصل سلوك الاحتلال، والذي، وبصرف النظر عن نواياه التدخلية والنتائج الفلسطينية الداخلية الناجمة عن هذا التدخل، فإنه وباستهدافه قوى فلسطينية دون أخرى، لا يفعل أكثر من التأكيد على جوهر الأزمة الفلسطينية، وهو جوهر لا يحتاج الكثير من البحث والجدال، فسلوك الاحتلال دليل على طبيعة المشكلة، ويحمل في ذاته العلاج لهذه المشكلة.

ثمة انقسام فلسطيني كشف عن انحيازات معينة للاحتلال، يُفترض -على الأقل- عادة أن تكون مرفوضة لدى أي حركة تحرر وطني، وبصرف النظر عن السياقات القائمة بحكم مسار تاريخي معين، ومنها وجود السلطة والانقسام، يفترض والحال هذه، أن يُردّ على سلوك الاحتلال، بمخالفته، من جهة وقوف السلطة السياسية -إجرائيًّا- على الأقل على مسافة واحدة من جميع الكتل الطلابية، وصياغة نمط من الوحدة الوطنية، وإن كان في إطار ضيق ومحصور على المستوى الطلابي أو مستوى الجامعة.

بطبيعة الحال؛ الفشل في اختبار صغير ومحدود من هذا النوع؛ لا يبشّر بإمكانية النجاح فيما هو أكبر، ولأن هذا المفترض لا يبدو أنه اختيار محتمل لدى السلطة السياسية، فيفترض أن يكون خيار الحركة الطلابية كلّها، التي كانت محرّكًا أساسيًّا للنضال الوطني في محطاته المختلفة، بيد أن هيمنة السلطة السياسية على المجال العام، والطلابي منه، وكبحها لحيوية الحركة الطلابية، ما يزال يجعل ذلك مستبعدًا.

وطالما أن ذلك مستبعد فكان الرجاء في سلوك إدارات الجامعات بما يقتضيه واجبها المهني والوطني، بفسح المجال لحيوية طلابية تقف من أطرافها موقفًا واحدًا على المستوى الإجرائي، غير أن التأميم والهيمنة طال هذه الإدارات، وقد سُجّلت مخالفات محزنة، انحازت فيها إدارة جامعة النجاح للكتلة الممثلة للسلطة السياسية، ثم سجّلت خروقات مكشوفة أثناء العملية الانتخابية طعنت فيها عدة كتل انتخابية.

على أي حال؛ كل ذلك قديم ومتوقع، ويظلّ الأمل الآن بالمدافعة التي تتيحها الانتخابات، وباستمرار عناصر الكتلة الإسلامية في نضالهم الطلابي والنقابي، في ممانعتهم للظروف القائمة غير المواتية، وهو نضال لا يخدم الحركة الطلابية فحسب؛ ولكنه يخدم المسألة الوطنية كلها، بإعادة الحيوية لفاعل مهم في تاريخ الكفاح الفلسطيني، وهو الحركة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...