المزارعون في جحر الديك.. صمودٌ تحت حراب الاحتلال

في أسفل الوادي المطل على حدود غزة شرق قرية جحر الديك يتجهّز مزارعو المنطقة الحدودية للتخلص من الخضروات النافقة على يد الاحتلال، ويحرثون الأرض لزراعة أصناف جديدة.

للمرة الأولى منذ انتهاء حرب غزة سنة 2014 تمكن المزارع أبو عطية الدوس من زراعة أرضه على بعد عشرات الأمتار من السلك الفاصل، ونجح في حصاد كمية من نباتات السبانخ قبل أن ترشها طائرات الاحتلال وتحولها لبساط أصفر.

ورغم ما يؤكده الدوس من رؤيته آليات الاحتلال وجنوده الذين يقومون بمهمات يومية مجهولة على بعد 150 مترًا منه، إلا أنه يشير أنه قرر اليوم حراثة 4 دونمات من نبات السبانخ نفقت تحت مبيدات الاحتلال.

المزارع أبو عطية الدوس

ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تبلغ أرضي كلها 17 دونمًا، وقد تأملت قصّ السبانخ مرتين غير المرة الأولى، لكن مبيدات الاحتلال أتلفتها، واليوم سأحرثها وأزرع بطيخًا، ولن أبيع منها خوفًا من وجود مواد سامةً؛ ففي العام الماضي حدث ذلك مع ثمار الطماطم، وأتلفتها وهي ناضجة لأنها تأثرت من المبيدات”.

المزارعون يتحدّون

وحدها ثمار الفول التي صمدت تحت مبيدات الاحتلال، فيما تلوّن حقل السبانخ باللون الأصفر على عمق 200 متر من السلك الفاصل، وقد تركها صاحبها أربعة أسابيع أملاً في زيارة مندوبي المؤسسات الإنسانية وتوثيق الحادثة.

null

حتى أسابيع مضت لم يكن يقترب مسافة 300 – 500 متر من الحدود، لكنه قرر بعد تلف نبات السبانخ الدخول في تحدٍّ والاقتراب مسافة عشرات الأمتار، وهو تحدٍّ يؤازره فيه بعض الجيران المزارعين الذين تشجعوا صباح الاثنين الماضي لحراثة أرضهم المجاورة له.

null

على بعد 300 متر من الحدود يجني أبناء المزارع الدوس ثمار البطاطا من قلب الأرض، ويجمعونها في صفّ طويل؛ تمهيدًا لنقلها للصناديق والسفر بها إلى السوق.

ويسند المزارع فرحان أبو عيسى راحتيه إلى خصره متأملاً عمل المحراث الذي يغرز أسنانه للمرة الأولى في أرض اضطر لهجرتها منذ انتهاء حرب غزة سنة 2014.

المزارع فرحان أبو عيسى

ويضيف أبو عيسى في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أزرع هنا منذ 40 سنة، ونفقت لي مساحة من الخضراوات مجاورة لجاري أبو عطية الدوس، لكني اليوم سأقترب أكثر وأحرث الأرض وأزرع بامية وبطيخًا”، وأضاف “البئر دمره الاحتلال، لهذا لدينا مشكلة في الري”.

ويختلط صوت المحراث الذي يمشّط أرض المزارعين الدوس وأبو عيسى، فيما تدور جلبة من عمال تلوثت ثيابهم بالطين وهم يجمعون ثمار البطاطا المبتلة في منطقة قد يفتح فيها الاحتلال النار على كل متحرك.

null
null
null
null