الزنازين الانفرادية.. بـالديدان والحشرات تُبدد وحدة الأسرى
مساحتها لا تزيد عن مترين ونصف المتر المربع، جدرانها عابسة داكنة، ترى فيها ألوان الظلم والقهر، تشمل دورة المياه، لا مكان للمشي ولا للحركة، لا تدخلها الشمس ولا الهواء، فيها من الرطوبة الشديدة؛ ما يجعل الحياة فيها ضربا من الخيال.
زنازين العزل الانفرادية، تلك القبور التي يراد للأسير أن يعيش فيها الموت، بدون مراعاة لأي إنسانية أو آدمية، إلا أن أبطال الحرية يبتكرون طرقا غير مألوفة لقهر “القهر” الذي يتعرضون له فيها.
وتعد فترة التحقيق مع الأسير من مخابرات الاحتلال، من أصعب وأقسى المراحل التي تمر عليه، قبل أن ينتقل للسجون، وعادة ما يتواجد الأسير في الزنازين الانفرادية لفترات طويلة.
مراقبة الدود
الأسير المحرر محمود عوابدة من مدينة نابلس، قضى 50 يوما داخل زنزانة انفرادية في أقبية التحقيق “بتاح تكفا”، يقول إنه بعد أن قام للصلاة والتعبد والدعاء لله، تعمد إتلاف حبة أجاص أحضرها له محقق صهيوني اسمه “نسيم”.
ويضيف لمراسلنا: “وضعت حبة الأجاص جانبا إلى أن تلفت، وصار يخرج منها الدود، ومن ثم خرج الدود ووضعته في كفي وصرت أراقب ما يفعل، وأين يتجه ومن ثم أعيده بعد فترة إلى حبة الأجاص، كي يبقى حيّا وبقيت أراقبه كي أخفف من الضغط النفسي والعزل في الزنزانة الانفرادية؛ التي بقيت فيها 50 يوما متواصلا قبل نقلي إلى معبار سجن مجدو بعد انتهاء فترة التحقيق”.
ويتابع: “خلال فترة التحقيق الصعبة يكون المعتقل يبحث عن أي شيء ليشغل وقته ويعبئ الفراغ الذي هو فيه؛ كونه معزولا عن العالم الخارجي ولا يعرف ماذا يحصل في الخارج، ففترة التحقيق عصيبة وهي التي تحدد ملف الأسير، فإن ثبت ولم يعترف أفرج عنه، وإن انهار تطول فترة سجنه”.
حركة الذباب
أما الأسير المحرر وجيه بركات من بلدة حوارة، يقول إنه استغل دخول ذبابة واحدة إلى زنزانته الانفرادية خلال التحقيق في سجن الجلمة، ومن ثم راح يراقبها، ويدقق في حركاتها، ووضع لها ملعقة من مربى المشمش، وتركه مكشوفا في الطبق كي تبقى معه في الزنزانة؛ حيث قضى شهرين في التحقيق على خلفية مقاومة الاحتلال.
وعن طرق أخرى وأساليب اتبعها للتخفيف من العزل، أضاف في حديث لمراسلنا: “طبعا ذكر الله والصلاة كان لا يفارقني، وكنت أحدد الوقت للصلاة تقديرا مني، كون كل الأوقات متشابهة، ولا يوجد أذان في زنازين التحقيق، بعكس السجون؛ حيث يمكن معرفة أوقات الصلوات من خلال التلفاز”.
وبحسب بركات؛ فإن عزل الزنازين هدفه أمني ونفسي؛ فالاحتلال عبر المحقق يريد أن يضغط على الأسير ليعترف، ثم يريد إيجاد مرض نفسي له، لكن التركيز على العبادة وإشغال الوقت هما الوسيلة الوحيدة لتجاوز حياة الزنزانة الانفرادية، التي تعد من أصعب الفترات.
الفئران تشارك المعتقلين طعامهم
وفي معتقل حوارة جنوب نابلس تشارك الفئران المعتقلين وجبات الطعام؛ حيث يقول الأسير المحرر تامر صوالحة من بلدة عورتا إن الفئران تدخل إلى الزنازين من تحت الباب، ومن ثم تبحث عن بقايا الطعام، وأحيانا عند ترك الطعام خارج الزنزانة من السجان، تقضمها الفئران.
ويضيف صوالحة لمراسلنا أن إدارة المعتقل ترفض حل مشكلة الفئران بشكل جذري بحجة عدم توفر السموم لقتلها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...
كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...
الدويري يتوقع عمليات للمقاومة ستجبر الاحتلال على الانسحاب من غزة كما حدث في 2014
عمان - المركز الفلسطيني للإعلام صرّح الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، أنّ استمرار عمليات قوت المقاومة ستجبر جيش الاحتلال على...
وقفة احتجاجية في أم الفحم للمطالبة بتحرير جثمان الشهيد وليد دقة
أم الفحم - المركز الفلسطيني للإعلام شارك العشرات من الفلسطينيين، اليوم السبت، في وقفة احتجاجية على الدوار الأول في مدينة أم الفحم، للمطالبة بتحرير...
ارتقاء 5 شهداء في مجزرة الاحتلال بدير الغصون شمال طولكرم
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت مصادر محلية في طولكرم أنّ 5 شهداء ارتقوا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم، نتيجة استهداف قوات الاحتلال للمنزل...
أنصار الله: سنستهدف السفن المتجهة لإسرائيل في البحر المتوسط
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله، اليوم الجمعة، بدء المرحلة الرابعة من التصعيد، وتشمل استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ...
فرنسا توقف الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة وتمنعه من دخول البلاد
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام منعت السلطات الفرنسية، اليوم السبت، الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة، من دخول البلاد، حيث كان من المفترض أن يتحدث أمام...