الأربعاء 08/مايو/2024

الشهيد محمد خليفة.. الشهادة في ذكرى الميلاد

الشهيد محمد خليفة.. الشهادة في ذكرى الميلاد

(29-1-1998) و(29-1-2017) ، وما بينهما 19 عاما كانت عمر الشهيد محمد محمود أبو خليفة الذي قضى أواخره في مقارعة الاحتلال ومواجهته في زقاق مخيم جنين، حيث كان يوم الأحد 29 من الشهر الجاري موعدا لاحتفال محمد وأصدقائه بذكرى ميلاده، إلا أنه كان يوما للشهادة.

في تمام الساعة الثانية عشرة ليلا، وفي اللحظات الأولى من يوم الأحد، تحاول قوة صهيونية التسلل إلى مخيم جنين، إلا أن أبطالا كان من ضمنهم الشهيد محمد خليفة، كشفوا أمرها، لتدور مواجهة عنيفة.

المعركة الأخيرة

وما أن اكتشف أمر القوات الخاصة بلحظات، كانت قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم المخيم تحت غطاء كثيف من الرصاص الحي، وهنا تحصن محمد في أحد الأزقة المخيم المطلة على الساحة وسط المخيم مع بعض الشبان، وبدأت المعركة، وبدأ محمد يتنقل من زقاق لآخر، تبعاً لتحركات الجيش، يلقي عليهم القنابل المحلية الصنع المسماة “أكواع”.

قوات الاحتلال واصلت إطلاق النار بشكل جنوني، ما أدى لإصابة خمسة شبان بجراح، أما محمد فعندما قاربت المعركة على الانتهاء، وأبلى فيها بلاءً حسناً، كانت الساعة تقترب من الرابعة قبيل الفجر، حتى كانت رصاصات لأحد الجنود تمطر الزقاق الذي تحصن فيه، لتخترق عدة رصاصات ظهره وتخرج من بطنه، ليسقط مضرجاً في دمائه.

لحظات الاستشهاد
وعن حادثة الاستشهاد يقول حسين أبو طبيخ أحد الشهود والجيران في مكان الاستشهاد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “سمعنا صوت انفجار، تبعه زخات عنيفة من الرصاص الحي، وبعدها بدأ أحد الشبان يكبر ويردد الشهادتين، خرجت لأستوضح الأمر، فوجدت الشاب الجريح إسلام ضبايا ملقى على الأرض، وأمعاؤه خارج بطنه، حملناه على عجل في إحدى المركبات الخاصة، فقال لنا: ارجعوا للشاب الآخر، وكان الشهيد محمد”.

يتابع أبو طبيخ: “عدت للشهيد محمد، ورفعته عن الأرض، فوجدت وجهاً بريئاً لطفل، رغم كونه في التاسعة عشرة من عمره، يشع منه النور، وكان مصاباً في منطقة البطن، بدأ يردّد الشهادتين، ومن ثم ارتفع نظره للأعلى، وأغمض عينيه إغماضة الشهادة”.

من عائلة مجاهدة
ولد محمد محمود أبو خليفة في 29-1-1998 بين سبعة إخوة، ولديْن وخمس بنات هو الثالث بالترتيب بينهم، لأسرة تنحدر من منطقة بَد العوادين قضاء حيفا.

وقد عُرفت أسرة أبو خليفة بجهادها؛ فعمه الشهيد عصام، كان أحد شبان المسجد ومن أوائل من استشهدوا في المخيم خلال الانتفاضة الأولى في 23-1-1988، بعد أن أصيب برصاص الاحتلال على مدخل المخيم الرئيس خلال تصديه لقوات لاحتلال.

فيما عمه جمعة (50 عاما) كان من أبرز مقاتلي كتائب القسام خلال اجتياح الاحتلال لمخيم جنين عام 2002، وفقد وقتها رجله اليمنى بعد إصابته برصاص الاحتلال، ليعتقل بعدها ويكمل السجانون الجريمة، حيث قطع الأطباء في مستشفى العفولة رجله من أعلى الركبة رغم أن إصابته أسفل الركبة.

أما محمود والد الشهيد محمد، فيشهد له الجميع بشجاعته وجسارته خلال مساعدة المجاهدين خلال التصدي لقوات الاحتلال أثناء اجتياحها المخيم في نيسان عام 2002.

محباً للشهادة
في هذه الأجواء ولد محمد، راتعًا في المقاومة وحب الشهادة، لذلك يعرف أغلب أقران محمد، مهارته في إلقاء القنابل المحلية الصنع “الأكواع” على قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم.

ويروي عمه جمعة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الشهيد تلقى عدة اتصالات ليلة استشهاده من أصدقائه بوجود الاحتلال للخروج للتصدي لهم، فتحايل على عائلته بعد نومها، ليخرج ويقابل قوات الاحتلال، ليكون موعد استشهاده في ذكرى ميلاده، ويحتفي أصدقاؤه بهذه الذكرى على صفحته على الفيس بوك بعبارة: “العيد في الجنة أحلى”.

وقد نعته حركة المقاومة الاسلامية “حماس” في بيان خاص، ودُفن في مقبرة المخيم بمسيرة مهيبة، بعد أن لُفّ بالراية الخضراء الموشحة بكلمة التوحيد، تنفيذاً لوصيته لعائلته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات