الأربعاء 08/مايو/2024

أبو الطاهر نواهضة.. رحل المهندس المحبوب

أبو الطاهر نواهضة.. رحل المهندس المحبوب

مع نهاية الأيام الأخيرة من عام 2016، عمّ الحزن ضواحي وأحياء محافظة جنين، شمال الضفة الغربية، على رحيل أحد أعمدتها ورجالها، المحبوب من أهلها، المهندس أحمد طاهر نواهضة، ليسدل ستار حياته في تاريخ وحياة طويلة أفناها في العطاء الدعوي والاجتماعي.

وامتلك المرحوم النواهضة، بعطائه الكبير قلوب الناس ومحبيه وأهله من بلدة اليامون غرب مدينة جنين وما يجاورها من ضواحٍ وأحياء، لتخرج في وداعه الجماهير الحاشدة، بمشهد مهيب أُسدل خلفه تاريخ طويل من العطاء الدعوي والاجتماعي.

ونعت الحركة الإسلامية في بيان لها النواهضة مثنية على دوره في تأسيس الدعوة الإسلامية المعاصرة في جنين وضواحيها، قائلةً: “ننعى أحد الرجال الأوائل، وأحد مؤسسي حقل الدعوة في جنين ممن تركوا بصمات في تأسيس الدعوة الإسلامية المعاصرة”.


المرحوم المهندس أبو الطاهر نواهضة

الرعيل الأول
ويعدّ أبو الطاهر نواهضة من الرعيل الأول المؤسس للحركة الإسلامية وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وهو مهندس مدني ينحدر من بلدة اليامون غرب مدينة جنين، حيث بدأ مشواره الدعوي مع ثلة من الرجال في جنين، في سبعينيات القرن الماضي.

وأسس المهندس الراحل اللبنات الأولى للدعوة المعاصرة فور عودته من الدراسة الجامعية في الأردن، ليبدأ مشواره الدعوي، ويبرز كأحد الشخصيات الإسلامية المميزة، وليضفي على الدعوة الإسلامية صبغتها الحركية المعاصرة، ويسهم في انتشارها في بدايات النشأة وفق رؤية وسطية تصالحية.

الشيخ أحمد أبو عرة، أحد قادة الحركة الإسلامية، وصف الراحل نواهضة بأحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في محافظة جنين “الرجل المتواضع، كان مخلصا لإخوانه، وذا رؤية وبصيرة تركت أثرها في مسيرة الحركة الإسلامية”.

وأضاف أبو عرة خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد عملت معه منذ بداية الثمانينيات، وكان مثالا يحتذى في الشخصية الإسلامية الريادية التي تمتاز بالإخلاص الشديد”.

معلم الأجيال وصاحب الهمة
ومع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 أسهم الراحل في رسم لمسات إطلاق حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في جنين مع كل ما حمله ذلك له ولرفاقه في حقل الدعوة الإسلامية من تحديات جسام.

وتركت الانتفاضة الأولى أثراً كبيراً في حياة الراحل النواهضة، حيث شارك بفاعلية فيها وتنقّل بين سجون الاحتلال الصهيوني، متحدياً إياه.
 
من جانبه، وصف النائب في المجلس التشريعي وأحد رفاقه الشيخ خالد سليمان بأن النواهضة “صاحب الهمة العالية، وصاحب الفكرة منذ البدايات، وهو ابن بارٌّ للدعوة وهي الكلمة المحببة التي كان يحب أن ينادى بها بعيدا عن أي مصطلح آخر”.

 

وأضاف خلال مواراة النواهضة الثرى: “كان أبو الطاهر من الجيل المؤسس للحركة الإسلامية، وهو الابن الصادق والمخلص للدعوة الإسلامية وحركة حركة حماس في مراحلها كافة”.

ونبّه إلى أن “أبو الطاهر أستاذ جيل بأكمله من أبناء الحركة الإسلامية المعاصرة، وهو جيل ما بعد النكبة الثانية، وشكل مدرسة فكرية ناضجة ألهمت شباب الحركة الإسلامية في تلك الحقبة”.
 
نموذج للعيش المشترك
ويحظى الراحل نواهضة بمحبة كل الأطياف، ويوصف بأنه قاسم مشترك بين التنظيمات والحركات والأحزاب؛ فقد بكته فتح كما حماس، ونعته الجهاد، وأبّنه النقابيون، ليكون “صاحب الفكر الوسطي، الاجتماعي والسياسي” وفق قول النائب سليمان.

وأضاف متحدثاً عن مناقب الراحل: “شكل نموذجا للعيش المشترك بين الفئات والأحزاب والحركات، وإنه صدق الناس الودَّ فصدقوه المحبة، وكان لا يعرف الحقد ولا يداوم على الغضب”.

وأوضح أنه حين كانت تشتعل نار الفتنة خلال الانتفاضة الأولى، كان يئدها أبو الطاهر على الدوام، حيث شكل عنوان الحل للمشكلات.

ورحل المهندس نواهضة بعد ذبحة صدرية فجائية يوم الاثنين 26-12-2016 بعد رحلة طويلة من العطاء، قضاها في العمل الدعوي والإسلامي، والدعوة للوحدة الوطنية وتطبيقها في ضواحي الضفة الغربية اجتماعياً ودعوياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات