الأربعاء 08/مايو/2024

2016.. المقاومة الجوية تؤسس لمرحلة جديدة من الصراع

2016.. المقاومة الجوية تؤسس لمرحلة جديدة من الصراع

لم تكن حادثة اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري، إلا حلقة في سلسلة حرب الأجواء بين المقاومة والكيان الصهيوني،  والتي شهد عام 2016 الكثير من ملامحها، حتى بات العدو يعيش حالة خوف وقلق مستمرين من التطور الذي تشهده المقاومة في هذا المجال. 

فـ”المقاومة الجوية”، أو ما يطلق عليها البعض “حرب الأجواء الباردة” في 2016، كانت تدور بخفاء في سماء فلسطين على مدار الساعة في سباق جمع المعلومات بطرق تقنية ومتابعة ميدانية متواصلة جعلت المقاومة تخلق توازنا بالرعب من جانب، وتجعل المحتل يعيش بمزيد من الخوف.

ويرى مراقبون أن القلق الصهيوني ناجم عن خوفه من توفر نوع من الردع الجوي لدى المقاومة يوقف بها تفوقه في السماء، خاصة أن كيان الاحتلال منذ تأسيسه كان هو المتفوق جوياً على صعيد القصف والسيطرة وحتى التحليق بهدف جمع المعلومات على طول فلسطين، وخاصة غزة النقطة الساخنة دوماً.
 
في حرب غزة الأخيرة، صيف 2014، كانت أولى ملامح هذا التحدي الذي كشفته المقاومة من خلال طائرات بدون طيار اخترقت الأجواء الصهيوينة، فيما تحدث الاحتلال مراراً أن حماس تحاول جمع المعلومات من الجو عن جيش الاحتلال بوسائل متنوعة.
 
ذروة الانزعاج الصهيوني من دخول المقاومة صراع الأجواء تجلت قبل أيام في اغتيال المهندس التونسي الزواري المنتمي لكتائب القسام، والذي اتهمه الاحتلال بمساعدة القسام في تصنيع طائرات بدون طيار.

ساحة صراع

قبل ثلاثة شهور انخفضت طائرتان حربيتان للاحتلال بشكل مفاجئ فوق بحر غزة وقصفت إحداهما طائرة بدون طيار قال الكيان الصهيوني إنها ملك لكتائب القسام، وإنها تستخدم في جمع المعلومات.

ويؤكد د. ناجي البطة الباحث في الشأن “الإسرائيلي”، أن الاحتلال منزعج جداً من دخول المقاومة ساحة الأجواء؛ لأنه كان يراهن تاريخياً أنه هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا المجال.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “في حرب العصف المأكول قال أحد الجنرالات إنه رأى مقاتلين على درجة من الوعي والفهم والثقافة، ورد عليه أحد الحاخامات بأنهم تربوا في المساجد داعياً لقصفها وقد حدث ذلك”.
 
القلق الصهيوني ليس من خوفه على تطور المقاومة في جمع المعلومات من الجو فقط، بل حسب تقدير عبد الستار قاسم المحلل السياسي، من إمكانية حمل طائرات بدون طيار قذائف ومتفجرات ستضرب المستوطنات بدقة، وهو ما يشكل تحدياً أمنياً.
 
أدوات مراقبة

على طول حدود غزة وفي أجوائها ينصب الاحتلال مناطيد وأبراج المراقبة، ويسيّر عشرات طائرات الاستطلاع والمراقبة مختلفة الأحجام والأنواع، كما يستخدم أقماراً صناعية لمحاولة معرفة أي تغير على جغرافيا غزة، راصداً كل حركة تهمه تجريها المقاومة.
 
ويقول واصف عريقات المحلل العسكري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن الاحتلال حريص دوماً أن يكون المتفوق بأجواء غزة وفلسطين عامةً حتى لا تتضرر قوة الردع لديه، مدركاً أن هدوء غزة يعني مزيدا من الإعداد .
 
ويضيف: “إمكانات المراقبة للمقاومة لا زالت متواضعة ومعظمها في طور التجربة وإسرائيل تحاول منع أي تطور لها في المراقبة، فالجيش أخذ العبر من قضية الأنفاق، خاصة بعد خطف شاليط، ويغير جنود الاحتلال من روتين حركتهم حتى لا تصطادهم المقاومة”.
 
ويرى أن استخدام طائرة بدون طيار عادةً ما يحتاج لمنظومة دفاع جوي؛ لأن ديمومة العمل العسكري لطائرات الاستطلاع تفرض حمايتها، وهو ما لم تحققه المقاومة بعد.
 
أما محمد مصلح المهتم بالشئون الإسرائيلية، فيقول إن كثيرا من التقارير والتقييمات الإسرائيلية تحدثت مؤخراً عن دخول حماس مجال الأجواء، واستغلال عنصر الوقت والهدوء، وأنها لا زالت في إطار الاستفادة منها لإيقاع خسائر مادية لم تتطور وتصل خطر تنفيذ اغتيالات وإيقاع خسائر بشرية .

ويتابع: “مؤخراً حاول الاحتلال تغييب غزة عن الأخبار والرأي العام العالمي ولا يحاربها عسكرياً ولا يفتح حربا معها”، متوقعاً أنها “تتدحرج نحو الأسوأ مع متابعة كل تطور في الإمكانات العسكرية ولا يحبذون الحديث عن تطورها جوياً لتجاوز قلق المجتمع الداخلي لديهم”.
 
هدوء حذر

على حدود غزة هدوء مشوب بالحذر تتجهز فيه المقاومة والاحتلال لكشف مزيد من المعلومات عن الآخر، فالاحتلال يستخدم وسائل تكنولوجية متطورة خلافاً للأجهزة الثابتة في المراقبة.
 
قبل أسابيع زعم الاحتلال أن المقاومة تحاول إدخال طائرات ورقية من شمال وشرق القطاع، وأنها تحاول عبرها تصوير الحدود من خلف السلك الفاصل.

ويؤكد راصد ميداني لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن جنود الاحتلال بعد حرب غزة سنة 2014 التي استخدمت فيها طائرات بدون طيار أسمتها ” أبابيل” عدلوا من طريقة انتشارهم خلف السلك الفاصل وكمية حشد الجنود خاصة في مناورات الأسابيع الماضية.

وتطلق مواقع الاحتلال عيارات ثقيلة وقذائف مدفعية على أبراج ومواقع المقاومة وطائرات ورقية على طول خط الحدود قرب السلك الفاصل مؤخراً بمنطقة السودانية وشرق مخيم المغازي وفي مناطق أخرى.

ويشبّه يوسف شرقاوي المحلل العسكري ما يعيشه ميدان غزة وأجواءها بميدان وأجواء جنوب لبنان قبيل انسحاب “إسرائيل” منه سنة 2000.
 
ويضيف: “على المقاومة الاستفادة من معلومات تجمعها بطرق جديدة ومتنوعة لردع جنود الاحتلال إذا نفذوا توغلا أو قصفا، وإلا سيتمادون للاغتيالات، وطائرات المراقبة هدفها الاستطلاع وتصويب القصف الصاروخي وتوجيه الرماية مستقبلاً قد يستخدم طائرات بدون طيار”.
 
وتعتقد قوات الاحتلال أنّ المقاومة لديها أجهزة تصوير ومراقبة على طول خط الحدود، فيما ينتشر أفراد من وحدات متابعة الحدود بزيهم المدني دون أن يعرفهم المارة أنهم مقاومون.
 
وقصفت مدفعية الاحتلال خلال 2016 برجي مراقبة للمقاومة شرق البريج وبيت حانون بزعم ارتفاعهما وتشكيلهما نقطة مراقبة للحدود في صراع بدى صريحاً أحياناً للحصول على المعلومة والصورة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات