محمد الزواري.. عشق فلسطين فحلقت طائراته فوق القدس
أمام عجلة الزمن، وقف المهندس التونسي محمد الزواري، قبل عشرة أعوام، مترجلاً لينضم إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، ليبدأ مرحلةً من أبرز مراحل حياته وحياة العمل المقاوم الفلسطيني العربي، ضد الاحتلال الصهيوني، لتمر الأيام والسنون، ولتحلق طائرته القسامية، فوق رحاب وأحياء القدس العتيقة، التي كانت حلماً في يوم من الأيام.
وما إن حلقت طائرة أبابيل القسامية فوق مدينة القدس، و”تل أبيب”، حتى رفرف معها قلب الزواري، الذي حلم برؤية القدس، قبل طائرته، إلا أن موازين القوى كانت غير ذلك قبل الطائرة، أما بعدها فتغيرت وبدأت مرحلة النضال الفلسطيني بين الاحتلال الصهيوني والقسام وفصائل المقاومة تختلف بفعل المهندس التونسي الأصل، محمد الزواري الذي كان ساهم في تطوير طائرات بدون طيار القسامية.
واتهمت كتائب القسام في بيان لها أمس، الاحتلال الصهيوني بالوقوف خلف عملية اغتيال الشهيد التونسي محمد الزواري الخميس الماضي، وأكدت أن دماء القائد الزواري لن تذهب هدراً، ولن تضيع سدى، وأن اغتياله اعتداء على المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام.
محمد الزواري
سيرة المهندس
والقائد القسامي المهندس الطيار محمد الزواري (49 عاماً)، الذي أعلنت كتائب القسام عن انتمائه لها قبل عشر سنوات، ولد بصفاقس في يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه بالمدرسة الابتدائية “بالي”، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليكمل تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فقد كان بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.
وخلال دراسة الشهيد القسامي الزواري الجامعية، أشرف على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس، وليكون مناصراً للقضية الفلسطينية، وممثلا لزملائه التونسيين، الذي تربوا على شعارات الحركة الطلابية التونسية “القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الطلابية”.
عمل الزواري مهندس طيران، وعمل طيّاراً في شركة الخطوط التونسية، إلى أن غادر تونس عام 1991، هرباً من النظام التونسي السابق الذي كان يرأسه بن علي، بسبب ملاحقتهم لعناصر ومؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة، والذي نشط به الزواري.
مهندس الطيران التونسي محمد الزواري
تنقل المهندس القسامي بين عدة دول أبرزها ليبيا، حيث المحطة الأولى له بعد خروجه من بلاده، ليستقر بها 6 أشهر، ثم إلى سوريا ليمكث 6 أشهر أخرى، وليتزوج من فتاة سورية، تدعى ماجدة خالد الزواري.
بعدما تزوج الزواري، طلب اللجوء السياسي إلى السودان، برفقة عدد من أصدقائه وزملائه، ليعيش هناك 6 سنوات، وليتنقل ما بين دول مختلفة منها لبنان والمملكة العربية السعودية وسوريا.
ولم يترك الزواري همه الأسمى، وهو القضية الفلسطينية ومناصرتها، بعد مغادرته تونس، واستمر في دعمها بطريقته الخاصة، والتي كشفت عنها كتائب القسام أمس، من خلال مساهمته في دعم وتطوير مشروع طائرات أبابيل القسامية.
وفي عام 2006، استقر الزواري في سوريا، حيث عمل مع شركة في الصيانة، وليتنقل بين عدة دول عربية أهمها ليبيا والسودان ولبنان، إلى أن عاد المهندس بعد الثورة التونسية إلى بلاده، ليستقر بها وأسرته.
صناعة الطائرات
وعمل الزواري بعد عودته مشرِفا على تصنيع الطائرات دون طيار، وأستاذاً جامعياً بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس نادي طيران الجنوب بصفاقس، وترأس جمعية الطيران في جنوب تونس، وواصل دراسته الأكاديمية بهدف الحصول على شهادة الدكتوراه من كليته الأولى، “مدرسة المهندسين بصفاقس”.
وزار الزواري تركيا عدة مرات ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل بها بسوريا والتي انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الثورة السورية.
المحطة الأخيرة
كانت آخر تنقلات الشهيد القسامي الزواري الخارجية إلى لبنان، وذلك منذ بداية نوفمبر، قبل أن يعود إلى بلاده خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، ليكون آخر لقاء له بطلابه يوم السبت 10 ديسمبر 2016م.
وكانت كتائب القسام كشفت عن أن “الشهيد المهندس الزواري هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي كان لها دورها الذي شهدته الأمة وأشاد به الأحرار في حرب العصف المأكول عام 2014″، موجهة التحية في بيانها العسكري، إلى شعب تونس الذي أنجب هذا القائد البطل.
ومن الجدير بالذكر أن مهندس الطيران ورئيس جمعية الطيران في الجنوب التونسي محمد الزواري (49 عاماً)، تعرض لـ3 أو 4 طلقات نارية من مسدس مجهولين من سيارة دون لوحة الخميس الماضي 15 ديسمبر/كانون الأول الحالي، في منطقة “منزل شاكر” من ولاية (محافظة) صفاقس (جنوبي تونس)، أدت إلى مقتله.
الخبير التونسي محمد الزواري وسيارته المستهدفة
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى اغتيال الزواري بزعم مساعدته للمقاومة الفلسطينية وخاصة حركة “حماس”، وسط دلائل على أن ثلاثة أجانب يحملون الجنسية الأوروبية والمغربية وراء العملية.
وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن صحفية هنغارية قد تكون المدخل لاغتيال محمد الزواري، مهندس الطائرات دون طيار في حركة حماس في تونس.
وحسب القناة العبرية، فإن الصحفية رتبت لقاء صحفيا مع محمد الزواري ووصل معها عدة أشخاص أجانب، وأنها (الصحفية الهنغارية) غادرت تونس على وجه السرعة بعد اللقاء.
في السياق ذاته، أكدت وزارة الداخلية التونسية، أمس السبت، أنه في إطار الكشف عن ملابسات جريمة القتل التي وقعت يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 والتي استهدفت المواطن التونسي محمّد الزواري، تمكّنت الوحدات الأمنية الليلة الماضية من الاحتفاظ بإحدى المواطنات التونسيات والتي يُشتبه بضلوعها في جريمة القتل المذكورة، ولا تزال التحقيقات متواصلة للكشف عن مزيد تفاصيل وملابسات القضيّة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
سعار الاعتقالات الإسرائيلية.. سلخانات تعذيب تفوح منها رائحة الموت
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام سباق محموم يخوضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في صراعه مع الشعب الفلسطيني؛ يسعى من خلاله لتحقيق شمولية جرائمه بين القتل...
إصابات واعتقالات باقتحام الاحتلال الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من المواطنين بجروح وحالات اختناق في مواجهات - فجر الاثنين- مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي نفذت...
الاحتلال يغتال القيادي طلال أبو ظريفة بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين -مساء الأحد- في جريمة اغتيال نفذتها قوات...
مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....
تفاصيل جديدة حول كمين كتائب القسام في حي الزيتون
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مصدر قيادي بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاحد، بعض تفاصيل الكمائن التي نفذتها الكتائب، الجمعة...
خلال 24 ساعة.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 من جنوده باستهدافات المقاومة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال، إصابة 50 من جنوده وضباطه، في المعارك الدائرة في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتفعت...
صحة غزة: 500 شهيد من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استشهاد 500 من الطواقم الطبية جراء عدوان الاحتلال المستمر على قطاع غزة منذ 219...