الأربعاء 08/مايو/2024

حماس تدعو لبرنامج نضالي وسياسي مشترك يجسد الوحدة والشراكة

دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء الثلاثاء، إلى صياغة برنامج نضالي وسياسي مشترك يجسد الوحدة والشراكة وحماية القرار السياسي المشترك.

وألقى النائب أحمد الحاج علي كلمة حركة حماس بمؤتمر “فتح” المنعقد في رام الله، نيابة عن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، وشدد فيها على أهمية ترتيب البيت الفلسطيني، وبناء المؤسسات الوطنية وإنهاء الانقسام.

وقال: “الوطن أكبر منا جميعا، ويحتاج إلينا جميعا”، مشدداً على أن أي إنجاز لأي فصيل هو إنجاز لكل الفصائل، وللرصيد الوطني الفلسطيني.

وأكد الحاج علي أن حركة حماس جاهزة لكل مقتضيات الشراكة مع حركة فتح ومع جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية لمصلحة شعبنا وقضيتنا ولصالح نضالنا ومعركتنا مع الاحتلال.

وتمنى لمؤتمر “فتح” النجاح والتوفيق والوصول إلى نتائج إيجابية ومخرجات سديدة، بما يعزز صف فتح ووحدتها الداخلية، ويجدد أداء الحركة وبرنامجها النضالي، الذي عرف عنها وتميزت به منذ كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة وعلى رأسها القائد الشهيد ياسر عرفات.

كما عبر عن أمله أن ينجح المؤتمر في ترسيخ مناخ الوحدة والشراكة الوطنية التي تساعد على سرعة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني وبناء المؤسسات الفلسطينية، “ما يمكننا من العمل معا بجميع طاقات شعبنا العظيم، ومواجهة الاحتلال وجرائمه وكسر الحصار عن غزة ضمن برنامج نضالي مشترك نتوافق عليه”، كما قال.

وانطلقت بعد ظهر اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر السابع لحركة فتح بمدينة رام الله، بحضور رئيس السلطة محمود عباس، و92% من المدعوين للمؤتمر، وانتخب الأعضاء الحاضرون مساءً عباس رئيسا للحركة بالإجماع.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة مشعل:

الأخ العزيز الرئيس أبو مازن “محمود عباس” حفظه الله
رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية

الإخوة والأخوات الأعزاء أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، ومؤتمرها العام السابع، وجميع قياداتها وكوادرها … حفظهم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

فإن مؤتمركم الكريم ينعقد في ظروف معقدة واستثنائية، لها انعكاساتها على قضيتنا الفلسطينية وعلى الواقع الإقليمي من حولنا، مما يضاعف من مسؤولياتنا الوطنية جميعا، ويزيد من حجم المسؤولية عليكم تجاه حركتكم وشعبكم وشركائكم في الوطن، وأنتم تتداولون في جدول أعمالكم، وترسمون مواقفكم وسياساتكم.

وإني إذ أخاطبكم بهذه الكلمات، فمن منطلق أننا شركاء في الوطن والقضية والنضال والقرار، ونحن في حركة حماس جاهزون لكل مقتضيات هذه الشراكة معكم في فتح ومع جميع الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية، وذلك لمصلحة شعبنا وقضيتنا، ولصالح نضالنا ومعركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي.

ومن هنا، فإننا نتمنى لكم النجاح والتوفيق في أعمال مؤتمركم، والوصول إلى نتائج إيجابية ومخرجات سديدة، بما يعزز صفكم ووحدتكم الداخلية أولا، ويجدد -ثانيا- أداء الحركة وبرنامجها النضالي الذي عرف عنها وامتازت به منذ كانت الثورة الفلسطينية المعاصرة التي كان على رأسها القائد الشهيد ياسر عرفات رحمه الله، ويرسخ -ثالثا- مناخ الوحدة وروح الشراكة الوطنية التي تساعد على سرعة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، وترتيب بيتنا الفلسطيني وبناء مؤسساتنا الوطنية،… ثم أخيرا، بما يمكننا من العمل معا وبجميع طاقة شعبنا العظيم وقواه ومكوناته في الداخل والخارج، في مقاومة الاحتلال والاستيطان والتهويد، ومواجهة عدوانه وجرائمه، وكسر حصاره لغزة، وذلك وفق برنامج نضالي وسياسي وطني مشترك نتوافق عليه؛ يضاعف قوتنا ومقاومتنا، ويجسد وحدتنا وشراكتنا، ويحمي قرارنا الفلسطيني المستقل، ويقربنا بإذن الله إلى لحظة النصر والتحرير والعودة، واستعادة القدس والأقصى وجميع مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وإنجاز مشروعنا الوطني، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى أرضهم، وإعادة الحرية لأسرانا وأسيراتنا البواسل جميعا.

من البداهة والمنطق الطبيعي والوطني أن يحرص أبناء الشعب الواحد، والقضية الواحدة، على بعضهم البعض، وعلى نجاح المجموع الوطني، فإن كل إنجاز ونجاح لفصيل هو إنجاز ونجاح لبقية الفصائل والقوى، ورصيد متراكم لأصل الموضوع وهو الشعب والقضية،… فكيف حين يمر شعبنا وقضيتنا بهذه الظروف الخطيرة وغير المسبوقة!! فإن هذا الحرص المتبادل يصبح من الضرورات والمسائل المصيرية التي لا يجوز التفريط فيها، مهما كانت الظروف والمبررات أو الخلافات والتباينات، .. فالوطن أكبر منا ويكبر بنا، والقضية تحتاجنا جميعا، وتنتصر بوحدتنا وشراكتنا، وباجتماع جهودنا وجهادنا.

وهذه الكلمات التي أكتبها لكم، ما هي إلا تعبير نابع من قلبي وعقلي عن هذه الرؤية والقناعات التي أؤمن بها وإخواني، أحببت أن أتبادلها معكم في مؤتمركم الكريم، متمنيا لكم كل نجاح وتوفيق.

الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والعز لأبطال المقاومة، والنصر لشعبنا وأمتنا، وستظل القدس رمز قضيتنا العادلة، وعاصمة دولتنا الحرة المستقلة بإذن الله.. وفقكم الله جميعاً، وسدد خطاكم لكل خير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم خالد مشعل
رئيس المكتب السياسي

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات