الأربعاء 08/مايو/2024

قفص العار.. 45 دقيقة في غرف العصافير

يروي أسير فلسطيني أحرق حافلة “إسرائيلية” عام 1999م، بأنه سرد تفاصيل عمليته لـ “مناضلين في إحدى غرف الأسر” وبعدها بثلاثة أيام، نقل إلى محكمة “إسرائيلية” أصدرت عليه حكماً بالسجن لثلاث سنوات، ليكتشف بعد فوات الأوان، أنه كان في “غرفة عصافير”.

يقول: “كان عمري حينها (18 عاماً) واعتقلت من جيش الاحتلال بتهمة إحراق حافلة إسرائيلية، وخضعت للتحقيق لدى المخابرات لكنني لم أعترف بشيء”، ويضيف “بعد ثلاثة أيام من التحقيق نقلت إلى غرفة فيها معتقلون فلسطينيون، منهم من أطلق لحيته، ومنهم من يؤدي الصلاة في مواعيدها”.

وتابع: “بعد ساعات من دخولي الغرفة، بدأ البعض بالحديث معي والتعرف إلي، منهم مَنْ أخبرني بأنه أطلق النار تجاه أهداف إسرائيلية، وآخر قال إن أخاه شهيد، لدرجة أنني اعتقدت أني في غرفة ثوار”، ويؤكد الأسير، أنه “بعد هذه المعاملة وما سمعه عن بطولاتهم ضد الاحتلال لم يكن أمامي سوى أن أخبرهم بما فعلت، ورويت لهم كيف أحرقت أنا وصديقي حافلة إسرائيلية”.

“قفص العار”

“لتلافي ما سلف وللقضاء على ظاهرة غرفة العصافير”، كان “قفص العار”.. فيلم يسرد في دقائقه الـ(45) أخطر ظاهرة يمكن أن يواجهها الأسير الفلسطيني في المعتقل، (يصمد أمام جلاوزة المحققين، ليقدم كل ما لديه على طبق من ذهب في “غرفة العصافير”)، أبطاله أسرى محررون، اختزلوا خبراتهم في مراكز التحقيق وغرف الأسر بمشاهد درامية توعوية. 

تبدأ مجريات “الفيلم” عبر الحديث مباشرة عن مرحلة ما قبل الانتقال لـ “قفص العار”، حيث يُهيأ المعتقل نفسيا من المحققين لتلك المرحلة، ابتداءً بالضغط النفسي المحكم الذي يوضع على المعتقل، وصولا لتهيئة الإجراءات الشكلية التي تبدو في ظاهرها قانونية ليشعر المعتقل بأنه سينقل لأحد السجون التي يتواجد فيها الأسرى الفلسطينيون.

ويحكي الفيلم الذي أخرجه عمار التلاوي، رحلة التحقيق و”العصافير” التي يمر بها المعتقل، عبر مجموعة من الأسرى المحررين الذين عايشوا هذه التجربة بتفاصيل مختلفة، (أيمن المدبوح، ومحمد الديراوي، وطارق أبو شلوف، ومخلص برغال، ووليد الزير).

ومن اللافت للنظر خلال مجريات الفيلم، حديث بعض ممن عملوا مسبقا كـ”عصافير” (عملاء) ضد المعتقلين، ليرووا آلية تعاملهم والدور الذي يمارسونه ضد المعتقلين.

كما تحدث خلال الفيلم كل من: الخبير الأمني كمال تربان، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، والأسير المحرر وليد الهودلي صاحب رواية “ستائر العتمة” التي يتحدث فيها عن تجربة التحقيق، وتطرق هؤلاء إلى الثغرات والمطبات الأمنية التي يقع فيها المعتقلون أثناء فترة التحقيق، وقدموا بعض الإرشادات الضرورية والتي تعد أساسًا لكل معتقل حين يتعرض لتجربة العصافير تحديدًا.

الأول من نوعه

“قفص العار”، يعدّ الأول من نوعه الذي يتحدث عن تجربة “غرف العصافير”، ويتميز الفيلم  بأنه قدم محتوى متكاملا يشكل مرجعًا لمن لم يجرب الاعتقال أو التحقيق عند الاحتلال، ويريد معرفة ماهية الظروف التي يمر بها الأسير خلال التحقيق”.

ويقول التلاوي، إن الفيلم  يحوي عددًا من المشاهد التمثيلية التي تحاكي الواقع، مثلت في غرف تبدو مشابهة تمامًا لما يلاقيه الأسير خلال فترة التحقيق معه وفي غرف العصافير، فضلًا عن الأجواء التي يعيشها في الزنازين.

ويأتي هذا الإنتاج، بحسب المخرج “التلاوي”، “بهدف التوعية والإرشاد، والتحذير من الوقوع في هفوات أمنية من شأنها أن تضر في المقام الأول بأمن المعتقل نفسه، فضلًا عن الضرر الذي قد يترتب عليها والذي قد يصيب المقاومة والمقاومين في مقتل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات