الإثنين 17/يونيو/2024

كيف سيتعامل ترامب مع القضية الفلسطينية؟

إبراهيم المدهون

سيختلف ترامب صاحب الدعاية الفجة الصاخبة الوحشية عن ترامب رئيس البيت الأبيض، وسيختلف كلامه وتوجهاته وهو يرى الصورة من بعيد عن ترامب الذي سيشكل الصورة وسيساعد في تشكيلها، لهذا لا نعتمد كثيرًا على جنونه الواضح أن يستمر، إلا أنه سيبقى ترامب المثير للجدل، وسيختلف كثيرا بطريقته وأسلوبه الإعلامي والإخراجي عن أوباما.

سياسات أمريكا الخارجية الاستراتيجية لا تتغير، وأهمها دعم “إسرائيل” والحفاظ على أمنها، ولكن ترامب سيغير بالتفاصيل وسيمنح الاحتلال مساحات أوسع في التحرك، ولن يقف عقبة أمام سياسات “إسرائيل” في المنطقة، وسيتشارك كثيرا مع ليبرمان المتطرف في رؤيته التي تقوم على إما أسود أو أبيض، ولهذا وجود ترامب قد يؤهل ليبرمان للحكم.

سيميل ترامب لفكرة التخلص من أبو مازن، وقد يدعم النائب دحلان بخلاف أوباما الذي تجاهل ولم يدع إرادة الرباعية العربية، وفضل بقاء استقرار الضفة على التغير والمجازفة بفرض شخصية جدلية كالنائب دحلان، ولهذا هناك ارتباك حقيقي في المقاطعة من هذا الفوز المفاجئ لمعرفتهم أن سيناريو عرفات قد يتشجع له ترامب وليبرمان أكثر من نتنياهو وأوباما.

سيهمل ترامب قطاع غزة ما لم تهتم به “إسرائيل”، وسيدعم الاحتلال في أي سياسة أو خطوة، وفي حال نشبت مواجهة سيجد الجيش الإسرائيلي نفسه مطلق اليدين ولا يوجد تدخلات أمريكية واضحة ومعقدة لعملياته الوحشية، وسيأخذ مساحة أوسع في العنف والقتل، وفي المقابل إن أقر الاحتلال تسهيلات جزئية أو واسعة تجاه قطاع غزة لن تمانع إدارة ترامب حبًّا أو تقديرا لمشاعر السلطة والرئيس عباس، وهذا ما كان يضعه في الحسبان الرئيس أوباما.

سينظر ترامب لعملية السلام بمنظور إسرائيلي متطرف، وسيعتبر أن الأمن أولا، وأن هذه العملية فقط لضمان استمرار التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وحفظ أمن  المستوطنين، وينظر ترامب للسلطة أنها كيان أمني وظيفي، ولهذا سيتشدد جدا أمام مطالب الرئيس عباس، وقد تُعاقب السلطة بغلظة إن فكرت في التمدد في المؤسسات الدولية أو استثمار وجودها بما يغيظ “إسرائيل”؛ فترامب لن يدعم أي تطور لكيانية السلطة من نظام أمني لكيان سياسي يكون مقدمة لدولة، فلن تهتم الإدارة الأمريكية الجديدة بمشروع حل الدولتين، ولن تبذل أي مجهود لإنجاحه.

البيئة العربية والإقليمية مؤهلة كثيرا لاتخاذ خطوة ترامب القوية والصاخبة بنقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس، ولهذا رغم من أخلفوا بوعودهم السابقة، ترامب مؤهل جدا أن يفعلها ويقفز بها للأمام، إلا أنه قد يؤخرها لنهاية دورته الأولى لتكون سلم تعزيز له في المرة القادمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...