السبت 27/أبريل/2024

العونة.. مشهد تكافلي في موسم قطف الزيتون

العونة.. مشهد تكافلي في موسم قطف الزيتون

كثيرة هي مشاهد وطقوس موسم قطف الزيتون في المجتمع الفلسطيني ومظاهره التي تعبر عن أصله وحجم تكافله الاجتماعي، أسوة بغيرها من المناسبات الاجتماعية الأخرى من أفراح وأحزان.

وتعدّ العونة كما تعرف في قاموس المزارع الفلسطيني، والعمل التطوعي في منظور علماء التربية الحديثة مشهداً من مشاهد موسم قطف الزيتون؛ حيث يتنافس الجميع في تقديم يعد العون والمساعدة للآخرين في قطف الزيتون من باب مساعدتهم  والتخفيف عنهم.

وينشط هذا العمل التطوعي خاصة لدى العائلات التي تمتلك أراضي زراعية كثيرة أو أصحاب الأراضي الذين يعانون الويلات نتيجة وجود أراضيهم بالقرب من المستوطنات والطرق الالتفافية.

الحاج أبو محمد الفوريكي من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، يرى بأن “العونة” متجذرة في عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، وبدأت منذ عقود.

 ويضيف خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه “منذ أن كنا صغارا وجدنا أنفسنا في كل موسم من مواسم الخير ولاسيما موسم الزيتون نساعد بعضنا؛ فما أن تنهي العائلة ما لديها من أراض زراعية وأشجار حتى ننتقل إلى مساعدة آخرين”.

مستقبل العونة
وكانت العونة لا تقتصر على الأقارب فقط؛ بل إنها كانت تقوم على مساعدة أي شخص يحتاج إلى مساعدة من أهالي البلدة وإن لم يكن من العائلة والأصدقاء”، بحسب الفوريكي.

أما الحاج فريد جبور، من بلدة سالم، يقول: “العونة بمفهومها الأول تراجع كثيرا، وبات يقتصر اليوم على مساعدة أفراد العائلة الواحدة أو الأصدقاء، وليس أهل البلدة ككل كما هو الحال في الماضي”.

ويرى جبور بأن العونة الآن ورغم تراجعها إلا أنها تعبر عن شكل من أشكال التفاعل، وتسهم في تعزيز  التعاون  والمحبة والشعور بالآخرين.

ويشير إلى أن أغلب العائلات اليوم تسارع إلى مساعدة أصحاب الأراضي القريبة من المستوطنات؛ في محاولة لدرء الاعتداءات والدفاع عنهم في حال قرر أي من المستوطنين أو جنود الاحتلال التعرض لهم.

الباحث الاجتماعي عبد السلام عواد يرى بأن ظاهرة العونة من العادات الاجتماعية الطيبة التي كانت منتشرة قديما عند آبائنا وأجدادنا، ولا يزال بعضٌ منها موجود لغاية الآن، “وهذه العادة لا شك أن لها أساسًا في ديننا الإسلامي الحنيف وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.

وأردف خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كانت العونة قديما منتشرة بشكل كبير جدا في كل تفاصيل الحياة اليومية لاسيما في المواسم الزراعية خاصة موسمي الزيتون والحصاد، وتعدّ من أكبر مدعمات العلاقات الاجتماعية وتقويتها بين الناس”.

وتابع: “قديما كان المزارع والفلاح يحتاج وقتًا كبيرًا لإنجاز عمله بالأرض، إذ كان لديه كميات كبيرة من الأرض يفلحها ويزرعها، وبعد مجيء الاحتلال قلّت كمية الأراضي بسبب مصادرة الاحتلال مساحات كبيرة منها وتحديدا المزروعة، وبالتالي خفت وتراجعت عادة العونة؛ لأن أغلب المزارعين صار ينجز عمله بالوقت المناسب، وإن بقي عدد لا بأس به من المزارعين يحتاج لمثل هذه العادة”.

وعدا عن الدور والأهمية الاجتماعية لظاهرة العونة فإن هناك رسالة تحدٍّ للاحتلال كما يقول عواد، فالعونة تجعل الاحتلال وقطعان مستوطنيه يحسبون ألف حساب قبل الاعتداء على المزارعين أثناء عملهم أو عندما يفكرون في مصادرة أو سرقة الأرض لبناء المستوطنات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...