الثلاثاء 07/مايو/2024

عين بيت الماء.. مخيم اللجوء الأول

عين بيت الماء.. مخيم اللجوء الأول

بين حين وآخر، يتصدر اسم مخيم العين واجهة الأحداث وعناوين الأخبار بعد كل مواجهة مع الاحتلال الصهيوني، أو صدام مع أجهزة السلطة، وهو ما يدعونا للتساؤل عن موقع المخيم وتاريخه وحاضره.

يعرف المخيم رسمياً في سجلات وكالة الغوث الدولية “أونروا” باسم مخيم رقم (1)، ويعرفه سكانه باسم “مخيم عين بيت الماء”، واختصارا باسم “مخيم العين”.

المخيم الأول
يعد مخيم العين أول مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن هنا أخذ الرقم (1)، فقد أنشئ عام 1948 على أرض استأجرتها “أونروا” تقع داخل حدود مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ويقع إلى الشمال الغربي للمدينة على سفح جبل عيبال.

واكتسب المخيم اسم “عين بيت الماء” من عين ماء تقع إلى الغرب من المخيم، وينحدر معظم سكان المخيم من قرى عكا وحيفا ويافا واللد، وأقيم على مساحة 45 دونماً تقريباً، تشمل مقبرة ومسجدا وعيادة صحية وإدارة المخيم التابعة لوكالة الغوث.

بلغ عدد سكان المخيم عند إنشائه حوالي 2000 نسمة، عاشوا حياة قاسية في خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، حتى عام 1958 عندما بدأت وكالة الغوث ببناء وحدات سكنية بمساحة (9) أمتار مربعة للوحدة الواحدة، بالإضافة لمراحيض عامة مقامة على أطراف المخيم.

وبقي السكان على هذا الحال وعددهم يزداد في نفس المساحة، حتى عام 1976 عندما سمحت وكالة الغوث بالتوسع العمودي، وذلك بهدم الوحدات السكنية القديمة وبنائها على ثلاث طبقات لمن يستطيع، وعلى حسابه الخاص.

معاناة متواصلة
وكغيره من مخيمات اللجوء، يعاني مخيم العين من العديد من المشاكل، أهمها الاكتظاظ وعدم القدرة على التوسع العمراني، وارتفاع نسب البطالة والفقر المدقع.

ويعاني السكان من أزمة سكانية خانقة بسبب ضيق مساحة المخيم وازدياد عدد السكان فيه، وبحسب مسؤول اللجنة الاجتماعية في لجنة خدمات المخيم محمود ذياب، يبلغ عدد سكان المخيم حالياً أكثر من 7500 نسمة، يسكنون في نفس المساحة.

ويقول ذياب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، إن المخيم يعاني من الاكتظاظ الشديد، بحيث لا يفصل بين المسكن والآخر بالمتوسط سوى 20 سنتيمترا، كما أن شوارعه ضيقة، لدرجة أن جثامين الموتى تنقل في العادة من خلال شبابيك المنازل للوصول إلى الشارع الرئيس.

ويوجد في المخيم مدرستان، واحدة للذكور وأخرى للإناث، ومركز صحي تابع لـ”أونروا”، كما يوجد فيه مركز لتأهيل ذوي الإعاقة، ومركز خاص بالمسنين، ومركز نسوي، ومركز للشباب، وروضة أطفال.

ورغم ظروف الحياة القاسية التي يعيشها المخيم، إلا أنه يعدّ من أكثر المخيمات في تخريج فئة من الشباب المثقف وعلى درجة كبيرة من الثقافة والوعي في المجالات والتخصصات كافة.

ونظرا لدوره في مسيرة المقاومة، دفع المخيم ثمنا باهظا من دماء أبنائه وحرياتهم، وقدّم كوكبة كبيرة من الشهداء والجرحى والأسرى خلال سنوات الانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى.

وتعرض المخيم للعديد من الاجتياحات، كان من أعنفها اجتياح عام 2007 والذي خلّف شهيدين وعددًا من الجرحى ودمارًا كبيرًا بالمنازل والبنية التحتية، بالإضافة لاعتقال عدد من المقاومين.

كما خرّج المخيم العديد من القادة في المجال السياسي والعسكري والدعوي، لعل أبرزهم الشهيد القائد جمال سليم، والنائب الشيخ أحمد الحاج علي، والداعية الدكتور أحمد نوفل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات