الأربعاء 08/مايو/2024

بـالعسكرة.. الاحتلال يدمر اقتصاد شارع الواد

بـالعسكرة.. الاحتلال يدمر اقتصاد شارع الواد

هناك في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث عراقة التاريخ وأصالته، تتوالى حلقات الإرهاب والتهويد الصهيوني، وتنتهج سلطات الاحتلال في الشارع مسلسل العسكرة والتهويد، عن طريق نشر الدوريات المحمولة والراجلة لترحيل التجار من محالهم.

قوات الاحتلال الصهيوني، تنتشر بشكل يومي وعلى مدار الساعة في السوق، ما يؤثر على الحركة التجارية بشكل سلبي، إضافة للمضايقات التي يتعرض لها المارة والتجار والمتسوقون.

العسكرة
العسكرة التي صبغ بها الاحتلال الشارع، أدت لتردي الأوضاع التجارية في شارع الواد، وكذلك أدت لإغلاق عديد التجار محالهم ومصالحهم.

فقد اضطر التاجر خالد تفاحة إلى إغلاق محله الخاص ببيع التحف، في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد تراكم الضرائب عليه وعدم قدرته على تسديدها، يقول: “غياب القوة الشرائية دفعني لعدم شرائع بضائع جديدة، وأصبح المحل فارغا”، مضيفا أن الحل الوحيد الذي كان أمامه هو إغلاق المحل.

وأشار في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنه سيتوجه لسلطات الضريبة التابعة للاحتلال، وإبلاغها أنه قرر إغلاق محله، والتوجه إلى العمل كسائق أجرة.

ويرى أن وجود البؤر الاستيطانية في شارع الواد يساهم في تضرر الأوضاع الاقتصادية، “فالسائح عندما يصل إلى البلدة القديمة ويشاهد قوات الاحتلال والمستوطنين، وهم يتجولون بأسلحتهم، يشعر بالخوف ويغادر مسرعا ولا يفكر بالعودة إليها مطلقا”.

ويقول: “انتشار الدوريات في البلدة القديمة يسبب الرعب لدى السواح، بيد أن هذا المشهد غير موجود في غرب القدس”.

كما يتعمد السياح الصهاينة في المنطقة، نشر أفكار غريبة لدى السياح الأجانب، تجعلهم يعزفون عن التسوق من الأسواق العربية، ما يؤدي إلى تدهور الوضع التجاري، وفق تفاحة.

استفزازت الاحتلال
أما التاجر عصام الزغير يشتكي من قلة الحركة التجارية في شارع الواد، ويقول: “منذ الصباح وحتى الظهيرة لم يتردد على الشارع سوى كبار السن، والذين يتعرضون لاستفزازت سلطات الاحتلال”.

ويضيف في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه لم يبع طوال اليوم سوى بـ50 شيقلا، واصفا الوضع الاقتصادي بالمأساوي.

وأوضح أنه تعرض لمخالفة من طواقم بلدية لاحتلال، لمجرد عرضه أمام محله لوحة قبة الصخرة ترحب بقدوم الحجاج، وكانت قيمة الضريبة ما يقارب 500 شيقل، بحجة مخالفة القانون.

وأشار إلى أن وسائل الاحتلال التي تستخدم بحق المقدسيين تهدف لتهجيرهم، من بينها المسيرات التي ينظمها المستوطنون دوريا، وتهجمهم على المواطنين بحماية شرطة الاحتلال.

أما المتطوع في مكتبة الصداقات في نهاية شارع الواد، خضر أبو هدوان يقول: “للأسف يعاني شارع الواد من قلة الوافدين عليه، إذ بات فارغا من المارة، والوضع في تراجع دائم”، يتابع: “معدل بيعي اليومي هو 30 شيقلا فقط”.

ودعا أبو هدوان أهالي مدينة القدس إلى التوافد على شارع الواد، الذي يعد مصدر دخل لكثير من التجار المقدسيين، والذين باتوا مهددين بفقدان مصدر رزقهم.

ويمتد شارع الواد بين باب العامود في شمال المدينة وحتى حارة الواد بالقرب من حائط البراق جنوبها، ويعد هذا السوق من أهم أسواق البلدة القديمة، وقد كانت في ما مضى غورا عميقا وملتقى سفحين، ثم ردمت وملئت بالصخور والتراب.

وكانت سوق طريق الواد قبل عدة عقود إلى جانب سوق المصرارة المكان الرئيس لتجّار القمح والشعير والطحين والأرز والعدس والأعلاف، وهي السوق التي كانت تتوزّع فيها المقاهي العديدة، أما اليوم فتنتشر محلات الحرفيات والملابس على جانبي الطريق.

وتتقاطع مع هذه السوق، طريق الآلام التي قيل إن السيد المسيح مشى فيها قبل أكثر من ألفي عام، بل تندمج الطريقان معًا مسافة تزيد عن مائتي متر، ما يجعل هذا المقطع من السوق شديد الحيوية، حيث تجتازه جموع المسلمين الذاهبين إلى الصلاة في المسجد الأقصى أو الخارجين من الصلاة. وتدخل هذه السوق يوميًّا أعداد غير قليلة من المستوطنين الذاهبين لحائط البراق بحماية من شرطة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات