الجمعة 26/أبريل/2024

خبراء يدعون لاستراتيجية وطنية لمواجهة تهويد القدس

خبراء يدعون لاستراتيجية وطنية لمواجهة تهويد القدس

دعا مسؤولون وخبراء لإعادة القدس لمحور الاستراتيجية الفلسطينية، ومواجهة سياسة التهويد الصهيونية ميدانيًّا وسياسًّا، وإعلاميًّا، مطالبين بالتعامل مع الاحتلال “الإسرائيلي” كعدو وليس شريكًا، وتأمين مظلة سياسية حامية للانتفاضة، بالإضافة للحماية الميدانية الشعبية، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.

جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة القدس الدولية في العاصمة اللبنانية بيروت، بعنوان “تهويد القدس وآليات المواجهة السياسية والإعلامية”، الأربعاء (26-10)، بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين والشخصيات السياسية والإعلامية من دول عدة.

وانقسمت الورشة، التي أعلنت المؤسسة اختتامها اليوم الجمعة، إلى ثلاث جلسات متتالية قدم خلالها الباحثون 11 ورقة بحثية تعالج قضية تهويد القدس وسبل مواجهته سياسيًّا وإعلاميًّا.

الجلسة الأولى
وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان “القدس في السياسة الإسرائيلية والإعلام العربي والإسرائيلي”، ترأسها النائب السابق الدكتور زهير العبيدي، وقدّم فيها الخبير في الشؤون “الإسرائيلية” د.عباس إسماعيل ورقة بعنوان “الرؤية السياسية الإسرائيلية تجاه القدس”؛ تناول فيها مواقف الأحزاب الإسرائيلية من القدس واتجاهات الرأي العام “الإسرائيلي” في ضوء انتفاضة القدس.

رأفت مرة

كما قدّم الأستاذ هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، ورقة بعنوان “مخططات الاحتلال لتهويد القدس” تحدّث فيها عن مسارات تهويد القدس واستراتيجية الاحتلال لجعل القدس عاصمة موحّدة وأبدية ويهودية المعالم والسكان.

أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان “التعاطي الإعلامي مع القدس إسرائيليًّا وعربيًّا”، عرض فيها الكاتب والمسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان رأفت مرة ركائز الإعلام “الإسرائيلي” المتميز، مقابل الإعلام العربي الضعيف في التعامل مع قضية القدس.

وشدّد على أهمية الإعلام البديل في نقل صورة القدس للعالم وزيادة التعاطف العربي والدولي مع قضية القدس وأهلها، وخلص إلى ضرورة محاولة التأثير في أصحاب القرار السياسي والإعلامي العربي.

الجلسة الثانية
وكانت الجلسة الثانية بعنوان “المواقف السياسية تجاه القدس” ترأسها الوزير السابق الدكتور طراد حمادة، وتضمنت أربع أوراق.

قدّم الورقة الأولى مدير مركز “مسارات” هاني المصري، تحت عنوان “إشكالية الموقف الفلسطيني تجاه القدس”، استعرض فيها حال المقدسيين ومعاناتهم وتغيّر الموقف الفلسطيني الذي أضعف صمودهم وزاد من شراسة الاحتلال “الإسرائيلي” في استهدافهم واقتلاعهم من أرضهم.

هاني المصري

ودعت الورقة لتحمّل الكل الفلسطيني مسؤولية معالجة قضية القدس.

وقدم الورقة الثانية، زياد ابحيص المتخصص في الشأن المقدسي؛ تناول فيها إشكالية تعريف مدينة القدس حيث لا يوجد تعريف واضح للنطاق الجغرافي المقصود بالقدس كمدينة رغم الاتفاق الضمني على القدس كرمزٍ ديني وحضاري على المستويين الإسلامي والعربي، ثم عرّج على غياب استراتيجية الصمود ومواجهة التهويد رغم ما أثبته هذا الصمود من جدارةٍ ومن جدوى في تعطيل أهداف التهويد في المدينة.

وفي الورقة الثالثة، التي قدّمها المحلل السياسي د.رياض حمودة ياسين، بعنوان “الدور الأردني: الواقع وآفاق التغيير”، تناول الدور التاريخي للأردن في الدفاع عن المقدسات في القدس ونقاط القوة والضعف فيه.

وناقش فكرة الوضع القائم تاريخيًّا وسياسيًّا وقانونيًّا من خلال رؤية شاملة لتحولات المشهد السياسي الإقليمي والدولي.

أما الورقة الرابعة، فقدمها الباحث في الشأن الفلسطيني ربيع الدنان، بعنوان “تطور الموقف الدولي تجاه القدس”؛ عرض خلالها المواقف الدولية بشأن القدس لاسيما الموقف الأمريكي والأوروبي.

واستعرض أبرز القرارات التي تدين الاحتلال “الإسرائيلي” وانتهاكاته بحق القدس، مؤكدًا أهمية قرارات الأمم المتحدة رغم عجز تلك المنظمة الدولية عن تنفيذ قراراتها، لكنها تعدّ مرجعًا قانونيًّا يُعْتد به عند الاحتكام للشرعية الدولية.

الجلسة الثالثة
وترأس الجلسة الثالثة والأخيرة، المدير العام لقناة “فلسطين اليوم”، الدكتور أنور أبو طه وجاءت بعنوان “مركزية القدس واستراتيجية المواجهة”، وقُدمت خلالها أربع أوراقٍ.

حسام شاكر

وكانت الورقة الأولى بعنوان “القدس في الهبات والانتفاضات الفلسطينية: خلفيات الحضور وآليات الاستثمار”، أعدها الباحث في الشؤون “الإسرائيلية” عليّان الهندي، موضحًا الأهداف “الإسرائيلية” في القدس، من إقامة القدس الكبرى وتقسيم الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا وتهجير المقدسيين وتفريغ المدينة وإيجاد أغلبية يهودية في المدينة تصل إلى 80% بحلول عام 2028.

وأعد الورقة الثانية، أستاذ العلوم السياسية د.أحمد سعيد نوفل، بعنوان “مستقبل القدس في ظل الواقع والمواقف” أشار فيها إلى التهويد المادي والقانوني والإداري بالإضافة للتهويد الثقافي، محذرًا من إمكانية نجاح الاحتلال في تهويد القدس بالكامل في حال لم تتضافر الجهود العربية والإسلامية والفلسطينية للتصدي للاحتلال.

في حين قدم الورقة الثالثة، المستشار في الشؤون الإعلامية والأوروبية، حسام شاكر بعنوان “آفاق تطوير العمل الإعلامي للقدس”، أوضح فيها ضرورة توفير سمات معينة من أجل التطوير الإعلامي، الفعال أهمها: تحقيق المعايشة، وإعادة صياغة موجات التأثير، وتطوير الوعي بالجوانب المنسية والتثبيت الإعلامي للمقدسيين.

أما الورقة الرابعة والأخيرة كانت بعنوان “نحو خيارات سياسية تتمسك بالقدس”، أعدها القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان، مروان عبد العال، دعا فيها إلى الخروج من إطار الانتظار والمراقبة إلى الانصهار في الفعل الشعبي والعمل الجماعي.

وقدم اقتراحات لإعادة القدس لمحور الاستراتيجية الفلسطينية، أهمها وضع استراتيجية للعمل الفلسطيني في القدس، والتأكيد أن الاحتلال “الإسرائيلي” عدو وليس شريكًا، وتأمين مظلة سياسية حامية للانتفاضة، بالإضافة للحماية الميدانية الشعبية، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات