الإثنين 06/مايو/2024

مستقبل انتفاضة القدس

رأفت مرة/ كاتب فلسطيني

نجحت انتفاضة القدس التي انطلقت في الأول من شهر أكتوبر/تشرين أول 2015 في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، ضد الاقتحامات الصهيونية المتلاحقة، وفي تثبيت مشروع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث نجح الفلسطينيون في تنفيذ عشرات عمليات إطلاق النار والطعن والدهس، فأوقعوا 40 قتيلاً إسرائيلياً، وأكثر من 400 جريح.

وساهمت انتفاضة القدس في رفع الروح المعنوية لدى الفلسطينيين، وفي إعادة الفاعلية للمواجهات مع الاحتلال، وفي تسليط الضوء على قضية الاقتحامات الصهيونية المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، وساهمت في إعادة إظهار المخاوف الإسرائيلية من الانتفاضة، من خلال اعتراف سياسيين ومحللين صهاينة بضعف قدرة الاحتلال على كسر إرادة الفلسطينيين أو على وقف الانتفاضة. وجاء هذا الاعتراف صحيحاً، إذ وعلى الرغم من تراجع فاعلية الانتفاضة في الأشهر الماضية، إلا أنها عادت لمستوى جيد من الفاعلية في الأسابيع الأخيرة.

خلال العام الماضي، عانت الانتفاضة من: عدم توافر قيادة سياسية مشتركة تدعم أهدافها، استمرار ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لشباب الانتفاضة، ممارسة ضغوط أمنية وسياسية واجتماعية على المشاركين في الانتفاضة، ارتفاع مستوى التهديدات الإسرائيلية واتساع دائرة الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين، مثل عمليات هدم المنازل والاعتقال وطرد العائلات.

لذلك فإن الانتفاضة بحاجة إلى توفير مناخات سياسية وشعبية واجتماعية داعمة تضمن استمرارها وتساعدها في تحقيق أهدافها.

وأهم الخطوات التي يمكن أن تدعم الانتفاضة هي:
1- توفير غطاء سياسي فلسطيني مشترك، يدعم الأهداف التي انطلقت من أجلها، ويوفر لها مناخاً وطنياً إيجابياً يوازي حجم التضحيات.
2- وقف كل أعمال التنسيق الأمني للسلطة مع الكيان الصهيوني، والتي أدت إلى ملاحقة المقاومين واعتقالهم واغتيالهم.
3- وقف كل أشكال الضغط والتهديد التي تمارس بحق شباب الانتفاضة وأهلهم ومجتمعهم، مثل التهديدات التي تطال الجامعات ووسائل الإعلام.
4- إيجاد دعم إعلامي قوي للانتفاضة، في وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة.
5- توفير المستلزمات المالية اللازمة لدعم صمود الفلسطينيين في القدس، ودعم الأسرى والجرحى والمرابطين، الذين سجلوا إنجازات ميدانية مهمة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.

تحمل انتفاضة القدس في عمقها عوامل نجاحها واستمرارها، فهي تعبر عن إرادة فلسطينية جامعة، وهي تتميز بإطلاقها بصورة فردية عامة، تستخدم أدوات وأساليب تقليدية للمقاومة، تعتمد على عنصر المفاجأة، وترتبط بفكرة المقاومة الشعبية التي لا يمكن قمعها، وتتوزع على المدن والشرائح الاجتماعية والشباب والشابات والنساء، وبالتالي فهي ظاهرة سياسية واجتماعية مقاومة.

من الناحية الوطنية، على القوى السياسية الفلسطينية استثمار التضحيات المهمة التي قدمها الفلسطينيون في العام الماضي، وأدت إلى استشهاد 250 فلسطينياً وجرح واعتقال المئات، خاصة وأن عمليات المواجهة مع الاحتلال شملت في الأسابيع الأولى للانتفاضة أكثر من 70 نقطة.

رغم كل نقاط القوة والضعف في انتفاضة القدس، تبقى الانتفاضة مرحلة مهمة من مراحل الكفاح الفلسطيني ضد الكيان، وهي استمرار لكل الثورات والانتفاضات السابقة، وقد نجحت في إقامة حاجز قوي أمام الإسرائيليين يحدّ من الاعتداءات والاقتحامات المتواصلة على المسجد الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن طيران الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات على عدة بلدات جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي. وقالت "الوكالة...