الخميس 09/مايو/2024

أنفاق المقاومة.. مواجهة مغلفة بالرعب

أنفاق المقاومة.. مواجهة مغلفة بالرعب

مسلسل استخلاص العبر من الحرب ضد المقاومة في غزة لم ينته بعد، وفي كل مرة يحاول الاحتلال إيجاد وسيلة جديدة للقضاء على سلاح الأنفاق يصل إلى طريق مسدود، ما جعله مجبرًا على مواجهة رجال المقاومة وجهًا لوجه داخل هذه الأنفاق.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية حول استعداد جيش الاحتلال لمواجهة أنفاق المقاومة، من خلال ما كتبه المحلل العسكري عاموس هرئيل تحت عنوان “الاستعداد يبدأ من الأسفل”.

مغامرة واجبة
المحلل العسكري الصهيوني “هرئيل”، يصف التدريبات داخل الأنفاق في معسكر تدريب كتيبة الناحل في النقب، فيقول: “الجو حار مظلم خانق والأوكسجين قليل، الأمر الذي يسبب عدم القدرة على البقاء تحت الأرض لفترة طويلة.. الغبار والدخان يدخلان بين الفينة والأخرى من الخارج.. المناورة تتم في مكان ضيق؛ حيث تسير في الظلام الكامل تقريبًا.. الخوف هنا أكثر؛ حيث الأماكن المغلقة، بالإضافة لعدم القدرة على الرؤية أمامك، ومع ذلك فإن السير في النفق لا يحمل خطرًا حقيقيًّا لأن الحديث عن تدريب فقط”.

ويرى المحلل هذه المغامرة فرضًا على كل مقاتل في سلاح المشاة في الجيش “الإسرائيلي”، وفي الفرق العادية سيكون التدريب فوق الأرض، وذلك من أجل احتلال منطقة مكتظة بالمباني وفيها عامل تحت أرضي، وفي الوحدات الخاصة وسلاح الهندسة يتدربون أيضًا على الحرب داخل الأنفاق نفسها، رغم أن هذا السيناريو يمتنع عنه الجيش قدر الإمكان في الحرب الحقيقية، ففي الحالتين لا يمكن تجاهل الفجوة بين مستوى التدريب في علاج الأنفاق عشية الحرب الأخيرة على غزة في صيف 2014، وبين مستوى الاستثمار في ذلك اليوم، إنه فرق كبير مثل الفرق بين الأرض والسماء”، كما قال.

معركة مفتعلة
ويشير المحلل العسكري إلى أن النفق في معسكر الناحل في منطقة عراد تم افتتاحه في الأسبوع الماضي، في مراسيم تمت بحضور قائد المنطقة الجنوبية إيال زمير، “وقد استثمر الجيش نحو مليون شيكل في مركز التدريب الجديد الذي يشبه قرية صغيرة، فيها موقع عسكري للعدو، وقد بني على طريقة مواجهة حزب الله في جنوب لبنان وحماس في قطاع غزة، ويشمل الموقع عددا من المباني وغرفة للعمليات ومنصات صواريخ متحركة وصواريخ مضادة للدبابات، وتحت الأرض قرب المنازل يوجد نفق، وفي الموقع نفسه محظور إطلاق النيران الحية من أجل عدم المساس بالموقع، ولكن القادة يحاولون افتعال معركة حقيقية في منطقة معقدة فوق الأرض وتحتها”.

ويتابع هرئيل: أن “هذه الخطوة المكملة للجيش “الإسرائيلي” تتعلق بالجانب الهجومي، وتحديث الخطط العملياتية لمواجهة المناطق المكتظة والمعقدة؛ حيث يتم ذلك تحت الأرض في غزة ولبنان، ومضاعفة وحدة الهندسة للمهمات الخاصة، التي تختص بعلاج الأنفاق، وتدريب فرق الهندسة النظامية والاحتياط لمواجهة الأنفاق، فبعد حرب لبنان الثانية في العام 2006، كشفت عن مستوى التدريب المنخفض للوحدات المقاتلة، بدأ الجيش برئاسة رئيس هيئة الأركان الجديد في حينه، غابي اشكنازي، بعملية شاملة من أجل تحسين التدريب، ولكن الأمر الذي لم يفعله الجيش بشكل تام هو ملائمة التدريبات مع الواقع؛ حيث إن فرق سلاح المشاة استمرت في التركيز على الركض ذهابًا وإيابًا حتى الكثبان الرملية في إطار التدريب للحرب في أماكن مفتوحة، في ظل التدريبات الأكثر تعقيدًا.. تدربوا على الأمور الأكثر صعوبة”.

فهم متأخر
ويضيف: “على مدى عامين لم يتم استخدام النيران الحية في التدريبات في الأماكن المكتظة، لأن الجيش اهتم بتحصين مواقعه بعد قتل جندي جراء رصاصة اخترقت المبنى القديم أثناء تدريب غولاني، وتطلب الأمر بضع سنوات أخرى وحربًا أخرى في غزة لفهم ضرورة إحداث التغيير الشامل والفوري، ويعد التدريب في الأماكن المأهولة هو جزء من أسبوع الحرب الذي تتعلم فيه الفرق في مناطق حرب متغيرة؛ حيث ينام الجنود ساعات قليلة على مدى أسبوع الحرب، ولا يستطيعون التحدث بالهواتف المحمولة أو مع عائلاتهم في البيت، وهذا درس آخر تعلمه الجيش بشكل متأخر”.

ويرى المحلل هرئيل أنه “أثناء الحرب يتوقع أن تسعى حماس لاستدراج الجيش “الإسرائيلي” إلى عمق الأنفاق الدفاعية الخاصة بها؛ حيث يفقد الجيش هناك تفوقه النسبي، ومثلما قال الجنرال زمير في أكثر من مناسبة فإن هدف الجيش هو تحويل الأنفاق إلى أماكن لموت العدو، ولكن عمليات الاختطاف  داخل الأنفاق “جلعاد شليط في 2006″، وجثة الجندي “هدار غولدن في 2014″، تحتاج قدرة رد سريعة أيضًا تحت الأرض.. من هنا تأتي التدريبات للوحدات الخاصة مثل  كتيبة الكوماندو، وسلاح الهندسة والاستطلاع من كتائب سلاح المشاة وتقنية الحرب الملائمة”.

رهان خاسر
محرر الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” كتب معقبًا على كلام المحلل العسكري عاموس هرئيل بالقول: “إن سلاح الأنفاق الهجومية كبّد جيش الاحتلال أثمانًا باهظة، الأمر الذي دفع بالقيادة السياسية والأمنية لبذل كافة الإجراءات ودفع المبالغ الضخمة لمحاولة الكشف عن تلك الأنفاق وتدميرها، لكن شبح الأنفاق ما يزال ماثلاً وحاضرا حتى بعد كل الوسائل التي استخدمها الاحتلال، وفشل هذه الوسائل التكنولوجية أجبر الاحتلال على العودة للوسائل التقليدية”.

وأضاف المحلل أن التدريبات التي يقوم بها جيش الاحتلال بمحاكاة حرب مستقبلية تكون الأنفاق هي الوسيلة الرئيسية، يعد رهانًا خاسرًا بالفوز على المقاومة، وهذا واضح أيضًا من خلال حديث المحلل العسكري هرئيل؛ إذ إن جنود الاحتلال برغم تدريباتهم ووسائلهم القتالية الحديثة تعد الأنفاق  بالنسبة لهم رعبًا متجددًا يتفوق فيه صاحب الإرادة القتالية العالية؛ والتي تتميز بها المقاومة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...