عاجل

السبت 18/مايو/2024

شرق البريج .. ساحة المواجهة المشتعلة في انتفاضة القدس

شرق البريج .. ساحة المواجهة المشتعلة في انتفاضة القدس

حتى عامٍ مضى، كانت الثغور الشرقية لمخيم البريج، وسط قطاع غزة، تسير بإيقاع متفق مع بقية المناطق الحدودية لشرق القطاع؛ توغلات متكررة وإطلاق نار عشوائي وحركة نشطة لآليات الاحتلال بين المواقع العسكرية.

مع اندلاع انتفاضة القدس مطلع أكتوبر/تشرين أول 2015، بدأت بوصلة الاحتجاجات السلمية للشبان الفلسطينيين تتجه إلى المنطقة؛ تضامناً مع الفعل الانتفاضي المشتعل في الضفة والقدس والمحتلتين.

ورغم تذبذب منحنى التصعيد في نقاط التماس شرقي القطاع، الذي اختطف معه عشرات الأرواح ومئات الإصابات؛ إلا أن شرق البريج وخاصة بوابة موقع المدرسة العسكري بقيت النقطة الأكثر سخونة خاصة في أيام الجمَع.

نقطة ساخنة
وتمتد حدود البريج قرابة 3 كيلومترات، وتضم مواقع عسكرية للاحتلال أبرزها موقع “أبو مطيبق” وهو مزود بكاميرات فائقة التطور، وموقع تل أبوحسنية المرتفع، وموقع المدرسة وصولاً إلى موقع الكاميرا.

وفي منطقة مسرح المواجهات شرق البريج، ارتقى 10 شهداء برصاص قناصة الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة القدس، فيما سجل إصابة المئات، في حين اعتقل العشرات خلال أيام الاحتجاجات أو محاولات التسلل.

ويؤكد باسم أبو جري، الباحث الميداني لمركز الميزان لحقوق الإنسان، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن جنود الاحتلال شرق البريج يطلقون الرصاص من مناطق مرتفعة على أطفال وفتية من أسلحة فتاكة في احتجاجات سلمية لم يثبت أن شكل فيها المحتجّون خطراً عليهم.

وأضاف: “نوع الإصابات يؤكد أنّ لدى جنود الاحتلال قرارًا مبيّتًا بإيجاد عدد من المعاقين فيما بدأ بعضهم يصوب قنابل الغاز لمناطق علوية من الجسم، وآخرهم الشاب الذي استهدف بقنبلة في عينه”.

بوابة الموت
وحدها بوابة موقع المدرسة العسكري بلونها الأصفر وقضبانها الحديدية كانت تختلف عن الأرض الترابية المجعّدة من أثر آليات الاحتلال التي تنفذ اجتياحات متكررة.

وكان الاحتلال أنشأ موقع المدرسة العسكري في انتفاضة الحجارة عام 1987 ودعمه بسلك فاصل حدودي تطور في انتفاضة الأقصى إلى شباك سميكة قبل أن يصبح مؤخراً سلكاً إلكترونياً.

واشتهرت بوابة المدرسة كنقطة التقاء المتظاهرين بجنود الاحتلال الذين بدؤوا منذ اندلاع الانتفاضة نصب السواتر الترابية والتمترس خلفها بكامل عتادهم، في حين ظهر للمرة الأولى على حدود غزة عربة عسكرية صهيونية تطلق الغاز بكثافة من بندقية آلية.

ويرى محمد أبو عمرة، المسعف في الهلال الأحمر، أن جنود الاحتلال يصوبون أسلحتهم للمحتجين على مسافة تقل عن 100 متر، وأحياناً على السلك الفاصل مباشرة ما زاد من عدد الإصابات المباشرة.

ويتابع أبو عمرة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نقلت كثيرًا من المصابين والشهداء منهم الشهيد سامي ماضي (41 عامًا) الذي قتله قناص برصاصة فوق عظمة الترقوة وهو بعيد عنهم يشارك في احتجاج سلمي”.

وتمكن الشبان المحتجون مطلع انتفاضة القدس من اجتياز بوابة المدرسة 3 مرات، وقطعوا عشرات الأمتار قبل أن يستبدل الاحتلال السلك الفاصل بسلك إلكتروني وبوابة أكثر قوة.

أي جسم يتجاوز وزنه 8 كجم يلمس السلك الإلكتروني يستدعي قدوم عربات عسكرية ودورية من الجنود تظهر بشكل مفاجئ، وهو ما حدث كثيراً مؤخرا خلال محاولات اجتياز السلك الفاصل.

تل أبو حسنية
وفي الأسابيع الأولى للانتفاضة، نصب الاحتلال برجاً عسكرياً متنقلاً قبالة نهاية لسان وادي غزة،  وهو سلوك لم يكرره سوى في موقع نحال عوز شرق غزة قبل أن تكتشف المقاومة أجهزة تنصت مزروعة على مسافة 130 متر غرب السلك الفاصل.

وبعد شهور من تكرار مشهد الاحتجاجات قبالة موقع المدرسة، بدأ الشبان الاتجاه نحو موقع تل أبو حسنية 300 متر جنوب بوابة المدرسة كل جمعة وسط إطلاق رصاص متفجر.

وعندما بدأت الاحتجاجات تتركز عند تل أبو حسنية، نفذ الاحتلال 3 توغلات خفّض فيها ارتفاع المنطقة المحاذية للسلك الفاصل والتي تبعد المحتجين عن منظور رؤية القناصة فيما كانت التوغلات الاعتيادية تنفذ بدعم من جرافات D9 وبحراسة 3 دبابات ميركافا.

أحياناً كان يتطور الاحتجاج ليمتد إلى موقع “أبو مطيبق” 450 مترا إلى الجنوب من موقع المدرسة أو ثكنة ” نبهان” التي تبعد 350 متراً عن بوابة الموقع، كان من بين الإصابات بتر في الأطراف وإعاقات دائمة.

ولا يزال مشهد الاحتجاج السلمي يتكرر مساء كل جمعة، فيما يحافظ الاحتلال على المشهد بنشر القناصة وإطلاق الغاز المسيل للدموع، فيما يجري بين حين وآخر توغلات مسافة 100 متر للحفاظ على جغرافيا المكان برؤيته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...