الإثنين 03/يونيو/2024

العيدية.. تنعش السياحة الداخلية في الضفة

العيدية.. تنعش السياحة الداخلية في الضفة

يجد الكثير من الأهالي والأطفال في حلول عيد الأضحى؛ فرصة للترويح عن النفس وارتياد أماكن السياحة والترفيه الداخلية، التي انتعشت الحركة فيها، فيما بدا أثرًا إيجابيًّا للسيولة النقدية التي أوجدتها “العيدية” خاصة للأطفال، الذين يقبلون على الألعاب وبرك السباحة، بشغف كبير.

وتعد العيدية، وهي ما يهديه الرجال للأطفال والنساء من مالٍ خلال العيد، فرصة لا تتكرر إلا مرتين في العام، (بعيدي الفطر، والأضحى)، وهو ما يشكل فرصة لصرف مال العيدية، للترويح عن النفس وتخفيف الضغط النفسي والحياتي؛ الناجم عن الاحتلال وضغوط الحياة اليومية.

“أين نقضي إجازة العيد؟”
وتتناقش الطفلة سهاد خميس (11 عاما) مع زميلتها فاطمة الحساينة (10 أعوام) من نابلس عن أفضل الأماكن لقضاء عطلة العيد، حيث تقول سهاد لزميلتها: “الذهاب لحديقة الحيوانات في قلقيلية جميل، ولكن أفضل أن نذهب إلى مدينة الألعاب في طولكرم، أو الباذان حيث المياه المتدفقة من رأس الجبل والبرك والشلالات”.

إلا أن زميلتها فاطمة تقول: إن “سكاي لاند” في رام الله أفضل، والنقود متوفرة، حيث حصلت عيدية تكفي وزيادة للذهاب في رحلة جميلة لرام الله ورؤية جمالها وألعاب سكاي لاند.

انتعاشة مراكز السياحة
وشهدت مراكز السياحة الداخلية الفلسطينية انتعاشا في مدن الضفة الغربية كافة، حيث تشير بعض الإحصائيات الفلسطينية إلى أن متوسط إنفاق الأسرة الفلسطينية على الرحلة المحلية بلغ 65 دولارا، مقابل متوسط إنفاق للرحلة خارج فلسطين يصل إلى 2300 دولار، وهو ما لا يستطيعه إلا الأغنياء في الغالب.

وتتجهز عائلة حامد زواهرة (60 عاما) -من رام الله- للذهاب لقضاء إجازة عيد الأضحى داخل الأراضي المحتلة عام 48، حيث يقول زواهرة لمراسلنا: “صحيح أنني أريد أن أروّح عن النفس، وأفرح بالعيد أنا وعائلتي وخاصة الأطفال في الداخل، ولكن الأهم من ذلك أريد أن أعرفهم على أراضيهم التي طردنا الاحتلال منها في منطقة يافا، فحق العودة مقدس وسأعلمه لهم، كي لا تبقى الأجيال متمسكة بحقوقنا في الأرض والعودة”.

مناطق سي .. جمال يحاصره المستوطنون
بدوره، يحزم المواطن منصور سلامة -من نابلس- أمتعته وأغراضه للتنزه على جبل طاروجة الواقع جنوب نابلس، وواد قانا الواقع غرب سلفيت، حيث يقول: “التمتع بجمال مناظر جبال ومدن الضفة يمكن رؤيته من فوق الجبل، خاصة أن الطقس جميل، لكن تبقى مشكلة أراضي منطقة “سي” التي فيها أجمل المواقع الطبيعية مثل واد قانا غرب دير استيا بسلفيت، فمن الممكن أن يطردنا المستوطنون منه كما فعلوا سابقا”.

وتمثل المنطقة “سي” حوالي 60 % من مساحة الضفة المحتلة، وهي تخضع لسيطرة شبه كاملة للاحتلال الصهيوني؛ بموجب اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير.

وتقدر مساحة مناطق “سي” بـ3 ملايين دونم (الدونم=1000 متر مربع)، وتدّعي “إسرائيل” أن أكثر من نصفها هي أراضي دولة، وتضعها تحت تصرف المستوطنين.

دعوة لتشجيع السياحة الداخلية
ويدعو الباحث في شؤون الاستيطان، خالد معالي، إلى استغلال العيد، وتنزه المواطنين، لتقوية وتعزيز فكرة السياحة الداخلية لمناطق “سي” التي فيها ينابع طبيعية جميلة وأحراش ومناظر جذابة تروح عن النفس، وتنميتها وتسيير رحلات العيد إليها لحمايتها، قبل أن يصادرها المستوطنون نتيجة عدم الاهتمام أو الالتفات لتلك المناطق الجميلة مثل واد قانا وغيره.

وتابع: “توجد مناطق سياحية غاية في الجمال في الضفة الغربية، وهي غير مستغلة بالشكل الصحيح رغم وجود معالم سياحية فريدة وغير موجودة في العالم، مثل القدس وبيت لحم والبحر الميت وغيره الكثير، والضعف في تسويقها وترويجها والعناية بها يعود لإهمالها في الوقت الذي يحرص المستوطنون على زيارتها باستمرار والادعاء أنها تعود لهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات