السبت 27/أبريل/2024

الاحتلال يقطع شريان الحياة بـسلوان تحت مزاعم التطوير

الاحتلال يقطع شريان الحياة بـسلوان تحت مزاعم التطوير

منذ نحو أسبوع، أغلقت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، شارع وادي حلوة جنوب المسجد الأقصى بالمكعبات الإسمنتية، وباشرت أعمال الحفر التي ما تزال مستمرة حتى الآن.

شريان رئيس
ويؤدي إغلاق شارع وادي حلوة هذا إلى عرقلة حياة نحو 60 ألف مقدسيّ، حيث يعد شارعاً رئيساً يربط بلدة سلوان والقرى المجاورة لها بمدينة القدس.

كما اضطر الأهالي بعد إغلاقه إلى ارتياد طرق بديلة أطول مسافة ووقتاً، ما تسبب بتأخر الطلبة عن مدارسهم، والعاملين عن أعمالهم صباحاً، بالإضافة إلى الإضرار بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يواجهون خيارين أحلاهما مُر؛ إما المشيُ على الأقدام أو ارتياد طريق أبعد عبر السيارة أو الحافلة، علماً بأن الشارع ينتصف وادي حلوة شديد الانحدار، ما يجعل مهمة المشي صعبة.

إرهاب الأهالي
ووعدت بلدية الاحتلال الأهالي بإنهاء أعمال الحفر خلال فترة وجيزة، لكنها لم تفِ بوعودها، ما اضطر بعضهم إلى إزاحة المكعبات الجمعة الماضية، حتى يتمكن السكان من تسيير أعمالهم، على إثر ذلك استدعت شرطة الاحتلال مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام وخالد الزير إلى مركز شرطة صلاح الدين بالقدس، وحققت معهما لعدة ساعات متهمة إياهما بعرقلة أعمال البلدية والتحريض عليها إعلامياً، ثم أفرجت عنهما فجر السبت بكفالة مالية، واحتجزت مركباتهما الشخصية-والتي ترفض إعادتها حتى الآن-. وأعادت المكعبات الإسمنتية إلى مكانها وأغلقت الشارع، وألقت قنابل الصوت باتجاه الأهالي الذين تجمهروا احتجاجاً على الإغلاق.

عرقلة الحياة اليومية
يقول خالد الزير من مركز معلومات وادي حلوة لـ”كيوبرس” إن بلدية الاحتلال شرعت بأعمال الحفر تلك بدون إخطار الأهالي أو إخبارهم سلفاً.

ويضيف أن البلدية تستطيع تنفيذ تلك الأعمال ليلاً أو في أيام العطلة، تفادياً لتعطيل مصالح السكان في أوقات الذروة من النهار، خصوصاً وأن وقت الأعمال تلك تزامن مع افتتاح العام الدراسي الجديد واقتراب حلول عيد الأضحى، الأمر الذي تسبب بأزمات مرورية خانقة.

بنية تحتية؟!
وتزعم بلدية الاحتلال أن هدف هذه الحفريات هو تطوير البنية التحتية في وادي حلوة، الأمر الذي ينفيه الزير، مؤكداً أن تلك الأعمال يستفيد منها المستوطنون، ولا تخدم أهالي سلوان أبداً.

وأضاف: “هم يسعون لضم هذا الشارع إلى حدود مدينة داود التهويدية، لقد بحثوا عن الآثار بأطراف الشارع في بداية الأمر، ووجدوا آثاراً إسلامية ورومانية، والآن يبحثون عن آثار أخرى أسفل شارع وادي حلوة”.

كما عدّ الزير هذه الحفريات امتداداً لمخططات الاحتلال في سلوان كالقطار الهوائي وموقف “جفعاتي” للسيارات، خصوصاً وأنها تجرى بالقرب من قطعة أرض استولت عليها جمعية (إلعاد الاستيطانية).

منطقة أثرية استراتيجية
ويؤكد مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى رضوان عمرو -عبر حسابه الشخصي- أن زعيم منظمة “العاد” الاستيطانية ديفيد بيري بصحبة رئيس سلطة الآثار الصهيونية يشرفان مباشرة على هذه الأعمال، إضافة إلى أن الأنفاق التي تصل إلى أسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة تبدأ من منطقة إغلاق الطريق العام.

ويضيف: “تدعي سلطة الآثار التي تراقب الحفر من كثب بأن الموقع يمثل زاوية سور مدينة القدس زمن نبي الله الملك داود عليه السلام رغم أن الآثار هناك أقدم بكثير، وتعود لزمن اليبوسيين ربما بقيادة نبي الله صالح عليه السلام قبل الميلاد بـ 4000 عام، بالإضافة إلى آثار بركة عظيمة لمياه القدس الأولى موجودة إلى جوار منطقة الحفر مباشرة، وهي غالبا حيث حصلت معجزات الشفاء بيد نبي الله عيسى عليه السلام للمرضى، وليس ببعيد عن بئر نبي الله أيوب حيث شافاه الله عز وجل”.

حق التنقل بحرية
تتكبد الطالبة بتول حجاج، في الصف السابع، المشي مسافة طويلة حتى تصل إلى مدرستها (بنات الطوري الإعدادية)، بسبب إغلاق شارع وادي حلوة، حيث تضطر بتول للذهاب مشياً إليها بعد أن كانت تستقل مركبة عمومية.

وتقول لـ(كيوبرس): “أستيقظ في الصباح الباكر، ومع ذلك أصل متأخرة إلى المدرسة، وتفوتني الحصص الصباحية”.

يذكر أن مجموعة من طلاب مدارس بلدة سلوان نظموا يوم الأحد الماضي وقفة احتجاجية أمام الشارع المغلق، ورفعوا لافتات مطالبة بحقهم في التنقل بحرية والذهاب إلى مدارسهم دون عوائق، لكن حتى اليوم لا يزالون يمشون إلى مدارسهم في طريق ترابية وعرة، وتحت وقع صوت حفر الآليات العاملة ليلاً ونهاراً على تهويد بلدتهم وتهجيرهم منها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات