الإثنين 13/مايو/2024

التصعيد الأخير برؤية صهيونية.. قواعد المواجهة بانتظار كلمة حماس

التصعيد الأخير برؤية صهيونية.. قواعد المواجهة بانتظار كلمة حماس

“معادلة جديدة تفرض في الميدان، وحماس هي صاحبة القرار”.. تلك هي الحقيقة التي بات الاحتلال يدركها جيدا، ويعترف بها قادة الجيش الصهيوني، خاصة بعد التصعيد الأخير على غزة، والذي أكدت التحليلات الصهيونية أنه ما جاء إلا كعملية جس نبض لحماس التي أصبحت هي من تفرض قواعد اللعبة.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” سلط الضوء على أهم ما جاء في التحليلات الصهيونية للقصف الأخير على القطاع، وأسلوب التصعيد وطريقة تعامل حماس معه.

حماس لم تقل كلمتها
 
وتحت عنوان “حماس لم تقل كلمتها الأخيرة” نشرت صحيفة “معاريف” تحليلاً للكاتب” بن كسبيت” تساءل فيه: “كيف سيتصرف ليبرمان عندما ستصخب المدافع ويجلس السكان في الملاجئ من أجل تغيير معادلة استراتيجية؟”، مؤكدا أن الاحتلال بحاجة لكفاءة مناعة وقدرة امتصاص واستعداد لدفع الثمن.

وقال الكاتب: “الجهاز العسكري لا يعمل بطريقة تسمح بردود انفعالية عفوية من هذا النوع، ولذات الأسباب لا يزال من السابق لأوانه أن نقول بأن القصف كان استغلالا لفرصة عملياتية للجيش الإسرائيلي لـ “تنظيف” بضع قدرات لدى حماس تجمعت حولها معلومات مسبقة، كما أن الشائعات المرتبطة بالأنفاق لم تنضج بعد إلى معلومات حقيقية”.

وأضاف الكاتب نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي: “تم نقل رسالة واضحة لحماس أن معادلة ردود الجيش الإسرائيلي على حماس تغيرت، ويجدر بالجميع أن يعتاد القواعد الجديدة”.

وأردف قائلا: “إذا كانت هذه هي القصة بالفعل، فينبغي الترحيب بذلك، وخلافا لباقي أفعال ليبرمان حتى الآن في وزارة الدفاع، فإن هذا التغيير حيوي ومطلوب، فـ”قواعد اللعبة” التي كانت متبعة حتى الآن كانت تقترب من التسيب، تنقيطات صواريخ هنا وهناك يرد عليها بشكل عام بهجوم تمثيلي من سلاح الجو على مثل هذا الكثيب الرملي أو غيره، لغرض وضع إشارة نصر في الدفتر الافتراضي، والكل يواصل حياته باستثناء أطفال سديروت وغلاف غزة، الذين يواصلون العيش في ظل “اللون الأحمر” (صافرة الإنذار)، والإبقاء على مسافة لمسة من المجال المحصن”.

وختم بن كسبيت بالقول: “من يغير قواعد اللعب بشكل أحادي الجانب ينبغي أن يكون مستعدا لأن يسمح للطرف الآخر بأن يحاول بلورة قواعد خاصة به، والسؤال هو هل لدى إسرائيل ما يكفي من القدرة، لكي تحتمل جولة عنف مع حماس في التوقيت الحالي، مع نهاية الصيف وبداية السنة الدراسية؟ وهل نتنياهو، الذي أظهر مناعة متدنية جدا في الجرف الصامد، هجر سياسة الاحتواء التي اتخذها مع موشيه بوغي يعلون في صالح المعادلة الجديدة لليبرمان؟”.

فرصة تكتيكية

أما الكاتب عاموس هرئيل فقد كتب مقالا بعنوان “القصف في غزة”  قال فيه: “إن سياسة إسرائيل التصعيدية نحو السلطة الفلسطينية في الساحة الدولية وسياسة الاحتكاك العسكري المحدود نحو حماس، تخدم حماس التي تستعد لخوض معركة الانتخابات في تشرين الأول القادم”.

وأوضح الكاتب أن التصعيد كان استغلالا لفرصة تكتيكية، وهي رغبة “إسرائيل” في حرمان حماس من قدرات تنفيذية، لافتا إلى أن إطلاق الصاروخ على سدروت من قبل منظمة فلسطينية أعطى المبرر لذلك.
وأشار هرئيل إلى أن أولوية حماس الآن ليس التصعيد ولكن الوصول إلى انتصار مقنع في الانتخابات البلدية التي ستجري في المناطق في 18 تشرين الأول، بعد أن فاجأت حماس السلطة الفلسطينية (والاستخبارات والقيادة الإسرائيلية) بقرار المشاركة في الانتخابات، وقد حذر قادة في الأجهزة الأمنية السلطة من أنه من الخطأ الموافقة على إجراء الانتخابات في هذه الظروف.

تهور ليبرمان

وفي سياق متصل كتب ” اليكس فيشمان في صحيفة يديعوت مقالا بعنوان “الخشية من تحطيم قواعد المواجهة”، أكد فيه أن المصلحة السياسية لوزير الحرب التقت بالمصلحة المهنية لرئيس الأركان، ولا سيما الذراع الجوي، فانضم الاثنان تحت مظلة التقدير الاستخباري بأن حماس لا تعتزم توسيع المواجهة مع إسرائيل، والنتيجة هي أن سلاح الجو عمل أول أمس نحو ساعتين حيال قطاع غزة، نفذ أكثر من 50 طلعة، وبالفعل حماس لم ترد.

وأشار الكاتب إلى أن مصلحة ليبرمان السياسية هي تعزيز الردع “الإسرائيلي” حيال حماس، وفي نفس الوقت تأكيد صورة الفاعل أمام الجمهور في “إسرائيل” وتمييز نفسه عن وزير الحرب السابق.

واستطرد: “لكن حتى هو ما كان ليصادق على هجوم لمستوى عنيف كهذا لولا خطة عرضها الجيش وكان فيها ما يبرر المخاطرة، كما أنه من الممكن أن نفترض أن رئيس الأركان آيزنكوت هو الآخر لن يجر القيادة السياسية إلى مؤامرة فيها ما يتدهور الوضع لدرجة المواجهة الشاملة.

وأضاف “لقد كان التقدير الاستخباري بأن حماس لن تصعد الوضع، لأن الأهداف التي هاجمها سلاح الجو هي أهداف عقاب “شرعية” على حد زعم الكاتب.

وتابع “وليس أقل أهمية من ذلك: في الأسابيع القريبة القادمة ستتلقى حماس مبلغ 31 مليون دولار من حكومة قطر كرواتب لموظف حماس، وهو ما يحسن الاقتصاد الغزي ويصعد شعبية المنظمة عشية الانتخابات، أما تحت النار فإنهم لن يتلقوا دولارا واحدا، والجولة الأخيرة هي استغلال للفرصة، فالشلل الذي ألم بحماس هو شلل ظرفي ومؤقت ويمكن أن يختفي في لحظة، في ظروف أخرى سترد حماس بالتصعيد”.

نار الصواريخ

“حماس علي المحك”.. كان عنوان المقال الذي كتبه الكاتب والمحلل السياسي يوسي يهوشع في صحيفة يديعوت قال فيه: “من ناحية استخبارية يفيد الهجوم الذي تم على غزة بتحسن نوعي في مجال استخبارات الجيش “الإسرائيلي” والمخابرات والذي عانى من النقص في حملة الجرف الصامد قبل نحو سنتين، فخرج الجيش”الإسرائيلي” إلى هجوم ذي مغزى غايته المس بقدرات حماس المخصصة للمواجهة التالية حيال إسرائيل”.

ويضيف، “وهذا بالطبع تحديد لمعادلة جديدة، إذ أن الجيش الإسرائيلي اكتفى حتى اليوم برد طفيف نسبيا على نار الصواريخ، أما الرد هذه المرة فكان على نبضتين: الأولى الفورية بعد إطلاق الصاروخ، والثانية في الليل بهدف نقل رسالة إلى الطرف الآخر حول مستوى الرد الجديد، والذي يفيد أيضا بمستوى الأمن والاستخبارات في الجانب الإسرائيلي، وبفرضية العمل التي تقول إن حماس لن ترد ولن تُجر إلى مواجهة، لأنه ليس لها مصلحة في هذه اللحظة”.

ويختم الكاتب بالقول “وبعد كل شيء، مع قيود الرقابة العسكرية ينبغي التساؤل بشأن مسألة إدارة المخاطر في شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي،  فهذه هي المرة الثالثة في غضون سنة يتبين فيها بأنه توجد مشكلة في شكل الإدارة وأخذ المخاطر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....