الإثنين 17/يونيو/2024

انتخابات البلديات.. هل يعيد دحلان رسم المشهد الفتحاوي؟

انتخابات البلديات.. هل يعيد دحلان رسم المشهد الفتحاوي؟

لا يتوقع أشد المتفائلين أن يردم تصريح القيادي المفصول في فتح محمد دحلان، من إمكانية دعمه “قوائم الحركة في الانتخابات البلدية، طالما التزمت بالمهنية والكفاءة”، الهوة الآخذة بالاتساع بينه ورئيس السلطة محمود عباس.

فالحرب الباردة بين الطرفين، أشعلتها الانقسامات والتجاذبات، بحسب خبراء، الذين يرون أن الحالة لا تعدو “تكتيكية”، فيما يذهب آخرون أبعد من ذلك، بالقول إن (دحلان) يحاول القول بأنه يمثل الخط الفتحاوي الأصيل.

“الخلاف كبير بين الطرفين ويصعب تجاوزه بفيديو مصور بعد سنوات طويلة من التمزق”، يقول المحلل السياسي طلال عوكل، والذي يشكك، “بأن توحد الانتخابات المحلية المرتقبة دحلان مع حركة فتح بزعامة عباس”، مشيراً إلى أن تصريحه المصور “لن يعيد المياه إلى مجاريها”. 

ويستشهد عوكل على رؤيته، بإصرار القيادي وعضو اللجنة التنفيذية غسان الشكعة، والذي يصنفه عباس في مربع المخالفين له بالمشاركة في انتخابات البلديات سنة 2012، رغم رفض الأخير لها، “ما ينفي قدرة فتح على توحيد كافة تيارات قادتها”.

ويضيف عوكل لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “أحوال فتح المنقسمة كما هي لم تتغير؛ فحتى اليوم لم يعقدوا مؤتمرهم السابع، ولم يصححوا مسار الحركة، ومنذ أن طفا خلاف عباس مع دحلان على السطح، لم يتحدث الأخير يوماً بصيغة المفصول من فتح، بل ظلّ يؤكد أنه قائد أصيل فيها”.

وكان الانقسام قد طغى على حركة فتح في الانتخابات المحلية عام (2005) والتشريعية بعدها في عام (2006)، وتوّجت بخلافات بين قيادات بارزة فيها من بينهم دحلان، وظهرت نتائج هذا الانقسام في انتخابات البلدية التي نافست قوائم فتح فيها نفسها عام 2012.
 
خطوة تكتيكية
ويصف الخبير الأمني محمود العجرمي، موقف دحلان الأخير بشأن إمكانيه دعمه لقوائم فتح بالانتخابات، بأنه موقف تكتيكي، يلقي من خلاله الكرة في ملعب عباس، مؤكداً أن انقسامات فتح مرت بمحطات في الأعوام (1996- 2006 – 2005) ولم تتوحد حتى اليوم.  

أما المحلل السياسي رائد نعيرات، فيرى بحديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: أن “الخلافات كبيرة ومؤشراتها مستمرة وواضحة، وتصريحات دحلان تعني أنه لا يريد التصادم أفقياً كما تصادم عمودياً، ويحاول كل منهما (عباس ودحلان) القول أنه الخط الفتحاوي الأصيل”.

ويخالف المحلل السياسي أحمد رفيق عوض، نظيريْه بالقول: “أتوقع حدوث تحالف، وإن كان بأشكال غير معلنة وصريحة؛ لأن الصبغة السياسية تتفوق على صبغة الخدمات في انتخابات قد تحمل مفاجآت كبيرة”.
 
رسائل مضادة
ووعد دحلان في آخر تصريحاته أن يدعم فتح مستخدماً ما وصفه بـ”قوائم فتح المهنية”، حتى تستعيد الأخيرة وحدتها وتتجمع وتتقدم الصفوف، كما قال.

ويرى طلال عوكل، المحلل السياسي، أن الانتخابات القادمة تعد شكلاً من أشكال الاستفتاء السياسي، مشيراً إلى أن البعد القبلي في الضفة سيطغى، وغالباً لن تتوحد فتح في غزة، ويقول إن دحلان شخصية سياسية فلسطينية لها نشاط إقليمي ودولي، ويمتلك مؤيدين في الضفة وغزة، ورغم نفيه أن يتوحد مع تيار عباس، إلا أنه يتوقع كثيراً من الآذان الفتحاوية المصغية إليه.

ومنذ أن برزت قوة دحلان وهو يدعو إلى إفساح المجالات للطاقات الشابة والكفاءات، ما يعني أن لغته القديمة الجديدة أقرب للشباب في فتح، الذي يجمع حالياً على دعم منتخبين أكفاء مهنياً في البلديات.
 
ولا يرجح “نعيرات”، بروز تحالفات تنظيمية، متوقعاً أن يستمر الخلاف بين تيارات فتح، بينما سيظل التأثير الأقوى للطابع العائلي والقبلي التي ستدعم قوائم يتزعمها قادة مهنيون.

أما المحلل السياسي “عوض”، فيتوقع أن تكون قوائم البلديات الضفة بلون مهني وعائلي محسوب على التنظيمات، وليس تنظيميا صرفا ما يصعّب على فتح أن تظهر موحدة بدعمها لجهة بعينها على حساب أخرى.

ويضيف: “فتح لديها حسابات وجدل كبير، والكل يعيد ترتيب أوراقه، ولكني أتوقع مفاجآت من الجيل الشاب 18-24 سنة، لأنه غير مضمون؛ فقد ولد في أوسلو، لكنه فجر انتفاضة القدس، فالشعب تغير ديمغرافيا، ومن يعتقد أن له جمهورًا جاهزًا مخطئ” .

حديث دحلان عن المهنية يعني -حسب رؤية المحلل العجرمي- إشارة إلى نهجه ورسالة مضادة للرئيس عباس، فهو يعدّ نفسه صاحب مدرسة الدعوة لتفعيل القيادات الشابة الجديرة في فتح.

وحتى يتوحد نشطاء فتح التابعون لدحلان وعباس، على الأخير ابتلاع النصل وقبول حشد من أنصار دحلان في الضفة وغزة، كان يعدّهم حتى اليوم خارجين عن طوعه كرئيس للحركة وقطع رواتبهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات