الإثنين 17/يونيو/2024

خلايا المقاومة بالضفة.. عوامل النجاح وأسباب الإخفاق

خلايا المقاومة بالضفة.. عوامل النجاح وأسباب الإخفاق

استطاعت خلايا المقاومة أن تكون كابوساً يؤرّق قادة وساسة الكيان الصهيوني، فقد استطاعت على الرغم من قلة خبرة أعضائها، وعدم تلقيهم التدريب المناسب، إيلام العدو وإيقاع الخسائر في صفوف جنوده وقواته الأمنية.

وفي هذه الدراسة التحليلية التي أعدها قسم الدراسات في “المركز الفلسطيني للإعلام“، نقف معاً على أبرز هذه الخلايا والمحاذير التي وقع فيها أعضاؤها، والدور الكبير الذي لعبه “التنسيق الأمني” بين السلطة والاحتلال في عملية اكتشافها وإنهاء عملها.

الخلايا شبح الصهاينة
المحلل العسكري الصهيوني “آفي يسخروف” كتب مقالاً على موقع “والا” قال فيه، إن العمليات التي وقعت في الأيام السابقة (في إشارة لبعض عمليات الخلايا) تؤكد أن الانتفاضة ما تزال بعيدة عن الانتهاء، وأن اتخاذ إجراءات ضد الفلسطينيين من المحتمل أن يفشل أمام موجة العمليات المتصاعدة.

وأشار إلى أن العمليات التي نفذت بشكل فردي يصعب تتبعها، مبيناً أن عمليات إطلاق النار بالخليل وغيرها  تشير إلى أنها مخطط لها بشكل جيد حتى في طريقة الانسحاب، ما يشير إلى أنها عمل منظم من إحدى الخلايا.

أبرز الخلايا
ويستعرض قسم الدراسات في “المركز الفلسطيني للإعلام”، أبرز خلايا المقاومة في انتفاضة القدس، كما يلي:

– “خلية عملية يتمار”، باكورة خلايا المقاومة في الانتفاضة، والمفجر الحقيقي لها، والتي تم الكشف عنها بعد جهد استخباراتي كبير، وفق ما ذكرت صحيفة يديعوت العبرية، والتي أدت لاعتقال أعضائها نتيجة وقوع خطأ أثناء عملية التنفيذ قاد لاعتقال أعضاء الخلية.
والخطأ يكمن في عثور جيش الكيان على المسدس الذي استخدم في تنفيذ العملية.

– “خلية قباطية”، والتي نفذها ثلاثة شبان من بلدة قباطية، وأدت إلى مقتل شرطية وإصابة أخرى بجراح خطيرة، والتي  أشار محللون إسرائيليون وقتها، إلى أنها تختلف عن عمليات فلسطينية أخرى بأنها ليست عملية “عفوية”، وهي تدل على دخول مرحلة جديدة في المواجهة، تتسم بعمليات مركبة تتم بتخطيط وتصميم.

– “خلية القنص”، والتي تضم الشقيقين نصر وأكرم بدوي، اللذين نجحا في تنفيذ أكثر من عملية قنص بالقرب من الحرم الإبراهيمي، أدت إلى إيقاع إصابات مختلفة في صفوف جنود الاحتلال تراوحت بين الطفيفة والخطيرة، وبقي لغز قناص الخليل يؤرق الاحتلال عدة أشهر إلى أن تم القبض على أحد الشقيقين.

– “خلية الشهيد عبد الحميد أبو سرور”، والتي شكلت مفاجأة صادمة للاحتلال من النقلة النوعية للعمل المقاوم والعودة إلى عمليات تفجير الحافلات كما في انتفاضة الأقصى.

وقد ضمت الخلية 7 من نشطاء حركة حماس، وخططت أيضاً لتنفيذ عمليات استشهادية وتجهيز سيارات مفخخة وعمليات إطلاق نار.

– “الخلية المخططة لاغتيال نتنياهو”، ففي ديسمبر من العام 2015 اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان من مناطق مختلفة من الضفة المحتلة بينهم شاب من بئر السبع، وذكر الإعلام العبري حينها أن هؤلاء الشبان هم أعضاء خلية عسكرية تابعة لحماس، وادعى الاحتلال أن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات استشهادية بالقدس وأماكن أخرى، بالإضافة إلى اغتيال نتنياهو.

– “خلية خطف الجنود “، 7/1/2016 ادعى جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” أنه اعتقل خلية تابعة لحركة حماس من القدس والخليل خططت لتنفيذ هجوم بهدف قتل وخطف إسرائيليين.

وبحسب بيان الشاباك؛ فإن عناصر الخلية 6 أشخاص منهم 3 يحملون الهوية الإسرائيلية ويقطنون بالقدس، والآخرين من مدينة الخليل، مشيرًا إلى أن الخلية وصلت لمرحلة متقدمة من التخطيط، وأعدت مكانا لاحتجاز أي إسرائيلي يتم اختطافه سواء كان حيا أو جثة.

 وأشار الشاباك إلى أن العملية كانت ستنفذ على طريقة عملية الخليل في حزيران 2014، والتي أدت لاختطاف وقتل 3 مستوطنين.

– “خلية الخليل العسكرية”، فقد زعم جهاز الشاباك الصهيوني، اعتقال ما أسماها “خلية عسكرية ثانية تابعة لحركة حماس”، في مدينة الخليل، بدعوى التخطيط لتنفيذ عمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين.

وذكرت صحيفة معاريف أنه تم اعتقال أربعة نشطاء من حركة “حماس”، وعُثر بحوزتهم على بندقية.

وأفادت الصحيفة، نقلاً عن الشاباك، أن من بين المعتقلين محمد علي القواسمي (38 عامًا)، شقيق الأسير حسام القواسمي، (والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات)، وتتهمه قوات الاحتلال بتدبير عملية اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين في حزيران (يونيو) 2014.

– “خلية ابني العم مخامرة”، كانت نقلة نوعية في العمل المقاوم، ومن أكثر العمليات تميزا من حيث التخطيط والتنفيذ، والقدرة على التضليل، وإيقاع أكبر الخسائر، فقد قتل خلالها 4 مستوطنين وأصيب عدد آخر، وعُدّت صفعة في وجه وزير الحرب الصهيوني ورئيس الشاباك الجديدين.

– “خلية الشبان الثلاثة”، كشفت مصادر عسكرية صهيونية النقاب، عن تمكن الشاباك بالتعاون مع سلطة رام الله من إحباط عملية، خطط لها الشبان الثلاثة الذين فقدت آثارهم برام الله، وتبين بعد التحقيق معهم نيتهم تنفيذ عملية داخل الكيان الصهيوني، وقد عثر معهم على أسلحة وقنابل يدوية.

– “خلية حماس المعتقلة لدى السلطة”، فقد قالت مصادر عبرية إن السلطة الفلسطينية اعتقلت خلية عسكرية تابعة لحماس في محافظة الخليل كانت تخطط لعمليات مقاومة من بينها خطف جنود وإطلاق نار؛ حيث أشرف على عملية الاعتقال مسؤولون في المخابرات الفلسطينية.

وعلى إثر ذلك اعتقلت أجهزة السلطة مزيدًا من نشطاء حماس في المدينة، وادّعى كاتب صهيوني في موقع “والا” أن الخلية التي تم اعتقالها من السلطة، نُظّمت على يد خلية من نشطاء الجناح العسكري لحركة حماس من مبعدي “صفقة شاليط” ممن أفرج عنهم في أكتوبر 2011، والمسؤول عن تشغيل هذه الخلية العسكرية والموجود في غزة “عبد الرحمن غنيمات” المسؤول الرئيس في خلية صوريف سنة 1990 ومعه مازن فقها عضو الذراع العسكري الذي يقف خلف عملية “ميرون” عام 2002، حسبما زعم يسخاروف.

– “خلية الشهيد محمد الفقيه”، فقد قال الشاباك إنه “وبعد حملة استخبارية وميدانية مكثفة لجهاز الأمن العام والجيش والشرطة تم الكشف في الأسابيع الأخيرة عن خلية  تابعة لحماس، والتي نفذت العملية على طريق رقم ٦٠ قرب عنتائيل، والتي قتل فيها الحاخام ميخائيل مارك 1-7-2016”.

وأشار الشاباك، في بيان له، إلى أنه وخلال نشاطات الشاباك والجيش والشرطة، وبعد مطاردة متواصلة وخلال تبادل لإطلاق النار استشهد محمد فقيه مسؤول الخلية، موضحاً أنه تم اعتقال محمد مجيد عمايرة، وهو مشارك في العملية.

حاضنة شعبية للمقاومة
إن العمليات المسلحة أثبتت بوجه قاطع أن المقاومة في طريقها للتركيز على الضربات الموجعة والمؤلمة، وهذا يجعلها تعمل بشكل منظم ودقيق، وتختار أهدافها بشكل أفضل.

مركز العالم العربي “أوراد” أعلن في استطلاع رأي سابق أن 86% من الفلسطينيين يؤيدون الهجمات المسلحة، و53% منهم يؤيدون الكفاح المسلح كحل لإنهاء الاحتلال، وهذا المزاج الفلسطيني المقاوم يخيف المستوى الأمني الإسرائيلي، ويضاعف من قلقه.

 وبالتالي فإن هذا المؤشر يعمل على تشكيل حاضنة شعبية تحمي الانتفاضة والمقاومين، وتدفع باتجاه زيادة عدد المقاومين والراغبين في توجيه الضربات للصهاينة، وهو الذي يسرع تشكيل الخلايا العسكرية حتى ولو لم تكن مؤطّرة.

عوامل النجاح والفشل
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” قال إنه لا شك أن التخطيط عنصر مهمّ لنجاح أي عملية وتفادي الإخفاقات والثغرات الأمنية، والمتابعة والمراقبة وحسابات الوقت في التنفيذ والانسحاب والعوامل المحيطة بهما، تحقق أعلى مستوى في الحفاظ على سلامة التنفيذ والمنفذين.

ويشير المحلل إلى أن إصابة أي منفذ أثناء القيام بالعملية هو أمر وارد، وفي هذه الحالة يجب التعامل مع طبيب موثوق بعيداً عن المشافي الحكومية والخاصة، التي تقوم بتبليغ الأجهزة الأمنية في مثل هذه الحالات.

ويؤكد المحلل أنه من الواجب والضروري لبس الأقنعة والقفازات أثناء الأداء المقاوم، لتلافي الكاميرات المزروعة في محيط المستوطنات والأماكن العسكرية، والمنتشرة بكثرة في الشوارع الفلسطينية.

ويضيف المحلل أن عنصر التشتيت ضروري في تنفيذ أي عملية وأداء عسكري؛ سواء كان باستخدام أكثر من وسيلة نقل أو تشتيت ماسحي الآثار أو الكلاب التي تستخدم لذات الغرض، وعدم السير في مناطق تحدث ضجيج إذا كان الوقت ليلا، كما أن وسائل الاتصال تعدّ من أهم الخيوط التي توصل للمقاومين، وخاصة إذا كان مطارداً حيث يتم مراقبة هواتف عائلته والمقربين منه للوصول إليه.

وشدد على أنه من الواجب أن يدرك المقاومون أن السلطة وأجهزتها الثلاثة “الاستخبارات والمخابرات والوقائي” بشكل خاص والعملاء التابعين للشاباك هم في خندق واحد، ولذلك: جميع ما يتعلق بهم يشكلون خطرا كبيرا على الأداء والعمل المقاوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات