الأحد 16/يونيو/2024

نتنياهو… ووحي الشياطين!

جواد محمود مصطفى

مثير للسخرية ما يردده رئيس حكومة (إسرائيل) بنيامين نتنياهو تعقيباً على كل عملية إرهابية تحدث في أي مكان في القارات الخمس، بربط هذا الإرهاب بما يمارسه شعب فلسطين من مقاومة متعددة الأشكال ضد (إسرائيل) كدولة محتلة لأرض وطنهم، بمعنى ربط المقاومة الوطنية بالإرهاب.

من وراء مثل هذه التصريحات عدة أهداف خبيثة، منها التحريض على الفلسطينيين وقياداتهم الوطنية بتشبيه وتماثل منهاج المقاومة بالإرهاب، ومنها محاولة إظهار ما يقوم به جيش الاحتلال من قمع وبطش وتوحّش واعتداءات وحصار وسن قوانين عنصرية ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والقتل والإعدامات في الشوارع… إلخ، بأنه عمليات هدفها تثبيت الأمن والاستقرار.

هنا يحاول نتنياهو عن قصد إنكار أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني هو الدفاع عن النفس، أي أنه اعتبر دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم وحقوقهم وممتلكاتهم، إرهابًا ومن يقف وراءه منظمات إرهابية.

أحدث ما جاء على لسان نتنياهو في هذا الصدد في جلسة الحكومة الصهيونية الأخيرة، عندما استغل العملية الإرهابية في مدينة نيس الفرنسية بالقول، إن الإرهاب هو الإرهاب، سواء كان في فرنسا أو (إسرائيل).

أما محاولات نتنياهو استغلال العمليات الإرهابية في العالم من أجل المساواة بين هذه العمليات وما يقوم به المقاومون الفلسطينيون من نضال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي يعد أطول احتلال في العالم، فإن مثل هذه المحاولات باتت مكشوفة، وتم تعريتها أمام العالم بأسره.

ويتجاهل نتنياهو، وعن قصد كذلك، تحريض أعضاء حكومته، أمثال افيغدور ليبرمان ونتال بينيت، وحاخامات يهود بني صهيون الكبار ضد الشعب الفلسطيني وتحليل دماء أبنائهم ونسائهم وأطفالهم، ووصفهم بأبشع الأوصاف، إلى جانب ما تقوم به المحاكم الإسرائيلية من تخفيف العقوبات ضد منظمات الإرهاب الإسرائيلية عندما يقومون بعمليات ضد الفلسطينيين، كإحراق الطفل محمد أبو خضير، وعائلة دوابشة، وقتل المستوطنين الفلسطينيين والاعتداء عليهم، في حين تشدد العقوبات ضد الفلسطينيين رغم أنهم يقومون بأعمال هدفها إنهاء الاحتلال كفلتها لهم جميع القوانين والأعراف الدولية، وتجمع على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال عبر شتى الوسائل والطرق.

هذه الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والمتمثّلة بالإعدامات المباشرة في المدن الفلسطينية، أليست هي ترجمة لسياسات قوانين حكومة “إسرائيل”… كيف يسمّيه المجتمع الدولي، أليس هو الإرهاب الرسمي بعينه؟.

ليس هذا فحسب، فنتنياهو يتهم كل من يناصر الفلسطينيين بالإرهابي، أو مناصر للإرهاب والإرهابيين، وهو ما تعرّض له الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عندما أبدى تعاطفه مع الفلسطينيين وقال للمرة الأولى إنه من الطبيعي “الرد على الاحتلال الذي غالبا ما يكون بمثابة حاضنة قوية للكراهية”، وإن الاستيطان يمثل استخفافاً بالفلسطينيين والمجتمع الدولي، فسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الرد بالقول إن هذه التصريحات “تشجع الإرهاب”.

ورأى نتنياهو أن من وصفهم “القتلة الفلسطينيين لا يريدون بناء دولة، إنهم يريدون تدمير دولة، ويقولون ذلك بصوت عال”، وتابع القول إن الفلسطينيين يريدون قتل اليهود أينما كانوا، وإنهم لا يقتلون من أجل السلام ولا من أجل حقوق الإنسان”، حسب تعبيره.

وطالما الاحتلال الإسرائيلي جاثم على الأراضي الفلسطينية، فإن الشعب سيقاوم الاحتلال، ومن الطبيعي أن تأخذ المقاومة أشكالاً مختلفة وصولاً إلى إنهاء الاحتلال إلى غير رجعة… وإلى الخميس المقبل.

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...