عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

بلال كايد..معركة الجميع

ثامر عبد الغني سباعنة

تعرفت عليه في سجن مجدو عام 2013 ، ورأيت فيه الشاب المنتمي لقضيته ولوطنه، المثقف والمهتم بالكتابة والقراءة، القائد الموجه لأفراده وزملائه، الأسير بلال كايد المولود في تاريخ 30 نوفمبر عام 1981م في بلدة عصيرة الشمالية قضاء محافظة نابلس.

كايد قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومعتقل منذ عام 2002، كان يبلغ من العمر حينها 19 عاما، وقد اتهمته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالانتماء لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة، والقيام بعمليات فدائية ضد الاحتلال، ليحُكم عليه بالسجن مدة 14 عاماً ونصفا.

معظم أفراد عائلته محرومة من الزيارة ومنهم والده الذي توفي في شباط عام 2015م، وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015م أمرت سلطات الاحتلال بعزله بشكل مفاجئ في سجن “أوهلي كيدار” دون معرفة الأسباب وفي تاريخ 13 حزيران/ يونيو أنهى الأسير كايد فترة محكوميته، إلا أن سلطات الاحتلال وفي يوم الإفراج عنه أصدرت بحقه أمر اعتقال إداري مدة 6 شهور، وكان مقررا أن تفرج عنه سلطات الاحتلال في 13 يونيو/حزيران 2016.

بلال أعلن رفضه لقرار الاحتلال، وبأمعائه الخاوية أعلن بدء معركة جديدة مع سجانه عنوانها: الحرية أو الشهادة.

بلال كايد بدأ معركة يظن البعض أنها معركة بلال وحده، لكن الحقيقة أن هذه المعركة هي معركة كل الأسرى؛ فما حصل مع كايد قد يتكرر مع أي أسير آخر، بعد سني الأسر يتحول إلى أسير إداري.

سنكرر نفس المطالب مع كل إضراب، لكن هذه المرة سأعلق على هذه المطالب:

– أدرك ان الشارع الفلسطيني قد تعامل مع عدة إضرابات متتالية أدت إلى حالة من الفتور والتكاسل، لكن مطلوب من الشارع الفلسطيني إسناد بلال والوقوف معه، لأن الشعوب المحتلة لا يجوز لها أن تستكين أو تمل.

– طالبنا الأسرى بالإسناد، وكأسير محرر أدرك معاناة الأسرى، وأعلم أن الأسرى في معركة دائمة ومفتوحة مع إدارة السجون، وأحيانا هم بحاجة لوقت لإعادة ترتيب أوراقهم، خاصة في ظل انقطاع وصعوبة التواصل بينهم.

– مخطئ من يتعامل مع قضية بلال على أنها قضية فصائلية أو تنظيمية، وأن تنظيم بلال فقط المسؤول عن نصرته ..لا… بلال أسير فلسطيني والكل مسؤول عن حياته.

– المطلوب وبشكل قوي وعاجل تحرك حقيقي لمؤسسات الدولة الفلسطينية؛ عبر كل الطرق واستخدام كل الوسائل، ومخطئ من يظن أننا لا نملك الوسائل والطرق السليمة والصحيحة، لكن المطلوب استخدامها، فالمؤسسات القانونية تدرك ما يعانيه الأسرى بشكل عام والأسير بلال بشكل خاص، كما تدرك مكانة الأسرى في القانون الدولي، لكن للأسف للآن نسمع أقوالا ولا نرى الأفعال.

سيدي الأسير..
اسمح لي أن أصمت
أعرف أنك تعودت على صمتي
وسكوتي طول عمري
وأدرك أنك تستغرب الآن من طلبي
أن أصمت
فأنا صامت منذ دهر
لكن … سيدي الأسير اسمح لي أن أصمت
وأن لا أتكلم
وأن لا أتسابق لوسائل الإعلام كي أعلن انتصاري
..ثم انتصارك
وقد أنسى أن أذكرك
كي أبشر العالم بثباتي…. ثم ثباتك
كي أقول للكون أني مجاهد مناضل وطني … ثم أتذكر أن أذكر اسمك في نهاية بياني

سيدي الأسير
اسمح لي أن أصمت حتى لا يقال
صمت دهرا ثم نطق كفرا

بلال كايد مسؤولية الجميع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات