من ينصر مناصرة…؟!
أحمد مناصرة، طفل مقدسي فلسطيني، بالكاد أكمل 14 ربيعا، وهو ما استكثره الاحتلال عليه كحال أطفال فلسطين والقدس المحتلة، فراح يعذبه ويعتقله في سجون لا تصلح حتى للحيوانات انتقاما من براءته وطفولته.
اعتقل الطفل مناصرة بتاريخ 12102015، بعد أن اتهم بمحاولة طعن مستوطن في القدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين وهو يتعذب ذهابا وإيابا للمحاكم التي تمدده مرة تلو الأخرى، حيث شاهد الجميع وجهه البريء وهو حزين ويتألم من قيد السلاسل وفقدان حريته على يد جنود الاحتلال والسجان.
معلوم أن التعرض للتعذيب، يعتبر من التجارب الصادمة المؤلمة، التي تؤثر سلبا على نوعية حياة الإنسان وتقدمها، خاصة إذا كان التعرض قد حدث في عمر مبكرة، أي في الطفولة أو المراهقة، وذلك لأسباب تتعلق بمستوى النضج، والإدراك والشخصية والاتزان الانفعالي غير المكتمل، وقلة الوعي.
لا تهتم ولا تراعي دولة الاحتلال صغر عمر الأطفال الفلسطينيين خلال الاعتقال، وتعتقلهم بالاستناد إلى قرارات الجهاز القضائي القائم على الأمر العسكري رقم (132)، الذي يحدد سن الطفل بمن هو دون السادسة عشرة، في مخالفة واضحة لاتفاقية الطفل، والتي عرفت الطفل بأنه “كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة” .
تعرض الطفل أحمد رغم طفولته وبراءته، للضرب والاعتقال والاعتداء والإهانة والتعنيف من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال خلال اعتقاله ومرحلة التحقيق، وقبل عملية الاعتقال ترك ينزف طالبا المساعدة دون مجيب.
تضرب دولة الاحتلال بعرض الحائط كافة القوانين المتعلقة باتفاقيات حقوق الطفل والتي هي موقعة عليها، فالمادة 16 من الاتفاقية، تنصّ: “لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مراسلاته ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته”.
بالمقارنة مع قوانين الاحتلال الخاصة بالطفل “الإسرائيلي” سواء القوانين الدينية أو القوانين المدنية، يتضح وبشكل سافر الازدواجية في المعايير؛ حيث تقوم في الأساس على حماية الطفل في دولة الاحتلال، ومنع تعرضهم للأذى بما في ذلك حمايتهم من الأذى النفسي وحفظ كرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم.
أحمد مناصرة هو طفل فلسطيني متهم بأنه يهدد أمن الاحتلال، مع عدم نسيان أن الحديث يدور عن سادس قوة عسكرية العالم، كما يزعم الاحتلال الذي لم يستطع تركيع أو إخضاع قطاع غزة، خلال ثلاث حروب عدوانية دموية.
مهما حكم الاحتلال على الطفل مناصرة فحكمه باطل، لأن ما أسس على باطل فهو باطل، والاحتلال باطل وأحكامه كذلك، ولن يطول وقت زوال الاحتلال وبطلان جميع أحكامه وقوانينه الباطلة.
قريبا جدا ستتمكن المقاومة الفلسطينية في غزة، من فرض شروطها على الاحتلال في موضوع تبادل الأسرى، وعندها تعود الفرحة للطفل الأسير أحمد مناصرة، وبقية أطفال القدس الأسرى، وسيعودون إلى أحضان أمهاتهم، فرحين مستبشرين بالنصر الأكبر بتحرير فلسطين، عندها تعم الفرحة الكبرى، القدس المحتلة، التي تكون وقتها خالية من المستوطنين، “وما ذلك على الله بعزيز”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الخارجية الأميركية عن فتح المعابر وإدخال المساعدات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نفت هيئة المعابر في قطاع غزة ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية حول "فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع...
شهادات مروعة.. هكذا يسعى الاحتلال لاغتيال القائد القسامي الأسير إبراهيم حامد
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام حمّلت هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" ونادي "الأسير الفلسطيني"، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة...
منظمات حقوقية: 94 شهيدًا منهم 36 طفلا و20 سيدة بعدوان الاحتلال على رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمات حقوقية فلسطينية إن العدوان الإسرائيلي الأخير على رفح أسفر 94 شهيدًا منهم 36 طفلا و20 سيدة، فضلا عن عشرات...
الإعلامي الحكومي: اجتياح الاحتلال لرفح ينذر بكارثة إنسانية عميقة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، أنّ اجتياح الاحتلال "الإسرائيلي" لمحافظة رفح يُنذر بكارثة إنسانية...
50 جامعة إسبانية تُعلن مقاطعة الجامعات الإسرائيلية
مدريد – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت 50 جامعة إسبانية، اليوم الخميس، مقاطعتها لجامعات الاحتلال الإسرائيلي، استجابة لاحتجاجات طلابية مناصرة لقطاع...
أنصار الله اليمنية تتوعد دولة الاحتلال بمراحل جديدة من التصعيد
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية استهدافها 112 سفينة إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، منذ بدء عملياتها المناصرة لغزة في...
مستشفى الكويت يوجه نداء استغاثة: الوقود ينفد وكارثة حقيقية ستقع
رفح – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير مستشفى الكويت التخصصي، صهيب الهمص، مساء اليوم الخميس، من "كارثة حقيقة" قد تقع في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة،...