الجمعة 10/مايو/2024

من ينصر مناصرة…؟!

د. خالد معالي

أحمد مناصرة، طفل مقدسي فلسطيني، بالكاد أكمل 14 ربيعا، وهو ما استكثره الاحتلال عليه كحال أطفال فلسطين والقدس المحتلة، فراح يعذبه ويعتقله في سجون لا تصلح حتى للحيوانات انتقاما من براءته وطفولته.

اعتقل الطفل مناصرة بتاريخ 12102015، بعد أن اتهم بمحاولة طعن مستوطن في القدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين وهو يتعذب ذهابا وإيابا للمحاكم التي تمدده مرة تلو الأخرى، حيث شاهد الجميع وجهه البريء وهو حزين ويتألم من قيد السلاسل وفقدان حريته على يد جنود الاحتلال والسجان.

معلوم أن التعرض للتعذيب، يعتبر من التجارب الصادمة المؤلمة، التي تؤثر سلبا على نوعية حياة الإنسان وتقدمها، خاصة إذا كان التعرض قد حدث في عمر مبكرة، أي في الطفولة أو المراهقة، وذلك لأسباب تتعلق بمستوى النضج، والإدراك والشخصية والاتزان الانفعالي غير المكتمل، وقلة الوعي.

لا تهتم ولا تراعي دولة الاحتلال صغر عمر الأطفال الفلسطينيين خلال الاعتقال، وتعتقلهم بالاستناد إلى قرارات الجهاز القضائي القائم على الأمر العسكري رقم (132)، الذي يحدد سن الطفل بمن هو دون السادسة عشرة، في مخالفة واضحة لاتفاقية الطفل، والتي عرفت الطفل بأنه “كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة” .

تعرض الطفل أحمد رغم طفولته وبراءته، للضرب والاعتقال والاعتداء والإهانة والتعنيف من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال خلال اعتقاله ومرحلة التحقيق، وقبل عملية الاعتقال ترك ينزف طالبا المساعدة دون مجيب.

تضرب دولة الاحتلال بعرض الحائط كافة القوانين المتعلقة باتفاقيات حقوق الطفل والتي هي موقعة عليها، فالمادة 16 من الاتفاقية، تنصّ: “لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مراسلاته ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته”.

بالمقارنة مع قوانين الاحتلال الخاصة بالطفل “الإسرائيلي” سواء القوانين الدينية أو القوانين المدنية، يتضح وبشكل سافر الازدواجية في المعايير؛ حيث تقوم في الأساس على حماية الطفل في دولة الاحتلال، ومنع تعرضهم للأذى بما في ذلك حمايتهم من الأذى النفسي وحفظ كرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم.

أحمد مناصرة هو طفل فلسطيني متهم بأنه يهدد أمن الاحتلال، مع عدم نسيان أن الحديث يدور عن سادس قوة عسكرية العالم، كما يزعم الاحتلال الذي لم يستطع تركيع أو إخضاع قطاع غزة، خلال ثلاث حروب عدوانية دموية.

مهما حكم الاحتلال على الطفل مناصرة فحكمه باطل، لأن ما أسس على باطل فهو باطل، والاحتلال باطل وأحكامه كذلك، ولن يطول وقت زوال الاحتلال وبطلان جميع أحكامه وقوانينه الباطلة.

قريبا جدا ستتمكن المقاومة الفلسطينية في غزة، من فرض شروطها على الاحتلال في موضوع تبادل الأسرى، وعندها تعود الفرحة للطفل الأسير أحمد مناصرة، وبقية أطفال القدس الأسرى، وسيعودون إلى أحضان أمهاتهم، فرحين مستبشرين بالنصر الأكبر بتحرير فلسطين، عندها تعم الفرحة الكبرى، القدس المحتلة، التي تكون وقتها خالية من المستوطنين، “وما ذلك على الله بعزيز”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات